مقالات
أخر الأخبار

خواطر انتخابية – أحمد فتحي

بقلم: أحمد فتحي

نيويورك – أفهم تمامًا لماذا يرغب زعماء الأنظمة السلطوية، سواء كانوا من العربان أو المصريين، في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

لكن ما لا أستطيع فهمه هو لماذا يريد بعض الناخبين الأمريكيين من أصول مصرية أو عربية عودة ترامب، رغم أنهم عاشوا في أمريكا وشهدوا فترة حكمه الأولى (2016-2020) بكل ما حملته من سياسات تمييزية، فهؤلاء كانوا شهودًا على قرار حظر دخول المسلمين الذي أصدره ترامب، والذي تراجع عنه تحت ضغط الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي، الذين يرفضون التمييز بكافة أشكاله.

ما يثير استغرابي أيضًا هو أن بعض هؤلاء العربان المؤيدين، ومنهم من يُعدّون من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية في أمريكا، لم يترددوا في تأييد ترامب رغم قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس! وماذا عن قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان؟ والأغرب أنهم يؤيدون ترامب وهم يعرفون أن قاعدته الانتخابية تتألف في معظمها من جماعات التفوق العرقي الأبيض، المعادية للسامية والتي تشمل العداء للعرب أيضًا!

أنا لا أفهم كيف يمكن لبعض الأمريكيين من أصول عربية، خاصة في ميتشجان، أن يدعموا ترامب رغم تأييده لنتنياهو في حرب غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين.

لا أستطيع فهم منطق هؤلاء الناخبين في تبني مواقف الأنظمة التي هاجروا منها، رغم ما تعانيه من انعدام للحريات وسوء للأوضاع الاقتصادية وغياب للفرص المتكافئة.

هل السبب هو أنهم لم يتحرروا بعد من قيود العبودية الفكرية؟ أم أنهم يجدون متعة في ذلك؟ ربما يمكن أن تمنح الإنسان صك الحرية، لكنه لن يكون حرًا حقًا طالما استمرت اختلالات القيم الإنسانية لديه.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق