بقلم: أحمد محارم
وحتى نفهم العنوان ببساطة ان كلاهما ارتبط اسمه في الشارع والحي بنوع الخدمة التي يُقدمها للسكان والعابرين أيضًا من هذا الحي السكندري العريق.
ناصر صحافة والذي يُدير كشك صحافة بمفهوم الزمن الجميل والذي ارتبط في الوعي الجماعي للمصريين بوصول الجرائد والمجلات يوميًا مع الفجر، وأن هذا الكشك كان والد ناصر رحمه الله يديره لسنوات طويلة ومن بعده ظل ناصر واخوته يتبادلون على الدوام في المكان ومنهم آخر ناصر خريجة كلية الآداب بجامعة الأسكندرية وتواصل لدراسة الماجستير.
ناصر انسان مثقف وتربطه بسكان المنطقة علاقة فيها نوع من الاهتمام الشخصي والاحترام المتبادل كعادة سكان الحي وأبناء الاسكندرية على وجه العموم.
وأما عن حودة جرجير فهو أيضًا من صور لنماذج نوعية المصريين البسطاء الذين يمتلكون قدرا كبيرا من الرضى والصبر.
مع نسمات الفجر يبدأ يومه في فرش بسيط على الرصيف يبيع فيه أصناف الخُضرة الخاصة بطبق السلطة وأهم ما يميزه الجرجير وكان صاحب المزرعة يخص حودة بهذه النوعية المتميزة ومن هنا كانت عبارة حودة جرجير هي مفتاح المنطقة.
جمعت ناصر وحودة صداقة الزمن الجميل والذي لازال موجودًا عند الناس الذين استمرت تعاملاتهم معا بنفس الروح السمحة وطيبة القلوب، تعرفت عليهما معا منذ ١٠ سنوات تقريبًا.
ومع أنني من الذين سافروا كثيرا في بلاد الله ومع خلق الله إلا انهما معا قد شكلا عندي صورة مهمة عالقة معي على جدران الذاكرة، حيث انهما معا نتاج تفاعل ظروف زرعت فيهم هذا القدر من الرضى والصبر والتعامل مع الناس بكل الإخلاص وطيبة القلب.
كلاهما استحق مني ان أكون معهما اليوم في هذه الصورة من أجل أن أحكي هذه الحكاية، ربما إننا بالتاكيد سوف نجد في كل شارع وحارة آخرين مثل ناصر صحافة وحودة جرجير، من الواجب أن نُلقي عليهم الأضواء لأنهم دومًا يُذكرونا بالزمن الجميل.