بقلم: أحمد محارم
مبنى الأمم المتحدة يمر أمامه ويدخل إليه آلاف من الدبلوماسيين والعاملين وأيضا من الزوار الذين إما أن يكونوا مشاركين في إحدى الفعاليات أو أن يسعدوا بجولة داخل المبنى للتعرف على أقسامه والدور الذي يقدمه للعالم.
على أسوار المبنى في الافنيو الأول وتقاطعه مع الشوارع من ٤٢ وحتى ٤٧ ترفع عليه أعلام الدول الاعضاء ١٩٣ دولة ترفع الأعلام صباحًا ثم تنكس فى الرابعة عصرا وبذلك فإن المبنى يحظى بصورة ذهنية عند الملايين بأنه من أهم معالم مدينة نيويورك بل والعالم.
وخلال أحداث الـ١٠٠ يوم من الحرب على قطاع غزة كانت الأحداث سريعة والاهتمام زايد لدرجة أنه منذ السابع من أكتوبر وحتى يومنا هذا فقد عقدت ٢١ جلسة لمجلس الأمن الدولس وأيضا ٣ اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة وهى أرقام غير مسبوقة في فترة زمنية محددة مما يشير إلى مدى القلق والانزعاج العالمى من تسارع وخطورة الاحداث في قطاع غزة والخوف من اتساع دائرة الصراع ليصبح اقليميا وتكون السيطرة عليه صعبة.
ونعود إلى صلاحيات أجهزة الأمم المتحدة
مجلس الأمن الدولي المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين قد وجد نفسه عاجزا عن تحقيق ذلك بسبب حق الاعتراض ( الفيتو ) والذى اعتاد العالم من امريكا ان تستخدمه دوما لوقف اي قرار يعاقب إسرائيل.
وعندما يتم التحول إلى الجمعية العامة من أجل توسيع دائرة الاهتمام والتأثير وجدنا أن إجماع ١٥٣ دولة على إصدار قرار من شأنه إجبار إسرائيل على الوقف الفورى للقتال أيضا وللأسف الشديد فإن إسرائيل كالعادة لم تلتزم.
والناس المتابعين يحاولون استرجاع بعض المواقف والتي يمكن البناء عليها والنظر إلى المستقبل.
هل حدث من قبل مثل هذا التطاول على شخص الأمين العام أنطونيو غوتيرش.
من قبل وزير خارجية إسرائيل ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة مطالبة الأمين العام بالاعتذار وتقديم استقالته لأنه كان له تصريح عبر من خلاله ومن منطلق مسؤلياته إن ما تفعله إسرائيل غير مقبول وانها كان من المفروض أن تسال نفسها أولا عن الأسباب التي دفعت بحماس أن تفعل ما اقدمت عليه فى السابع من أكتوبر.
أيضا ربما أنها كانت نكته أطلقها الرئيس الأمريكى الأسبق دونالد ترامب واصفًا الامم المتحدة بأنها نادي يلتقى فيه الأصدقاء يشربون القهوة ويتبادلون الأحاديث.
طبعا ميزانية الأمم المتحدة تأتى من الدول الاعضاء وأمريكا تقدم أكبر نسبة من الدعم وصلت إلى أربعون في المائة وقد امتنع ترامب عن دفع حصة أمريكا لأكثر من ٣ سنوات حتى إن ذلك كان يمثل تهديدا للمنظمة بالاستغناء عن عدد ليس بالقليل من الوظائف والعاملين بالمقر الرئيسي أو في الميدان.
يقال أيضا بأن الارض التي يقع فوقها مبنى الأمم المتحدة كانت ملكًا لأسرة روكفلر اليهودية وإنها باعتها لحكومة أمريكا بدولار واحد هربا من الضرائب وربما يكون هناك إحساس لدى مندوب إسرائيل عندما يتحدث من داخل المبنى أنه يقف على أرض أجداده.
الناس حائرون ويتساءلون عن كيف يمكن أن يضعوا الثقة أو الأمل في هذا المبنى.
الأمل سيظل موجود لكنه دومًا يحتاج إلى شجاعة.
شجاعة الأمل كانت ولازالت وسوف تظل لدى شعب فلسطين وكل احتلال إلى زوال.