أخبار العالمأخبار من أمريكاعاجل
بايدن: الحكومة الإسرائيلية تضم أكثر الأعضاء تطرفًا منذ عهد غولدا مائير
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع قناة “سي إن إن الأمريكية” وفي تصريحات لافتة إن حكومة بنيامين نتنياهو تضم أكثر الأعضاء تطرفا منذ عهد غولدا مائير، وأضاف إن هؤلاء الوزراء الذين “يدعمون استيطان أيا كان وعلى أي أرض كانت في الضفة الغربية هم جزء من المشكلة في الصراع مع الفلسطينيين.
وحين التطرق لاحتمال توجيه دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض، تهرب الرئيس الأمريكي من السؤال مشيرًا إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ سيزور واشنطن الأسبوع المقبل بعيد تلقيه دعوة من قادة الكونغرس لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة بمناسبة السنة الـ 75 لقيام دولة إسرائيل، ومن المتوقع أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض.
وقال الرئيس الديمقراطي : “أنا أحد أولئك الذين يعتقدون أن أمن إسرائيل النهائي يكمن في حل الدولتين”، موضحا أنه، لم يتطرق أي من أعضاء الحكومة في السنوات الأخيرة لدعم هذا المبدأ. فعلى الأرض، تمّ ضمّ أجزاء كبيرة من الضفة الغربية دون منح حقوق متساوية للفلسطينيين بتلك المناطق، بل إن نتنياهو قال الشهر الماضي أمام أعضاء حزبه إنه على إسرائيل أن “تسحق” تطلعات الفلسطينيين إلى “بناء” دولة.
ويضم ائتلاف نتنياهو نوابًا من اليمين المتطرف على غرار بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل منصب وزير المالية وإيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي وقد تعهد الاثنان بمعارضة الإجراءات الهادفة إلى تعزيز السلطة الفلسطينية وأعربا عن معارضة شرسة لاحتمال قيام دولة فلسطينية والدفع باتجاه التوسع الاستيطاني والمزيد من السيطرة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
كوزير للمالية، ربما يلعب سموتريتش دورًا رئيسيًا في تعزيز السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية، وهي قضية ترى الولايات المتحدة أنها مركزية لمصالحها ولكن خلال الأشهر الستة الماضية، حجب سموتريتش عشرات الملايين من الدولارات من رام الله من مدفوعات الرعاية الاجتماعية التي كانت موجهة لعائلات ارتكب أبناؤها أعمالا ضد إسرائيل،
وأعربت واشنطن عن مخاوفها من وزيري حكومة نتنياهو، إذ لم يُخفِ البيت الأبيض الشهر الماضي قلقه من نفوذ الجناح اليميني لائتلاف نتنياهو على السياسة خاصة في مجال إصلاح المستوطنات والقضاء. وقد اعترف ثلاثة من مسؤولي إدارة بايدن لـ “تايمز أوف إسرائيل” في يونيو أن واشنطن غير مقتنعة بأن زعيم الليكود هو المسيطر منذ فترة طويلة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ولم يتردد بن غفير في مقابلة على القناة 14 في الرد على تصريحات بايدن لشبكة “سي إن إن” بقوله: الولايات المتحدة هي أكبر حليف لإسرائيل.. “يجب على الرئيس بايدن أن يستوعب أن إسرائيل لم تعد نجمة أخرى على العلم الأمريكي”.
تساءل بن غفير: “كيف أنا متطرف؟ بتوزيع السلاح على مواطني إسرائيل للدفاع عن أنفسهم؟ أمنح الدعم الكامل لجنودنا وضباطنا؟ أدعو بايدن للقيام بجولة في القدس والخليل ليرى أن تطرفنا هو حب متطرف وهائل لدولة إسرائيل “.
إسرائيل جزء من المشكلة
واعتبر بايدن أن إسرائيل ليست مسؤولة فقط عن تصعيد العنف الأخير في الضفة الغربية، وإنما هي “جزء من المشكلة، لا سيما أعضاء الحكومة الذين يقولون “يمكننا الاستقرار في أي مكان نريد والفلسطينيون ليس لهم الحق في أن يكونوا هنا “.
ففي النصف الأول من عام 2023، سجلت الحكومة الحالية رقمًا قياسيًا لمعظم منازل المستوطنات المتقدمة للبناء في عام واحد. وسمحت بإنشاء عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية الجديدة في عمق الضفة الغربية، بينما تمنع الفلسطينيين من بناء المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة المدنية الإسرائيلية.
ولا يوافق بايدن بشكل كامل على إصرار نتنياهو على أنه يسيطر على ائتلافه وأن شركاءه اليمينيين المتطرفين يستجيبون له، وليس العكس. شدّد الرئيس الأمريكي على أن السلطة الفلسطينية “فقدت مصداقيتها” ليس فقط بسبب إسرائيل، ونتيجة لذلك، نشأ “فراغ للتطرف” بين الفلسطينيين.
صفقة تطبيع بعيدة
بايدن تحدث أيضا خلال مقابلة مع “سي إن إن” عن جهود إدارته للتوسط في صفقة تطبيع بين إسرائيل، والمملكة العربية السعودية. وعن الصفقة المحتملة هذه قال بايدن: “ما زلنا بعيدين عن هذا الأمر. لدينا الكثير لنتحدث عن المسألة “، مؤكدا: “نحن نحقق تقدمًا في المنطقة، لكن صفقة التطبيع تعتمد على السلوك وما هو مطلوب منا للاعتراف بإسرائيل”.
أوضح الرئيس الأمريكي أنه “بصراحة لا أعتقد أن لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل”، في إشارة إلى العلاقة بين السعودية والدولة العبرية.
قال بايدن: “سواء كنا سنوفر وسيلة يمكن من خلالها للسعودية أن تمتلك طاقة نووية مدنية، وما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن أن تكون ضامنًا لأمنها، فهذا.. بعيد بعض الشيء”.