ترجمة: رؤية نيوز – نيوزويك
أصبحت المعركة الحزبية المتبادلة في السياسة الأمريكية راسخة لدرجة أن الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين يستعدون لتسمية اثنين من المرشحين غير المستساغين في معظم أنحاء البلاد.
فيحرص الناخبون الجمهوريون على الوقوف إلى جانب رجلهم دونالد ترامب، معتبرين أن كل هجوم ضده حتى الآن كان هجومًا على أنفسهم وضد نظرتهم للعالم، أما الناخبون الديمقراطيون فحريصون بنفس القدر على معارضته وسيقفون إلى جانب الشخص الوحيد الذي هزمه في الانتخابات من قبل، جو بايدن.
ولكن في الحقيقة، غالبية الأمريكيين يفضلون عدم خوض أي من المرشحين، ترامب أو بايدن، في السباق.
ففي نظر معظم الناخبين، فإن جو بايدن أكبر من أن يسعى للحصول على أربع سنوات أخرى كرئيس، حيث قال 61٪ إنهم قلقون “للغاية” أو “عادلون” بشأن قدرته على أداء مهامه كرئيس بسبب سنه الآن، ناهيك عن ذلك بعد بضع سنوات من الآن.
فإذا فاز بولاية ثانية، فسيكون قد بلغ 82 في بدايتها و 86 بنهايتها، أي أكبر بكثير من أي رئيس للولايات المتحدة في أي وقت مضى، فكيف يمكن “بواسطته” أن يتوقع الناخبون الأمريكيون حقًا أن يكون الرئيس بحلول ذلك الوقت؟
وفي الوقت نفسه، فإن دونالد ترامب – الذي يصغره بثلاث سنوات فقط – غارق أيضًا في القضايا القانونية. ويعتقد ناخبه بشكل كبير أن لوائح الاتهام ضده هي في المقام الأول نتيجة لهجمات ذات دوافع سياسية من قبل خصومه، فيما يقول منتقدوه إنها في المقام الأول نتيجة لأفعاله.
بغض النظر، من الواضح أن الديمقراطيين يسعون قانونًا إلى تنحية الرئيس السابق من منصبه، إذا فاز بالرئاسة مرة أخرى، فلا شك أن الناخبين يتوقعون من خصومه توجيه الاتهام إليه، كما فعلوا مرتين خلال فترة ولايته الأولى.
ومن جانبهم، يفكر الجمهوريون في الكونجرس في فتح تحقيق للمساءلة في التورط المحتمل للرئيس الحالي، جو بايدن، في مخطط فساد يتورط فيه نجله هانتر.
وبالنظر إلى هذا الخيار المخيب للآمال، يشعر الناخبون عن حق بعدم المبالاة بشأن انتخابات العام المقبل، خاصة أن ما يصل إلى الثلث يقولون إنهم سيفكرون في التصويت لمرشح مستقل.
لكن مرشحي الحزب الثالث يميلون تاريخيًا إلى الفشل في كسر نظام الحزبين، ليصبح التطور الأكثر احتمالا بذلك هو أن تصبح الانتخابات الرئاسية منافسة بين اثنين من المرشحين لمنصب نائب الرئيس.
تقليديا، يلعب المرشح لمنصب نائب الرئيس دور الممثل الداعم، الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه لدعم نجم العرض بإخلاص “الرئيس”، لكنه لا يُعتبر أبدًا خيارًا أفضل.
لكن مثل هذا التفكير لا ينطبق بشكله خلال المنافسة الرئاسية المقبل، فبعد كل شيء، كل من دونالد ترامب وجو بايدن لم يتبق لهما سوى فترة ولاية واحدة، ولا يمكن لأي من المرشحين التأكد من أنهما سيكملان فترة ولايتهما إذا فازا.
في حين يمكن لمجموعة من المرشحين المغامرين لمنصب نائب الرئيس، والذين يُنظر إليهم على أنهم رؤساء مستقبليون محتملون، أن يُضيفوا الحماس والطاقة اللازمين لانتخابات العام المقبل.
وتجعل هذه الفرصة من الانتخابات التمهيدية القادمة للحزب أكثر أهمية، وهي بمثابة فرصة لمعرفة من الذي سيعزز كل حملة على أفضل وجه باعتباره المرشح.
فبدلاً من المواجهة بين دونالد ترامب وجو بايدن، يمكن في نهاية المطاف تحديد انتخابات العام المقبل من قبل من يختار أفضل مرشح داعم.