عاجلمقالات
أخر الأخبار

أنيس منصور في ذكرى ميلاده – أحمد محارم

بقلم: أحمد محارم

في الثامن عشر من شهر أغسطس منذ ٩٩ عاما كان مولد أنيس منصور في مدينة المنصورة، وحتى وفاته فقد صدر له ٢٤٥ كتابا، أهمها وأكثرها شهرة وتأثيرًا هو ما كتبه فى أدب الرحلات ومنها كتابه الشهير (حول العالم فى ٢٠٠ يوم) والذى أُعيد طباعته لأكثر من ٢٠ طبعة، وبيعت منه ملايين النسخ، حيث قال يومًا ان رحلته الأولى حول العالم عندما زار أستراليا وجد فيها ثلاثة مواطنين مصريين، وعندما عاد إليها بعد عشرين عاما كان عدد المصريين بها تجاوز ١٠٠ ألف مواطن.

من هنا ندرك مدى أهمية التأثير الذي قام به الكاتب في إقناع آلاف الشباب بأهمية السفر والهجرة في بلاد الله ومع خلق الله.

وحياة الكاتب الراحل كانت حافلة بالعديد من المواقف والتي ربما جعلت منه نموذجا فريدا لكاتب صحفي وفيلسوف.

والتأثير الذي ظهر في حياته من خلال قربه من جيل العمالقة ومنهم عباس العقاد والدكتور طه حسين، وقصة زواجه من رفيقة عمره رجاء حجاج، وكيف أنه كان مترددًا في بداية الأمر أن يتقدم لطلب يدها، حيث كان لها أخ من الضباط الأحرار وأخ آخر وزير، وساعده بل وزكّاه إلى أسرتها صديقه الكاتب محمد حسنين هيكل.

ومن المفارقات أن هيكل كان الكاتب المقرر من جمال عبد الناصر، بينما أنيس منصور كان من أكثر المقربين من أنور السادات.

وعندما مات عبد الناصر صدر كتاب بعنوان (ناصر المُفترى عليه) لأحد الكتاب الناصريين، وبعد فترة أصدر أنيس منصور كتابا بعنوان (ناصر المُفترى عليه والمفترى علينا).

كان من أهم كُتّاب العمود اليومي والأسبوعي في أخبار اليوم والأهرام، وترأس تحرير العديد من الصحف والمجلات وأهمها مجلة اكتوبر والتي اختاره أنور السادات ليكون هو من أصدرها.

له الكثير من الحكايات والتي حملت روح البساطة والعمق والطرافة أيضا ذكرها كتابة أو من خلال العديد من المقابلات الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون.

حيث سأل يوما أستاذه عباس محمود العقاد وقال له: يا مولانا من أكثر شهرة فى مصر حضرتك أم محمود شكوكو؟ ورد عليه العقاد ومن هو محمود شكوكو.

ذهب أنيس إلى شكوكو وحكى له عن الحوار ورد عليه شكوكو بأن يذهب إلى العقاد ويقترح عليه فكرة أن يقف كلاهما العقاد وشكوكو فى ميدان التحرير على رصيفين متقابلين ونشاهد إلى من سوف يذهب الناس؟!

ونقل أنيس كلام شكوكو إلى العقاد وإذا بالأخير يقترح فكرة جديدة حملها أنيس إلى شكوكو، وهو أن يقف شكوكو على رصيف وعلى الرصيف الاخر تقف راقصة ببدلة الرقص الشرقي، حيث قال العقاد أن كل بضاعة لها زباينها ومريديها.

ومن كثرة حب عبد الحليم حافظ لأنيس منصور اقترح عليه مرة أن صوته جميل ولو استمع إليه الاستاذ محمد عبد الوهاب ستكون فرصة أن يصنع منه فنانا مشهورا أفضل من الصحافة والفلسفة، وذهب معه أنيس إلى منزله حيث كان عبد الوهاب يستمع إلى فتاه صغيرة في السن قادمة من الريف المصرى، وكان يثنى على آداءها بينما قال أنيس لعبد الحليم حافظ أن صوتها ليس جيدا ورافقه حليم، ولما اندهش أنيس شرح له عبد الحليم أن الاستاذ عبد الوهاب مجامل، وربما أن الفتاه جاءت له ببعض الأطعمة من الريف المصري وانصرف أنيس خوفا على مستقبله الصحفى، وقد أشار إلى هذه الحكاية فى مقابلات إعلامية.

وسألوا الأستاذ عبد الوهاب إن كانت الرواية صحيحة وأجاب بنعم، وأضاف كنت أحاول أن اكسب أنيس منصور كمطرب وفنان ولكنني فشلت، ولكن الأهم اننا كسبناه كأهم كاتب للشباب فى مصر.

وأما عن اللقاء مع محمد علي كلاي في شهر رمضان في مبنى التلفزيون المصري، وعندما انتهى التسجيل طلب كلاي أن يدخل إلى الحمام واكتشف أنيس أن الموظفين خرجوا جميعا وكل الحمامات مغلقة، وقال لمحمد علي كلاي أن المصريين في رمضان يصوموا عن كل حاجة حتى الدخول إلى دورات المياه، وأسرعوا في الشارع إلى فندق هيلتون.

رحم الله أنيس منصور

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق