بقلم: أحمد محارم
من المعروف أن الراحل أنيس منصور كانت له مواقف كثيرة ومتنوعة ظهرت من خلال كتاباته في الصحف والمجلات وأيضا الكتب التي صدرت له وأهمها أدب الرحلات.
وكان معروفًا عنه في الوسط الصحفي بأنه صاحب المقالب، والتي تهدف إلى إنعاش الحياة الفكرية والبعد عن الملل.
وكان من أقرب الكتاب إلى قلب وعقل الرئيس أنور السادات.
عبد الحليم حافظ في بداية حياته الفنية كان يسعى للشهرة ويجلس مع الصحفيين ومنهم أنيس منصور ليكتبوا عنه ويقوموا بإلقاء الضوء على فعالياته ونشاطه الفني.
كان عبد الحليم محبًا لأنيس منصور، وذات يوم اقترح عليه أن يذهب معه إلى الاستاذ محمد عبد الوهاب حيث كان لعبد الحليم حافظ رأيًا فى صوت أنيس منصور وأنه من الأفضل أن يتجه للغناء أفضل من الصحافة والفلسفة.
وذهب معه أنيس منصور الى بيت عبد الوهاب.
كان عبد الوهاب يجلس وكانت هناك فتاه صغيرة تغني لعبد الوهاب، والذي كان كل لحظة يقول لها (يا سلام يا سلام).
أنيس قال لعبد الحليم حافظ مُندهشًا أن صوت البنت لا يشجع، وكيف أن الأستاذ عبد الوهاب يشجعها.
قال عبد الحليم: أنت عارف أن الأستاذ مُجامل والبنت من الأرياف وممكن تكون جايبه معاها شوية فطير وجبنة قديمة وهو عاوز يرفع معنوياتها.
قال له أنيس هيا بنا ونكتفي بهذ القدر بدأت من ضياع المستقبل.
هذه الحكاية ذكرها أنيس منصور في أكثر من لقاء تلفزيوني، ولما كان الأستاذ عبد الوهاب ضيفًا فى أحد البرامج وجه المذيع إليه هذا السؤال إن كان ما ذكره أنيس منصور حقيقة.
أجاب عبد الوهاب نعم أنيس معاه حق.
كانت عندي الرغبة أن أقدمه إلى عالم الفن لأن صوته جميل وفشلنا في ذلك.
خسرناه فى عالم الفن لكننا كسبناه كأفضل كاتب للشباب في عالمنا العربي
إنه جيل العمالقة والزمن الذي لن نعوضه.