عاجلفن وثقافةمقالات
أخر الأخبار

خطأ شائع و صواب نافع – الحلقة الأولى

نبدأ في موقع رؤية، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن يساهم الموقع، في توعية لغوية – إن صح التعبير – حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها… وما هذه السلسلة من المقالات التي سننشرها تباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.

يقولون: (كل على حدة)، عبارة تتكرر على أقلام الإعلاميين: فهي ترد مرفوعة و منصوبة ومجرورة،

يقول المحرر:

التقى وزير الخارجية فلاناً وفلاناً كل على حدة، وفي مرة أخرى كلا على حدة، وفي مرة ثالثة كل على حدة، فهو يضع العبارة في السياق كيفما اتفق، وكأن ليس لها ضابط، والقاعدة في ذلك نوردها كما يلي:

الأصل في كلمة (كل) الداخلة في هذه العبارة أنها مبتدأ في كل الأحوال، وقد وردت في القرآن الكريم مرفوعة دائماً على اختلاف الجمل التي ذكرت فيها، جاء في سورة الإسراء الآية 84  (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بما هو أهدى سبيلا).

وفي سورة طه الآية 35: (قل كل متربص فتربصوا)، وفي سورة الأنبياء الآية 33 (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)، وفي السورة نفسها الآية 85 (واسماعيل وادريس وذا الكفل كل من الصابرين).

ومن الأخطاء التي يقع فيها العاملون في الصحافة قول بعضهم: يعتبر الاتفاق لاغياً منذ مساء اليوم.

فالاعتراض يقع على كلمة لاغياً، فهي إسم فاعل من الفعل لغا يلغو، أي كثر كلامه، ومن ذلك ما جاء في الآية الكريمة (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم)، أي في أيمانكم التي تأتي من غير قصد أو نية.

ولكن السياق التي تدخل فيه كلمة (لاغيا) الصحافة لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق، والصحيح أن تستعمل كلمة (ملغي)، وهو إسم المفعول من الفعل ألغى يلغي  فالصحيح إذاً أن يقال يعد الاتفاق السابق (ملغي) منذ مساء اليوم.

ويلجأ الصحفي أحياناً إلى اللهجات العامية فيأخذ منها ظناً منها أن ما اقتبسه صحيح، من ذلك مثلا قولهم: (يوماً عن يوم) و (أولا بأول) وهو يقصد بالعبارة الأولى: تتالي الزمن، وبالعبارة الثانية، تعاقب الأفعال وهذا غير صحيح فإن الحرف (عن) في العبارة الأولى يفيد التجاوز لا التتالي، مثل قولهم ابتعدت عن المكان أي ابتعدت متجاوزاً ذلك المكان، والصحيح هو قول القائل (تزداد ثروة هذا الرجل يوماً بعد يوم) وليس (يوماً عن يوم) أما قول القائل (ينجز الموظف عمله أول بأول) فهو خطأ لأن حرف الجر ةالباء لا يفيد التتالي والتعاقب، وإنما الذي يفيد هذا المعنى هو حرف العطف فنقول (ينجز الموظف عمله الأول فالأول).

يتبع..

بقلم: مصطفى قطبي

 

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق