بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
من خلال مجريات الامور والاحداث الناجمة والمتداعية عن تنصيب مسعود بزشکيان کرئيس للنظام الايراني فإن من أهم الاهداف التي تم تحديدها له من قبل الولي الفقيه خامنئي هو سعيه من أجل فك العزلة الدولية عن النظام أو تخفيفها وإيجاد ثمة متنفس للنظام کي يلتقط أنفاسه ولاسيما وإنه ومنذ 16 سبتمبر2022، يواجه الانتکاسة تلو الانتکاسة وبشکل خاص بعد أن فجع الولي الفقيه بمصرع ابراهيم رئيسي الذي کان يرى فيه الامل من أجل إخراج النظام من أزمته الحادة وإنهاء مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده.
تصريحات بزشکيان المختلفة التي يرکز فيها على العمل من أجل إنفتاح العالم على النظام الايراني وحتى قدوم الاستثمارات لإيران والعمل من أجل رفع العقوبات أو تخفيفها وإستعادة الارصدة الايرانية المجمدة، باتت تلفت النظر وتٶکد حقيقة إنه مکلف بالعمل بهذا الاتجاه وبطبيعة الحال فإن تکليف بزشکيان بهکذا مهمة يدل على الاوضاع الاقتصادية بالغة السوء للنظام والتي باتت تٶثر على مختلف الاوضاع الاخرى ولاسيما وإن الشعب حانق وغاضب على النظام الذي يجعله من جراء سياساته ونهجه المشبوهة يزداد فقرا وحرمانا.
لکن، ولو وضعنا الکثير من الامور جانبا، هل إن بزشکيان يعمل حقا من أجل الانفتاح الإيجابي الذي يساهم بنزع فتيل التوتر والازمات في المنطقة من خلال تخلي النظام عن تدخلاته وسياساته المشبوهة في المنطقة وإثارته للحروب أو تخفيفها على الاقل؟ الحقيقة إن تصريح بزشکيان الذي يٶکد فيه بأن أول زيارة خارجية له ستکون للعراق، يثير الکثير من الشکوك ولاسيما وإن العراق کما هو معروف من ضمن الدول الاکثر خضوعا لنفوذه وهيمنة النظام الايراني وکان ولازال ومن خلال الميليشيات والاحزاب التابعة له هناك يقوم بتنفيذ مخططاته المشبوهة بشأن زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة من جهة، وجعل العراق بابا ونافذة من أجل التحايل على العقوبات الدولية.
العزم على هذه الزيارة بحد ذاتها تٶکد ومنذ البداية النوايا المبيتة والمشبوهة للنظام الايراني من حيث سعيه للإنفتاح على العالم، إذ أن هذا النظام يريد کعادته دائما تخفيف الضغط الدولي عليه الى حد يسمح له بالعمل بالصورة التي يريدها من أجل تنفيذ مخططاته وهذا ما يسعى إليه بزشکيان الذي يعلم بأن وضع النظام من مختلف النواحي ولاسيما الاقتصادية منها سئ جدا وبحاجة ماسة للعمل من أجل تحسينه وإيجاد ثمة متنفس بحيث يعيد للإقتصاد الايراني شئ من القوة والاعتبار.
سعي بزشکيان من أجل تخفيف العزلة الدولية عن نظامه وحتى تخفيف العقوبات أو إعادة جزء من الارصدة المجمدة، يأتي في وقت يواجه فيه هذا النظام حالة من العزلة الداخلية أيضا إذ ترتفع وتائر مشاعر کراهية ورفض النظام من قبل الشعب الايراني بصورة غير مسبوقة وبالاخص إذا ما تأملنا التحرکات الاحتجاجية في سائر أرجاء إيران والتي تصاحبها نشاطات وحدات المقاومة والحذر والتخوف المتزايف من جانب قادة النظام من هذا الامر وحتى إنهم صاروا يحذرون علنا من إحتمالات أن تقود العزلة الداخلية للنظام وتزايد مشاعر الرفض والکراهية الى إندلاع إنتفاضة تجعل من النظام أثرا بعد عين!