بقلم: حسین عابدینی – نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
يتصرف النظام الايراني مع التطورات الجديدة في سوريا بعد السقوط المخزي لحليفه الدکتاتور الاسد، بدم بارد وکأن لم يکن له أي دور في الاحداث والتطورات الدموية التي جرت في هذا البلد منذ عام 2011، ووقوفه إلى جانب الديكتاتور المخلوع ضد الشعب السوري، بل والانکى من ذلك إنه يسعى من أجل مد جسور مع سوريا ما بعد الدکتاتور الاسد وکأن شيئا لم يکن!
المثير للسخرية والتهکم البالغين، إن النظام الايراني وبعد دور المشين في الوقف الى جانب نظام البراميل المتفجرة وإستخدام الاسلحة الکيمياوية ضد الشعب السوري في الغوطة، يسعى لتقديم تبريرات سمجة تصل الى حد التفاهة بشأن علاقته بالدکتاتور الهارب وإن النظام کان محبطا منه منذ نحو عام! في حين إن الحقيقة والواقع بخلاف ذلك تماما، إذ کانت علاقاته على أفضل مايمکن أن يکون ولاسيما وإنه لم يسمح للأسد بالخروج من فلکه لکنه الان يسعى وبأسلوب ممجوج من أجل الضحك على الذقون في حين إنه يضحك على ذقنه المفجوع بفقدان هذا الحليف الاساسي.
تصرفات النظام الايراني، منذ تأرجح الدکتاتور الاسد وترنحه وصولا الى سقوطه المدوي، تسعى وبشکل مکشوف من أجل التغطية على الطعنة النجلاء التي أصابت صميم مشروعه في المنطقة بل وحتى إنه يريد بصورة وأخرى للإيحاء لوکلائه بأن هذا مجرد تراجع مٶقت ومن الممکن أن يقول بأنه تکتيکي، ذلك إن إعترافه بأن ما جرى في سوريا بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، هو هزيمة قاسية له، سوف تشعل الشارع الايراني ضده، ولاسيما وإن الشعب الايراني الذي رفض بالاساس تدخلاته في المنطقة وهتف بالامس القريب” لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران”، فإنه من المستحيل على النظام أن يموه عليه ما جرى في سوريا إذ مهما يقول ويزعم النظام فإنه لا يمکن أبدا أن يغير من حقيقة أن ما حدث في سوريا کان بمثابة هزيمة غير عادية للنظام.
أمس النظام الايراني الحافل بکل ما من شأنه أن يبعث على الحزن والالم بالنسبة لشعوب وبلدان المنطقة عموما وللشعب السوري خصوصا، لا يمکن أن يفتح طريقا مناسبا لفتح صفحة جديدة مع هذا النظام، ولاسيما وإنه ومنذ أن فرض نفوذه على 4 بلدان في المنطقة، فإن هذه البلدان ال4 بصورة خاصة وبلدان المنطقة بصورة عامة، لم تذق طعم الامن والاستقرار، خصوصا وإنها کانت تدور في داخل حلقة مفرغة من شعارات رنانة واهية لم تکن لها من أي دور وصدى على أرض الواقع في حين کانت تسعى من أجل التغطية على حقيقة دوره المشبوه وسعيه لجعل المنطقة برمتها تحت سيطرته، ولذلك فإن النظام سيفشل حتما في کسب ثقة بلدان المنطقة عموما والشعب السوري خصوصا والاهم من ذلك إن الشعب الايراني ذاته لن يقبل بتبريراته لما حدث وعليه أن يدفع الحساب!