يبدو أن إيران وحزب الله يعتزمان مواصلة التصعيد مع إسرائيل، حيث أعلن حزب الله اللبناني في بيان له، اليوم الإثنين، إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة اخترقت الحدود الجنوبية قرب بلدة رامية.
فيما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي نبأ إسقاط الطائرة، وبعد ذلك بقليل، أعلن مرة أخرى عن أن ميليشيا موالية لإيران في سوريا قد أطلقت، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، عدة صواريخ على شمال إسرائيل، إلا أنها لم تصل إلى الحدود.
وبحسب “تايمز أوف إسرائيل”، قال جيش الاحتلال إن عناصر من ميليشيا شيعية في سوريا تعمل تحت قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قامت بتنفيذ الهجوم.
وأضاف أن الصواريخ أطلقت من ضواحي قريبة من العاصمة دمشق.
وجاء الهجوم وسط تقارير عن سلسلة من الغارات الجوية ضد ميليشيا موالية لإيران في شرق سوريا، والتي أسفرت عن مقتل 18 مقاتلًا إيرانيا وسقوط عدد من الجرحى، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
حيث قال المرصد، نقلا عن مصادر إن 3 انفجارات سمع دويها مساء أمس الأحد، في البوكمال، كانت لغارات استهدفت مقار للمليشيات التابعة للحشد الشعبي، ومقار لمليشيات حركة الإبدال وحيدريون وحزب الله العراقي داخل الأراضي السورية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.
وأشار المرصد إلى أن إيران تنشر في البوكمال مليشيات حزب الله اللبناني والعراقي والنجباء وفاطميون وزينبيون تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني.
مواصة التصعيد
يأتي ذلك في ظل مواصلة سرئيل هجماتها على التمركز الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، وبعد أسبوع من تبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار عبر الحدود في أعنف تبادل للقصف بين الجانبين منذ حرب لبنان عام 2006.
وتقول إسرائيل، التي تشعر بالقلق من النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران من خلال حلفاء مسلحين في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان، إنها نفذت مئات الضربات في سوريا. وتسعى إسرائيل لمنع إيران من إقامة وجود عسكري دائم هناك واستهدفت شحنات أسلحة متقدمة كانت في طريقها للجماعة اللبنانية. بحسب “رويترز”.
ومن جانب حزب الله، جاء إسقاط الطائرة الإسرائيلية بعدما تعهد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله بإسقاط أي طائرة إسرائيلية تخترق الحدود اللبنانية، بعد واقعة انفجار طائرة مسيرة في بيروت، وسقوط أخرى.
وبعد تبادل إطلاق النار الأسبوع الماضي، والذي اندلع عقب إطلاق حزب الله قذائف استهدفت قاعدة أفيميم الإسرائيلية، ليرد الاحتلال بأكثر من 100 قذيفة، بحسب ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إلا أنه ومع وقف إطلاق النار، أعلن الطرفان عدم وجود نية لديه في استمرار التصعيد، على الرغم من استعداده لجميع الاحتمالات، لكن اتضح أن التصعي لا يزال مستمرا، وقد يوشك الوضع على الانفجار.
وعلى الرغم من التصعيد الإيراني الإسرائيلي اليوم، إلا أن طهران لم تصدر أي تعليقات بشأنه، بل تحدثت عن سقوط الطائرة الإسرائيلية في لبنان.
حيث قال نائب مستشار رئيس البرلمان الإيراني، أمير عبد اللهيان إن تل أبيب ستحترف إذا قررت اللعب بالنار.
وأضاف أن إسقاط “حزب الله” الطائرة الإسرائيلية المسيرة، رد مناسب سيجعل إسرائيل تندم على اعتداءاتها.
وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، أن “المقاومة اللبنانية لن تسكت على العدوان وسترد في العمق الاسرائيلي”.
سيناريوهات الرد الإسرائيلي
بينما اكتفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بتوجيه بتهديد الرئيس السوري بشار الأسد وتحذيره إياه من السماح لإيران ومليشياتها بشن هجمات ضد إشرئيل.
قال موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إن نتنياهو أشار إلى جيش الاحتلال بالاستعداد للحرب على حماس، حتى لو أدى ذلك إلى تأجيل انتخابات الكنيست، المقرر عقدها الأسبوع المقبل.
هذا القرار إن كان حقيقيا، فإنه ينر بأن يشن نتنياهو تصعيدا أشمل يضم التواجد الإيراني في سوريا، وحزب الله اللبناني. وعلى الرغم من أن الأخيرين جاءت ضرباتهم كردة فعل، إلا أن المشروع الصاروخي الإيراني في لبنان وتواجد طهران في سوريا والعراق قد يعزز أيضا احتمالات التصعيد.
وحتى اللحظة تقول وكالة رويترز إن شاهد عيان عند الحدود اللبنانية بالقرب من مكان سقوط الطائرة المسيرة أكد أن الهدوء ساد المنطقة صباح يوم الاثنين.
وأشارت إلى أنه من شأن اندلاع أي حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله أن يزيد خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، في ظل التوترات المتصاعدة مؤخرا بين إيران والعديد من الأطراف.