أكد طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى ورئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدر الإفتاء المصرية، أن المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء نجح في تفنيد وإظهار وأخطاء وتناقضات ومخاطر الفتاوى التي تصدر عن الجماعات المتطرفة.
جاء ذلك في الجلسة السادسة لمؤتمر – المبادرات الشبابية باستخدام تكنولوجيا المعلومات لدحر الإرهاب -، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
وحضر الجلسة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وأدارها الدكتور جمال عبد الجواد مدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وقال أبو هشيمة إن المرصد هو آلية بحثية استحدثت في 2018 تقوم بالرصد لفتاوي للتنظيمات المتطرفة، لأنه كان لابد من استحداث آلية لرصد الفتاوى لهذه التنظيمات وتحليل السياقات المرتبطة بهذه الفتوى، مشيرا إلى أن الفتوى منتج ديني خطير لهذه التنظيمات وهي أهم الأدوات في يد هذه التنظيمات المتطرفة، إذ لا يفجر انتحاري نفسه إلا بالاعتماد على الفتوى.
وأضاف “لقد قابلتنا مشكلة كبيرة أن الجماعات المتطرفة سباقة في مواكبة التكنولوجيا، ولذا أطلقنا في عام 2019 عملية رصد للفتاوى بطريقة آلية، حيث يتم إخراجها في صورة ملف ورد أو أكسيل ويقوم فريق الباحثين بتحليل هذه النتائج”، مشيرا إلى أن المرصد يرصد نحو 20 ألف حساب و500 مؤسسة إخبارية و100 قناة تليفزيونية، ويخرج بمؤشرات عن الخلل في الفتوى لدى جماعات المتطرفة، لافتا إلى تطبيق “يورو الفتوى” التابع لتنظيم الإخوان والذي يعتمد على فتاوي يوسف القرضاوي وبالفعل بعض الدول الأوروبية بدأت تحجب هذا التطبيق بعد تنبيهات المرصد.
وقال أبو هشيمة “لقد تكلمنا عن عملة البيتكوين الرقمية وكيف توفر التمويل لداعش، وركزنا على التناقضات في الفتوى حيث صدرت على سبيل المثال فتاوى تحرم تناول المخدرات وهناك فتاوى تجيز ببيع المخدرات لغير المسلمين لتمويل الإرهاب.
وأضاف “لقد تكلمنا عن استغلال النساء في العمليات الإرهابية وكذلك إعداد للأطفال كمخزون استراتيجي”.
من جانبه، قال الدكتور على بكر، باحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن ظاهرة الإرهاب قبل عام 2011 تختلف عما بعده، إذ أصبح هناك سيولة فكرية، لم تعد الحدود واضحة بين الجماعات حيث نرى شبابا من الإخوان أو من القاعدة يلتحقون بداعش، وأصبح هناك أنماط من الإرهاب مثل الإرهاب العرقي، حيث يوجد حركات في إفريقيا تنتمي لقبائل معينة وترفع الشعارات الدينية، مثلما يحدث في ليبيا من تحالفات قبيلة مع مجموعات متشددة.
وقال بكر: “قبل عام 2011 كان النمط الفكري القاعدي المحدد الرئيسي للتطرف، الآن يوجد الفكر القاعدي والداعشي، والتكفيري والمنشق عن الداعشي”.
ولفت إلى خطورة ظاهرة النساء العائدات من معاقل الإرهاب، وظاهرة مخيمات داعش في سوريا حيث تسيطر نساء داعش تسيطر على هذه المعسكرات. وانطلق مؤتمر المبادرات الشبابية باستخدام تكنولوجيا المعلومات لدحر الإرهاب تحت شعار (شباب واحد .. فكر واحد) أمس من مقر الجامعة العربية وتعقد الجلسة الختامية غدا الاثنين في المركز الأوليمبي بالمعادي.
وتدور الجلسات النقاشية للمؤتمر حول مجموعة من المحاور الرئيسية تتمثل فى “دور المؤسسات الدينية فى مواجهة الإرهاب والتطرف، الأسرة والتعليم والإعلام – التنشئة كأساس فى محاصرة التطرف، التكنولوجيا بين خدمة الإرهاب ومواجهته، الإرهاب والشباب – آليات تنمية القدرات التكنولوجية فى مواجهة التطرف والإرهاب، دور القوى الناعمة فى مواجهة الإرهاب والتطرف، دور مؤسسات المجتمع المدني فى مواجهة الإرهاب والتطرف”، بالإضافة إلى عرض أبرز المبادرات الشبابية المشاركة فى فعاليات المؤتمر. ويشارك في المؤتمر مجموعة من الشباب العربي من دول “اليمن، الأردن، ليبيا، الجزائر، فلسطين، السعودية، البحرين، الكويت، العراق، المغرب، تونس، السودان، جزر القمر”، بجانب مشاركة وفد الشباب المصري.