كشف “مؤشر الرق العالمي” للعام 2023 الأربعاء أن كلا من كوريا الشمالية وإريتريا وموريتانيا تسجّل أعلى مستويات للعبودية في العالم، لافتا إلى “تدهور” الوضع على الصعيد الدولي منذ آخر دراسة أجريت قبل خمس سنوات.
وتشمل البلدان التي حلّت في المراتب العشر الأولى على المؤشر: السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت حيث يقيّد نظام “الكفالة” حقوق العمال الأجانب.
وأفاد التقرير أن حوالى 50 مليون شخص “عاشوا أوضاعا تمثّل عبودية حديثة” عام 2021، في زيادة عشرة ملايين شخص عن 2016، وهي آخر مرّة تم فيها قياس المشكلة.
ويشمل الرقم نحو 28 مليون شخص يعانون من العمالة القسرية و22 مليونا في زواج قسري.
https://www.instagram.com/p/CsnthRFKnP8/?igshid=NTc4MTIwNjQ2YQ==
وذكر التحقيق أن الوضع يتدهور “على وقع النزاعات المسلّحة المتزايدة والتي باتت أكثر تعقيدا، والتردي البيئي واسع النطاق” فضلا عن تداعيات وباء كوفيد وعوامل أخرى.
ويحدد التقرير الذي جمعت بياناته منظمة “ووك فري” لحقوق الإنسان العبودية الحديثة على أنها تشمل “العمالة القسرية والزواج القسري أو الاستعبادي وعبودية الدَين والاستغلال الجنسي التجاري القسري وتهريب البشر والممارسات الأشبه بالعبودية وبيع واستغلال الأطفال”.
How close do you think you are to #modernslavery? The answer is likely closer than you think.
The #GlobalSlaveryIndex by @walkfree shows modern slavery as it exists today, helping countries & industry to make changes to eradicate modern slavery for a better tomorrow. pic.twitter.com/5XbC6PbKql
— Minderoo Foundation (@minderoo) May 18, 2023
ويقوم المبدأ الأساسي للعبودية على “الإزالة المنهجية لحرية شخص ما”، من حق قبول أو رفض العمل وصولا إلى حرية تحديد الرغبة في الزواج ومتى وممّن.
المراتب العشر الأولى: كوريا الشمالية وإريتريا وموريتانيا
وبناء على هذا المقياس، يعد معدل العبودية الحديثة في كوريا الشمالية الانعزالية والاستبدادية الأعلى في العالم (104,6 لكل ألف نسمة)، بحسب التقرير.
وتليها إريتريا (90,3) وموريتانيا (32) التي باتت عام 1981 آخر دولة في العالم تصنّف العبودية الموروثة على أنها مخالفة للقانون.
وتشترك البلدان العشرة حيث مستويات العبودية الحديثة تعد الأعلى بسمات أبرزها “محدودية الحماية الموفرة للحريات المدنية وحقوق الإنسان”، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتقع العديد من هذه الدول في مناطق “مضطّربة” تشهد نزاعات أو عدم استقرار سياسي أو تضم عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعدون “أكثر عرضة للخطر” مثل اللاجئين أو العمال الأجانب.
من بين البلدان الأخرى المشمولة في قائمة الدول العشر الأولى تركيا “التي تستضيف مليون لاجئ من سوريا” وطاجيكستان وروسيا وأفغانستان.
We are all connected to modern slavery through the goods and services we buy.
The 5th edition of the #GlobalSlaveryIndex analyses modern slavery across several sectors – such as garments, cocoa, finance, and fishing, among others.
The full report is coming on 24 May 📖 https://t.co/oltIz92V5A
— Walk Free (@WalkFree) May 19, 2023
وبينما يعد العمل القسري أكثر شيوعا في البلدان ذات الدخل المنخفض، إلا أنه مرتبط “بعمق” بالطلب من البلدان الأعلى دخلا، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن ثلثي حالات العمالة القسرية بأكملها مرتبط بسلاسل الإمداد العالمية.
وذكر التقرير بأن بلدان مجموعة العشرين التي تضم الاتحاد الأوروبي إلى جانب أكبر 19 اقتصادا في العالم تستورد حاليا منتجات بقيمة 468 مليار دولار يُحتمل أنها تُنتج بالاعتماد على عمالة قسرية، مقارنة بمبلغ 354 مليار دولار الوارد في التقرير السابق.
وتبقى الأجهزة الإلكترونية المنتج الأكبر قيمة الذي يحمل هذا الخطر، تليها الملابس وزيت النخيل وألواح الطاقة الشمسية، في مؤشر على الطلب الكبير على منتجات الطاقة المتجددة.
وأفادت المديرة المؤسسة لمجموعة “ووك فري” غريس فوريست “تتغلغل العبودية الحديثة في كل جانب من جوانب مجتمعنا. إنها محاكة في ملابسنا وتشغّل أجهزتنا الإلكترونية وتضفي النكهة على طعامنا”.
وأضافت “تعد العبودية الحديثة في صلبها تجسيدا لغياب المساواة الشديدة. إنها مرآة لامتلاك السلطة، تعكس من يملكها في مجتمع ما ومن لا يملكها”.