بقلم: حسين عابديني؛ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
انزعج النظام الايراني وأبدى تذمره الشديد من جراء إعلان الاتحاد الاوربي رسميا عن فرض عقوبات على وزیر الدفاع الإيراني وقائد فيلق القدس وقائد معسكر خاتم الانبياء التابع لقوات الحرس، ولاسيما عندما أدان أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني بشدة إجراءات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على بعض المسؤولين والمؤسسات الإيرانية. کما نقلت ذلك وکالة مهر المقربة من الحرس الثوري.
والملفت للنظر کثيرا إن کنعاني أضاف وهو يسعى ليس من أجل رفض تهمة الارهاب عن هٶلاء الشخصيات فقط بل وحتى الإيحاء بأنها تضمن الامن في المنطقة، بقوله:” إن الاتحاد الأوروبي، يدرج بعض السلطات والمؤسسات الإيرانية الرائدة والفعالة في التعامل مع الإرهاب وضمان الأمن المستقر في المنطقة في قائمة العقوبات.”! لکن السٶال الذي يطرح نفسه هنا هو عن ماهية الارهاب الذي حاربته هذه الشخصيات المعاقبة بل والانکى من ذلك عن أي ضمان”أمن مستقر” في المنطقة يتکلم هذا الرجل في وقت نرى إن البلدان التي تخضع لهذا النظام في المنطقة تعتبر بمثابة بٶر ومراکز مصدرة لکل ماهو بإمکانه أن يزعزع الامن في المنطقة عموما.
لا دخان من دون نار! عندما توجه أصابع الاتهام لمسٶوليين رفيعي المستوى في النظام الايراني ويجري إدراجهم في قائمة العقوبات، فذلك لم يأت إعتباطا أو بناءا على فرضيات أو معلومات مفبرکة أو خاطئة أو حتى کما وصف ذلك المتحدث بإسم وزارة الخارجية الايرانية في تصريحاته بهذا الصدد بقوله:” من المؤسف أن الاتحاد الأوروبي، من خلال لجوئه إلى الأعذار والاتهامات المتكررة السخيفة التي لا أساس لها من الصحة، وتجاهل الحقائق، ومواصلة نهجه الفاشل وغير الفعال، يلجأ مرة أخرى إلى أداة غير فعالة وهي فرض العقوبات على ايران.”، وهذا المنطق المفلوج والخشبي المتسم بديماغوجية مثيرة للسخرية، يثبت مرة أخرى حقيقة إن النظام الايراني يسعى من أجل رد الحجج الدامغة المبنية على أساس معطيات ثابتة من الواقع، بتعابير هي أقرب للإنشاء والساعي لرد الحقيقة بأسلوب أشبه مايکون بالذي يسعى من أجل حجب شعاع الشمس بغربال!
الطرق والاساليب التي يتبعها الاتحاد الاوربي خصوصا والدول الغربية عموما من أجل دفع النظام الايراني بإتجاه نوع من الاعتدال والمرونة والکف عن نهجه المتطرف المثير للمشاکل والازمات والحروب في المنطقة، ولاسيما من حيث إتباع سياسة مسايرة وإسترضاء النظام الايراني، تقابلها طرق وأساليب موغلة في ممارسة الکذب والخداع والاحتيال على السياسات الغربية المضادة وبشکل خاص على العقوبات الدولية المفروضة عليها، والانکى من کل ذلك إن البلدان الغربية بما فيها بلدان الاتحاد الاوربي، يعلمون جيدا وبناءا على معلومات موثقة بأن النظام الايراني وطوال أکثر من 3 عقود من الجلوس معه على طاولة المفاوضات، فإنه بقي على حاله من حيث المراوغة والمناورة وممارسة مختلف الطرق والاساليب التمويهية التي يمکن أن تساعده على تمرير مخطتاته وتحقيق أهدافه بمختلف الاتجاهات، ولذلك فإن طرق وأساليب البلدان الغربية من حيث التعامل مع النظام الايراني وإن أوجعت النظام الايراني وتسبب له الارباك وتٶثر على أوضاعه، لکنها ستظل غير مجدية لتحقيق الاهداف المتوخاة وذلك من من دون تفعيل هذه الطرق والاساليب عبر إدخال العنصر الايراني فيها فذلك من شأنه أن يمنح الموضوع عمقا وجدية أکبر ويضع النظام الايراني في وضع لايحسد عليه.