مقالات
طريق الرعب لطهران – حسين عابديني
بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
لايزال موضوع سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد هو الشغل الشاغل للنظام الايراني وهو الهاجس الذي لا يتمکن من الخلاص منه ولاسيما بعد أن صار العالم کله يرى إن سقوط النظام السوري الذي کان حليفا للنظام الايراني من شأنه أن يفتح الطريق الى طهران ويضع نهاية لنظام استبدادي يحکم الشعب الايراني منذ 45 عاما.
مشاهد الخوف والقلق فيما يتعلق بالذي جرى في سوريا وأسفر عن سقوط نظام بشار الاسد، هي التي تکاد أن تهيمن على المواقف والتصريحات الصادرة من جانب القادة والمسٶولين، ولايبدو إن النظام الايراني راض بالتخلي عن نظرية المٶامرة بهذا الصدد وإن ما جرى في سوريا له علاقة بما سيجري مستقبلا في إيران کما لمح لذلك مساعد المنظمة العقائدية والسياسية في وزارة الدفاع الإيرانية، علي شيرازي، عندما قال: “أن محاولات الأعداء للسيطرة على سوريا لن تكون وسيلة لهزيمة إيران”.
المشکلة إن لم نقل العقدة تکمن في تخوف النظام الايراني من تکرار السيناريو الذي جرى قبل 45 عاما في إيران وسقط على أثره نظام الشاه، ذلك إن النظام لا يتخوف من الغزو الخارجي بقدر ما يخاف من الاضطرابات الداخلية المنظمة، خصوصا وإنه يدرك جيدا بأن الاجواء المساعدة لذلك متوفرة وإن الاوضاع التي تسير من سئ الى الأسوأ والفشل تلو الفشل الذي يواجهه النظام في مشروعه في المنطقة، يجعله مقتنعا بأن أقل شرارة قد تشعل النار في الهشيم ويجعل النظام أثرا بعد عين.
رغم علم النظام وإدراکه الکامل لمشاعر الغضب التي يکنها الشعب الايراني للنظام ولاسيما بعد سلسلة الهزائم النوعية التي واجهها مٶخرا وکان أخيرها وليس آخرها سقوط نظام بشار الاسد، فإنه يريد دغدغة المشاعر الوطنية للشعب من خلال التلاعب بالالفاظ أملا في کسبه أو على الاقل تهدئته، ومن هنا أضاف علي شيرازي، في تصريحاته التي أدلى بها يوم الاحد الماضي:” إذا كنتم تعتزمون الاقتراب من إيران، فتذكروا أن هذا الشعب هو نفسه الذي صمد في الحرب العراقية الإيرانية ثمانية أعوام، وهو نفسه الذي خرج يومي 29 و30 ديسمبر 2009 لدعم الثورة والنظام، هذا الشعب داعم لولاية الفقيه ولا يخشى التضحية والاستشهاد.” متحدثا عما اعتبره “دور الشعب الإيراني في مواجهة الفتن الداخلية والخارجية”.
لکن الذي لا يمکن نسيانه هو إن النظام الايراني طالما قام بالربط بين مدن وعواصم في المنطقة وبين تحرير القدس، وحتى إن هذا الامر عندما يطرح صار موضوعا للتندر والسخرية، ذلك إنه لم تکن هناك من أي علاقة بين تلك المدن والعواصم وبين تحرير القدس، لکن وعلى خلاف ذلك فإن هناك علاقة قوية وحتى غير عادية بين هزيمة وکلاءه وسقوط حليفه في دمشق وبين التمهيد لسقوطه، ولاسيما وإنه کان قد أقام محور مقاومته من أجل أن يواجه أعدائه خارج إيران ولکن وبعد إنهيار هذه الجبهة ورکيزتها الاهم في دمشق فإن الطريق قد أصبحت ومن دون شك سالکة الى طهران.