بقلم: حسين عابديني؛ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
يعتبر مقتل إبراهيم رئيسي ضربة قاسية في الوضع الاجتماعي والسياسي الأكثر حساسية للنظام الإيراني الذي أخل بالتوازن الداخلي للنظام بشكل لا رجعة فيه.
وقد اعتمد خامنئي استراتيجية الانكماش الأقصى لحماية نظامه من انتفاضة الشعب الإيراني. تعتمد هذه السياسة على قمع مطلق داخل إيران وتصعيد التوتر من خلال التدخل وإثارة الحروب في الخارج، وخاصة في المنطقة و لعب رئيسي دورا مهما في استراتيجية خامنئي الانكماشية القصوى، سواء بسبب سجله الطويل في الإعدام والقمع والجرائم، أو لانه كان مطيعا تماما لخامنئي.
يبذل النظام الايراني جهودا جبارة وعلى مختلف الاصعدة من أجل إظهار نفسه من إنه يخدم السلام والامن والاستقرار في المنطقة ويهتم ويراعي مصالح شعوبها ويسعى لنصرتها وخصوصا في قضاياها الاساسية والمصيرية، وبنفس السياق يسعى من أجل الإيحاء بأن المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بأنها ضد شعوب ودول المنطقة بل وتصر على إن هذا المجلس يشکل خطرا وتهديدا على السلام والامن في المنطقة ويدعو شعوب ودول المنطقة وبطرق ملتوية و مشبوهة لمعاداته والوقوف ضده کما يحدث في الدول الخاضعة لنفوذه بصورة خاصة وفي بقية دول المنطقة والعالم بخورة عامة.
خلال الاعوام المنصرمة ولاسيما بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة، فوجئت بلدان المنطقة بتصريحات ومواقف عدائية مختلفة من جانب قادة و مسٶولي النظام الايراني وفي مقدمتهم خامنئي ولاسيما بعد إندلاع الحرب الدامية في غزة وسعيهم من أجل إستغلالها وتوظيفها لصالح مخططاتهم في المنطقة والعالم، وولاسيما وإن قادة ومسٶولي النظام وفي خضم هذه الحرب تحديدا قد أكدوا على استمرار دعم وکلاء النظام في المنطقة حيث أطلقوا عليهم تسمية”جبهة المقاومة والممانعة” في المنطقة، وهو مايعني بالضرورة إستمرار السياسة العدوانية لهذا النظام ضد شعوب ودول المنطقة.
لکن، وبنفس السياق، فإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وبإتجاه وسياق مختلف، شدد وبصورة بالغة الحرص على العلاقة القوية والجدلية التي ربطت وتربط بين الشعب الايراني وشعوب المنطقة، مصرا على أن أساس ومتانة هذه العلاقة أقوى بکثير من المخططات والتحرکات المشبوهة للنظام الايراني التي إستهدفت وتستهدف زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة.
وخلال نفس الفترة التي أشرنا إليها آنفا فإنه قد دأب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على إقامة مٶتمرات وتجمعات دولية بالاضافة الى ندوات موائد مستديرة لشخصيات دولية وإقليمية وعربية وإيرانية بشأن الاوضاع في إيران المنطقة والعالم وبشکل خاص خلال المرحلة الحالية حيث يواجه النظام الايراني رفضا داخليا غير مسبوقا إذ أن مزاعم سيطرته على الاوضاع بعد الانتفاضة الاخيرة، قد ثبت خوائها وزيفها حيث إن الاجواء والاوضاع الداخلية مهيئة على أفضل مايکون لإندلاع إنتفاضة عارمة وهو أمر يردده مسٶولون وخبراء في النظام ويحذرون منه، وقد حاول المجلس الوطني للمقاومة الايرانية أن يوصل رسالة الى شعوب ودول المنطقة والعالم مغزاها بأن هذا النظام هو نظام معاد للشعوب وليس بإمکان تحرکاته الحالية في دول المنطقة والعالم بزعم الحرص على أمن وإستقرار المنطقة والعالم أن يغير من ماهيته ومحتواه العدواني المشبوه أبدا.
في نفس السياق فإن مقتل رئيسي يعتبر ضربة استراتيجية كبيرة لا يمكن تعويضها، حيث تبخرت كل أحلام خامنئي وخططه. هذه الضربة لها عواقب وأزمات في جميع أنحاء الديكتاتورية الدينية وتشكل أساسا للانتفاضات الشعبية وتقدم المنتفضين من أجل الحرية.