قال نائب الأميرال جيم مالوي، القائد المشرف على القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إن معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران لن تمنعه من إرسال حاملة طائرات عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة.
ولم يوضح قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين ما إذا كان سيرسل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى الممر المائي الاستراتيجي الواقع قبالة إيران، الذي يمر من خلاله خُمس النفط المستهلك عالمياً، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز” الجمعة.
والمجموعة، التي سرَّعت إدارة الرئيس دونالد ترامب نشرها بالشرق الأوسط لتحذير إيران، انتقلت عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر يوم الخميس، وهي الآن تحت قيادة مالوي.
وأضاف مالوي: “إذا احتجت إلى جعلها تمر من المضيق فسأفعل ذلك (…) لست مقيداً بأية حال، ولا تواجهني صعوبة بأي شكل من الأشكال لتشغيلها في أي مكان بالشرق الأوسط”.
وترفض إيران حديث الولايات المتحدة عن وجود تهديد بوصفه “معلومات استخباراتية كاذبة”. وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل عام من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، وبدأت زيادة العقوبات لخنق الاقتصاد الإيراني.
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت إنها سرعت نشر لينكولن وأرسلت قاذفات إلى الشرق الأوسط بعد معلومات استخباراتية أمريكية أشارت إلى تحضيرات إيرانية محتملة لشن هجمات على قوات أو مصالح أمريكية.
وقال مالوي إن المعلومات الاستخباراتية مرتبطة “بنشاط حقيقي رصدناه”، واستطرد: “بالتأكيد كان ذلك كافياً بالنسبة لي (…) للقول إننا رأينا في هذا تهديداً”.
وبحسب رويترز يقول مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن إحدى المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن إيران نقلت صواريخ على زوارق. وقال أحد المسؤولين إن الصاروخ الذي رُصد على وجه التحديد يمكن على ما يبدو إطلاقه من سفينة صغيرة.
المسؤولون أشاروا أيضاً إلى مخاوف متزايدة من خطر فصائل شيعية مسلحة في العراق تدعمها إيران، ولطالما تجنبت أي مواجهة مع القوات الأمريكية؛ سعياً لتحقيق الهدف المشترك وهو دحر تنظيم الدولة.
ولم يخض مالوي، الذي ستدعم قواته البحرية جهود الدفاع عن القوات الأمريكية في المنطقة كلها، في تفاصيل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية. لكنه أكد أن بعضاً من المخاوف الأمريكية يتركز على الصواريخ الإيرانية.
وقال مالوي: “قد يكون تعاملاً جديداً مع التكنولوجيا من جانب إيران”، مضيفاً أن الأسلحة “تندرج تحت فئة (الأسلحة) المزعزعة للاستقرار والهجومية بطبيعتها”.
ويلزم الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست، طهران، بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم؛ لتجنب أي مسلك نحو تطوير قنبلة نووية مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية. وتقول إيران دائماً إن برنامجها النووي أغراضه سلمية بحتة.
وفي الشهر الماضي، صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وزادت ضغوط العقوبات بهدف معلن وهو خفض صادرات نفط إيران إلى صفر.
وقال مسؤولون إنه فضلاً عن نشر لينكولن، أرسلت الولايات المتحدة أيضاً قاذفات من طراز “بي-52” إلى الشرق الأوسط للرد، وتدرس أيضاً إعادة نشر صواريخ باتريوت بعد سحب العديد منها من المنطقة العام الماضي.
ويتخوف بعض منتقدي ترامب من أن يكون البيت الأبيض يتعمد استفزاز إيران. وعلى الرغم من أن عمليات النشر كانت مسعى من الجيش، فإن الإعلان نفسه جاء في بيان لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وهو سياسي يؤيد استخدام السياسات الصارمة مع إيران.
في هذا الشأن قال السيناتور الديمقراطي تيم كين، إنه يخشى “من أن إدارة ترامب تقودنا نحو حرب غير ضرورية”.
وفي أول مقابلة له منذ تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، أكد مالوي أن القوات الأمريكية في حالة تأهب شديد. لكنه قال إن الجيش الأمريكي لا يسعى أو يعد لحرب مع إيران.
وقال مالوي: “لست في وضع التخطيط لحرب ولم توكل إلي مهمة القيام بذلك (…) لكننا جاهزون تماماً للرد على أي عدوان ضد الولايات المتحدة أو الشركاء في المنطقة أو مصالحنا”.
وأكد ترامب أيضاً تلك الرسالة يوم الخميس، قائلاً إنه لا يريد الصراع.
وقال ترامب للصحفيين: “لدينا واحدة من أقوى السفن المسلحة في العالم ولا نريد أن نفعل أي شيء”.