من أرشيف رؤية

حوار مع الدكتور/مصطفي الفقي

 

من أرشيف رؤية

صدق الراحل جمال حمدان الذى كان محقا فى كتاباته و التى أشار فيها إلى عبقرية زمان كان ( تفاعل الزمان و المكان ) مشيرا إلى موقع مصر الجغرافى وتراكم الإبداع و عمق الحضارة الأنسانية و التى تركت بدورها بصمة قوية على الإنسان المصرى بصفة عامة و الفقهاء السياسيين و الدبلوماسية المصرية بصفة خاصة حيث أبدعوا و حظيوا بالتقدير و الأحترام ..

فوسط كل هذه الأحداث التى تمر بها مصر يظهر لنا دائما كمصريين شعاع فيه نور الأمل من خلال بعض الأشخاص المتميزين و الذين منحهم الله القدرة أن يكونوا مبدعيين و باقيين و محفزين و دكتور مصطفى الفقى أحدا هؤلاء الأشخاص و قد شرفت جريدة الربيع العربى بأجراء هذا الحوار مع أحدا أبناء مصر و الخارجية المصرية المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقى و هذا هو نص الحوار :

 

س١ـ دكتور مصطفي الفقي ترى ما هى مشكلة التيار الليبرالى فى مصر ؟ و هل من الضرورى لنجاح أى نظام ..  أن يكون نظام دينى ..  نظرا لطبيعة هذا النظام القائم على السمع و الطاعة ؟ وكيف ترى سيادتكم عوامل النجاح لقيام حزب مدنى قوى في مصر ؟

 

ج١ـ على ما أتذكر تجربة حزب الوفد فى الفترة الليبرالية ١٩١٩ ـ ١٩٥٢ كان لهذا الحزب جذور قوية ربما هى الوحيدة فى تاريخ الحركة الحزبية فى مصر أن ظهر حزب من أسفل ألى أعلى .. و ليس العكس و بالتالى لا يستطيع أحد أن يقول أن المصريين لا يؤمنون بالفكر الليبرالى أو بالأحزاب المدنية ..  أما الحزب الديني فأعتقد أنه مدعاة للإنقسام  و التفرقة فهو و يفرق ولا يجمع .. و يؤدى ألى نظرات ذات طابع طائفى و قد يؤدى إلى إنتكاسات حقيقية لأن قيام حزب على اساس دينى مثل محاولة خلط المياه بالزيت .. فالدين سائل نقى طاهر و السياسة فيها الآلعيب وتربيطات و مؤمرات فهى لزجة كالزيت و خلطهما أمر خطير جدا و غير مستحب و أنا أظن صادقا أن حركات الإسلام السياسى التى ظهرت فى القرن العشرين أساءت للإسلام الحقيقى و خلفت مخاوف و طرحت صراعات لم يكن لها أن تظهر لولا ذلك التهديد الذى شعر بها الآخرون من الأسلام .. وقبل ذلك كان الأسلام فى حالة قبول عام .

 

س٢ـ منذ قديم الأزل مصر دولة رائدة لها وزن وثقل فى الشرق الأوسط و المنطقة العربية ترى سيادتكم ما هو الدور الذى يجب أن تقوم به الخارجية المصرية و القيادات السياسية الحالية لإستعادة الدور المصرى مرة آخرى خاصة و أننى لمست بنفسى مدى تقدير و حب الكثير من أبناء الوطن العربى  لمصر و دورها المحورى فى المنطقة ؟

 

ج٢ـ الدبلوماسية المصرية يجب أن تقوم على فلسفة و توظيف الدور المصرى لخدمة المصالح العليا لمصر .. يعنى قضية العروبة ليس قضية هولامية بلا معنى لا بل طريق له إتجاهين تعطى و تأخذ .. والعلاقات مع الدول الأفريقية يجب أن تعطى لها أهمية أكثر مما هى عليه الآن .. وكذلك دبلوماسية دول حوض النيل ..   وأصبحت مسألة حتمية الآن إستخدام العنصر الثقافى فى العمل الدبلوماسى فأصبح هذا أيضا أحد الأدوات الهامة لدى العلاقات الدولية الثقافية  منذ أن ظهر صراع الحضارات و منذ أن ظهرة العولمة إلى غير ذلك من التعريفات ذات الطابع الثقافى .

من هنا فأن دور مصر دور قوى جدا خاصة أن فيه دبلوماسية إسلامية .. و دبلوماسية بحر متوسطية .. و دبلوماسية عربية .. و لا تعارض بين هذه جميعا و لكن يمكن خلق سبيكة تعبر عن هوية مصر و شخصيتها و هذا ما كان مفتقدا فى حكم الأخوان المسلمين و هذا أحدا أسباب المخاوف التى كنا نشعر بها لطمس الهوية المصرية خلال فترة حكم الرئيس السابق مرسي .

 

س٣ـ دكتور مصطفى الفقى دائما يقاس الحجم السياسى للدولة بعدة عوامل منها القوة الأقتصادية.. و عدد السكان .. و القوة العسكرية  ..و أيضا التعليم .. و هو شق هام جدا لنجاح أى أمة وهناك دول أصبحت لها دور فى المنطقة العربية رغم عدم أمتلاكها أى من تلك المقومات فيما عدا الثراء المادى فقط ترى ما هى الأسباب و هل أنقلبت الموازين أم أن هذا دور وقتى و مرحلى ؟

 

ج٣ـ أنا أعلم لمن  تشير تحديدا أو أستطيع أن أقول لك أنها أدوار مرحلية مرتبطة بثروة زائدة .. و بدور مرسوم لها كجزء من مخطط كبير لم يقطعوه هم و لا أعتقد أنهم سوف يستطيعون أن يحققوا شئ يعنى قل ما تشاء .. و لكن مصر فى النهاية .. حتى و هى فى حالة الكبوات هى الرائدة و القائدة و الأقوة و الأعظم في المنطقة العربية والإسلامية .

 

س٤ـ منطقة الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشاكل و التطورات السياسية المتقلبة و السؤال الأن أننا دائما نرجع هذا الضعف و الهوان لنظرية المؤامرة من الغرب هل هناك فعلا مؤامرة ؟ أم أن المشكلة فينا نحن كشعوب عربية ؟

 

ج٤ـ لا أستطيع أن أقول أن نظرية المؤامرة غير موجودة .. و لكن لا يجب عند التحليل أن نستسلم للتفسير التآمرى للتاريخ ..  انت تقول أن هناك مؤامرة مثلما تذهب للطبيب و تسأله عن مرض لا يستطيع هذا الطبيب تشخيصه مثل هذه الأجابات العامة غير دقيقة فى التحليل السياسى  و الأهم هو أن نفكر بطريقة مختلفة فإذا كان هناك من يتآمر فيجب نحن ايضا أن نتآمر ..  ومن له أجندة .. يجب أن يكون لك ايضا أجندة .. المشكلة أنك تجلس و تندب حظك و لا تفعل شيئا هذه هى المشكلة الحقيقة و مثلما يقولون أيضا أن إيران لها أجندة فى الشرق الأوسط فهذا أمر طبيعى أيضا و السؤال الأن أين أجندة مصر و أين أجندة الخليج ؟ و أين الأجندة العربية ؟ عموما هذه أمور يجب وضعها فى الأعتبار

 

س٥ـ دور دول الخليج فى مساعدة مصر و تحديدا المملكة العربية السعودية و الكويت و البحرين و الأردن و دولة الأمارات العربية المتحدة و دعم مصر ماديا و سياسيا بعد ثورة ٣٠ يونية ما تعليق سيادتكم عل هذه الدور و ماذا تود ن تقول فيه  ؟

 

ج٥ـ هناك مصالح عليا مشتركة ..  دول الخليج كانت تعلم أن ما كان يجرى فى مصر كان يمثل خطرا تلقائيا عليها أيضا ..  و يعلمون أن تدمير الهوية المصرية سوف يفتح باب يصيب دول الخليج  ذاتها بالضرر ..  فالإخوان المسلمين جماعة لديها تصور و مشروع فى المنطقة ككل ..  و لم يكن يستهدف فقط عملية إحلال السلام مع أسرائيل مع الشروط الأسرائيلية و لكن أيضا كان يسعى إلى تأمين  آبار البترول و التدخل فى تلك المناطق رغم أن هذه المنطقة و هى منطقة الخليج قد قدمت لجماعات الأخوان المسلمين أكبر التضحيات و المساعدات و آوت قيادتهم منذ العهد الناصرى .. و لذلك كان إستقبال دول الخليج لما جرى فى ٣ يولية إستقبالا إيجابيا و حافلا للغاية و تجسد فى البيان العاجل للملك عبد الله ين عيد العزيز عاهل السعودية بعد أقل من ساعتين من بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى

 

س٦ـ هل أنت متفائل بالمستقبل فى مصر أم أننا ما زلنا فى مرحلة الخطر داخليا و خارجيا ؟

 

ج٦ـ أنا متفائل بطبيعتى و لكن لا يجب أن نعيش نشوة اللحظة .. و متصور اننا حققنا ما لا يمكن أن يضيع .. و يمكن أن تفلت منا إيجابيات اللحظة و يحدث ما لم يمكن أن نتوقعه

و لذلك أنا أطالب و بشدة بضرورة الحذر و اليقظة ووضع رؤية شاملة ومتكاملة للمستقبل يدركها الجميع و يلتفت عليها الجميع و أطالب بوحدة القوة الوطنية ليبرالية أو يسارية أو قومية أو ناصرية فيجب أن تكون كلها على أرض واحدة

 

س٧ـ ما هى نصيحتك للرئيس المصرى القادم لمصر ؟

 

ج٧ـ أن يركز على أمرين إبعاد المخاطر الخارجية على مصر فى ملف حوض النيل و ملف تعمير سيناء و على الجانب الآخر أن يراعي قضية العدالة الأجتماعية فثورة ٢٥ يناير إنطلقت من غياب العدالة الأجتماعية ورفع المصريون صور عبد الناصر فى المظاهرات لأنه يجسد أمامهم العصر الوحيد لإحترام العدالة الأجتماعية و محاولة السعى نحوها

 

و فى نهاية الحوار أتوجه بالشكر للمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقى على هذا الحوار و مساحة الوقت الذى أتاحها لنا للحديث  معه ..  باعثا للأمل بأن نشهد إستقرار للأوضاع فى مصر وأن تكون قفزة سياسية و أقتصادية كبيرة لكى تستعيد مصر ريادتها فى المنطقة كقوة أقليمية لا يستهان بها ولا يمكن أغفال دورها فى المنطقة العربية بأكملها .

 

ويبقي عزيزي القارئ أن تتعرف في سطور عن السيرة الذاتية  للمفكر السياسي الدكتور / مصطفي الفقي  :

 

مصطفى الفقي (و. نوفمبر1944) سياسي مصري من كوادر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقا، ولد بمركز المحمودية محافظة البحيرة في سبتمبر 1944. درس بمدارس دمنهور الاعدادية والثانوية. حصل على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة عام 1966. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977. ثم التحق بالسلك الدبوماسي فعمل في سفارتى مصر ببريطانيا والهند. كما تم انتخابه عضوا بمجلس الشعب.

  • أمين عام المجلس الاستشارى للسياسة الخارجية.
  • أمين معهد الدراسات الدبوماسية.
  • سفير مصر بجمهورية النمسا.
  • سفير غير مقيم لدى جمهوريات سلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا (1995 – 1999).
  • مندوب مقيم لمصر لدى المنظمات الدولية في العاصمة النمساوية فينا مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات الأمم المتحدة لمدة أربع سنوات.
  • عمل سكرتيرا للرئيس محمد حسني مبارك للمعلومات بين عامي 1985، 1992
  • قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية.
  • قنصل مصر في “لندن” ثم سكرتير ثان السفارة المصرية (حتى عام 1975).
  • عمل مباشرة مع الدكاترة بطرس بطرس غالي وأسامة الباز ونبيل العربي وعمرو موسى وأصدر “الكتب البيضاء” التي تدور حول تاريخ الدبلوماسية المصرية خصوصاً والعربية عموماً.
  • مستشار للسفارة المصرية في “الهند” (حتى عام 1983).
  • أستاذ للعلوم السياسية في أقسام الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة تصل إلى خمسة عشر عاماً (1979 – 1993)
  • مدير معهد الدراسات الدبلوماسية (1993 – 1995)
  • أحد المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الدولي في “دافوس ” بسويسرا في يناير سنة 1995 (تولى تقديمه السيد ريمون بار رئيس وزراء فرنسا الأسبق)
  • عضو مجلس الشعب عن انتخابات سنة 2005 عن دائرة دمنهور وقد أعلن سقوطه في بادء الأمر ثم أعلن فوزه بعد ذلك، وثار لغط كبير بسبب شهادة المستشارة نهى الزيني التي أيدها نادي القضاة و137 قاضيا[1] بأن إجمالي عدد الأصوات كان لصالح منافسه د. جمال حشمت المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين ويعمل الدكتور مصطفى الفقى رئيس للجنه العلاقات الخارجية بمجلس الشورى.
  • له مقالات دورية في الصحف المصرية والعربية الكبرى في الثلاثين عاماً الأخيرة إلى جانب الدوريات الأجنبية وإعداد الموسوعات الدولية الشهيرة.
  • أشرف وناقش أكثر من 35 رسالة جامعية للدكتوراه والماجستير في الجامعات العربية والأجنبية.
  • كتب مقدمة عشرات الكتب المتخصصة في العلوم الاجتماعية والآداب ومناهج البحث (ومنها مقدمة كتاب (الرد) للدكتور كورت فالدهايم رئيس دولة النمسا وسكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق وذلك بناءً على طلبه)
  • عضو في الوفد المصري الرسمي لكل مؤتمرات القمة العربية والأفريقية والدولية (1985 ـ 1992)
  • رئيس الجانب المصري في الاجتماعات التحضيرية للجان المشتركة بين مصر والدول العربية (99 ـ 2000)
  • متحدث أمام مجلس العلاقات الخارجية (نيويورك ـ أكتوبر 2003)
  • عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ (2004) وعضو اتحاد الكتاب منذ (2006) وعضو المجمع العلمي المصري والذي تأسس عام 1798 منذ (2007) وعضو المجلس الأعلى للثقافة منذ (2007) وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومقرر لجنة الفكر الإسلامي منذ (2008) ـ عضو مجلس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ (2008)
  • رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة المصرية ـ النمساوية منذ (1999)
  • عضو المجلس المصري للشئون الخارجية منذ (2001) وعضو في معظم الجمعيات المتخصصة في مصر.
  • عضو عامل في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية “بلندن” منذ (2008)
  • نائب رئيس جمعية “وادي النيل” للعلاقات المصرية السودانية منذ (2008)
  • عضو الهيئة الاستشارية “لمؤسسة الفكر العربي” (2002-2004) ـ (2010 ـ ) وعضو “المنتدى العربي” – الأردن منذ (1998)
  • ممثل الشباب المصري إلى “الجزائر” (احتفالات عيد الاستقلال ونقل رفات الأمير عبد القادر الجزائري إلى وطنه) يونيو (1966)
  • مستشار – السفارة المصرية في “نيودلهي” (1979 ـ 1983)
  • رئيس الجامعة البريطانية في مصر (فبراير 2005 ـ أبريل 2008)
  • عضو لجنة الشرق الأوسط في اتحاد البرلمان الدولي (2005) ـ عضو اللجنة الاستشارية لاتحاد البرلمان الدولي الخاصة بالأمم المتحدة ممثلاً وحيداً للدول العربية (2008)
  • اشتغل بالشؤون العربية والفكر القومي منذ أن كان رئيسًا لاتحاد الطلاب في الجامعة حتى الآن وله دائرة علاقات واسعة مع المسئولين العرب والمفكرين والمثقفين في معظم العواصم العربية

 

ترشيحة لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية[عدل]

  • أعلنت وزارة الخارجية المصرية رسميا ترشيح الدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفا للأمين العام عمرو موسى، الذي تنتهي ولايته منتصف أيار/ مايو 2011 ولكن حصل على المنصب نبيل العربي بعدما سحبت قطر مرشحها في مقابل ان تسحب مصر ترشيح مصطفي الفقى.

جوائزه[عدل]

مؤلفاته يكتب في عدة صحف منها الأهرام والحياة اللندنية…كماان له عامود خاص في جريدة المصري اليوم كما ان له عدة مؤلفات منها 1…الرهان على الحصان 2…العرب الاصل والصورة 3…الرؤية الغائبة 4…تجديد الفكر القومى 5…من نهج الثورة إلى فكر الإصلاح .

 

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق