بقلم: مصطفى قطبي
نتابع في موقع رؤية، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن يساهم الموقع، في توعية لغوية – إن صح التعبير – حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها… وما هذه السلسلة من المقالات التي سننشرها اتباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.
نتابع اليوم سلسلة الأخطاء اللغوية الشائعة التي يكثر استخدامها… وفيما يعتبره البعض خطأً شائعاً، فأنا أراه خطأً مُطلقاً، و إلا فإننا نُسَوِّغُ استخدامَه. و هذا التسويغ الدارجُ، أباحَ أمامَ كثيرين، انتهاكَ حُرمةِ قواعدِ اللغةِ العربيةِ في أكثرَ من موقع.
في لغتنا العربية ألفاظ تقال للذكر والأنثى بلفظ واحد، فلا تزاد فيها علامة التأنيث مع المؤنث، ولكن العامة تسلك فيها مسلكاً آخر، فتذكرها مع المؤنث وتؤنثها مع المؤنث ومنها: رسول: فيقال :رجلٌ رسول وامرأة رسول. والرسول هنا بمعنى الُمرسل، ولا يقال للمؤنث: رسولة. صديقٌ: يقولون: هذا صديق وهذه صديقةٌ، والصواب: هذا صديق وهذه صديقٌ أيضاً وعليه قول الشاعر:
فلو أَنْكِ في يوم الرخاء سألتِني طلاقك لم أبخلْ، وأنت صديقُ
والشاعر هنا يلوم زوجه التي طلبت منه الطلاق عندما أفلس وضاقت به الحال، ولو أنها طلبت ذلك في أيام الرخاء لأجابها إلى ما تريد، وبقيت بينهما أواصر المودة.
صريحٌ: يُقال: كلام صريح وكلمة صريحة، والصواب في الاثنين معاً: صريحٌ والصريح: هو النقي الخالص من كل شيء.
محضٌ: يقولون :هذا عربي محضٌ وهذه عربية محضة، والصواب فيهما: محضٌ والمحض: الصافي الخالص أيضاً.
عروس: تفرق العامة بين المذكر والمؤنث، فيقولون:عريس للمذكر، وعروس للمؤنث، والصواب فيهما: عروس، لأن كلاً منهما عروس ماداما في إعراسهما.
وفي اللغة ألفاظ أخرى من هذا الباب، ولكن لا تستعمل في اللغة المجتمعية، وهي ترد في النصوص التراثية القديمة.
يتبع…