مقالات
أخر الأخبار

دعوة للحوار أم للکذب والخداع والتحايل – حسين عابديني

بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

باشر عباس عراقجي، وزير الخارجية الجديد للنظام الايراني مهما عمله بالدعوة الى الحوار مع الاتحاد الأوروبي من أجل حل قضايا ثنائية وذلك عقب اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، ومن دون شك فإن النظام الايراني ومن خلال عراقجي يريد أن يعمل مابوسعه من أجل تخفيف وطأة العقوبات والعزلة الدولية المفروضة عليه ولاسيما من حيث تأثيرها الکبير على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة والتي تزداد سوءا خصوصا بعد رفع أسعار الخبز”المادة الرئيسية على المائدة الايرانية” والغلاء الذي صار من الصعب جدا تحمله والمعايشة مع آثاره وتداعياته.

هکذا دعوة کسائر الدعوات الاخرى من جانب هذا النظام خلال الاعوام السابقة، لم تٶخذ على محمل الجد ولاسيما وإن الاتحاد الاوربي خصوصا والبلدان الغربية عموما نظروا بعين الشك والريبة لنوايا النظام الايراني ولذلك فإنهم إنتظروا دائما أن تقترن أقواله مع أفعاله وإن التجارب المرة للإتحاد الاوربي مع هذا النظام کثيرة، وهم يعلمون الغاية والسبب من وراء هذه الدعوة ومن إنها تأتي بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة للنظام.

دعوات النظام للحوار مع الاتحاد الاوربي والبلدان الغربية الاخرى، وعلى مر العقود المنصرمة، وکما أثبتت التجارب المختلفة، لم تقترن بالنوايا الحسنة لهذا النظام وکان دائما هناك نوع من التضليل والضبابية واللف والدوران والکذب والخداع، بمعنى إن النظام الايراني کان يسعى دائما من أجل الحصول على مکاسب وإمتيازات من دون أن يقترن ذلك بتقديمه ما يوازي تلك المکاسب والامتيازات وهذا ما ينسحب على مفاوضاته المرتبطة ببرنامجه النووي وبرامجه التسليحية ووبدوره المثير للقلق والشبهات على صعيدي أمن المنطقة والعالم.

من الواضح إن تدهور علاقات الاتحاد الاوربي بالنظام الايراني خلال الاعوام الاخيرة، قد کان بسبب إستمرار النظام الايراني في نشاطاته السرية من أجل تطوير برنامجه النووي والاستحواذ على الاسلحة النووية، وکذلك تدخلاته في بلدان المنطقة وإثارته الحروب ولاسيما فيما يتعلق بالحرب المدمرة في غزة وکذلك تورطه في الحرب الجارية في أوکرانيا، والمثير للسخرية والتهکم البالغين إن عراقجي ومن دون الإشارة الى الدور السلبي لنظامه في تدهور العلاقات فإنه يزعم بأن تنمية العلاقات “تتطلب حوارا لحل قضايا بين الطرفين وتصحيح السياسات الخاطئة للدول الأوروبية”!

دعوة الحوار من جانب النظام الايراني لا تکفي لوحدها من دون الاقتران بنوايا صادقة وبتطابق الاقوال مع الافعال، وهذا هو الامر الذي لا يمکن أبدا للنظام الايراني أن يقوم به!

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق