مقالات

عن ترك الحبل على الغارب لوکلاء طهران في المنطقة – بقلم/ حسين عابديني

بقلم: حسين عابديني/ نائب مديرمكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا

في الاوضاع الشاذة وغير المنطقية التي نجمت عن الدور المشبوه للنظام الايراني في بلدان المنطقة من خلال تأسيس أحزاب وميليشيات تابعة لهذا النظام حيث تقوم بدور وکلائها في هذه البلدان، فإنها صارت مصدر ليس قلق وتوجس فقط بل وإنها صارت سببا رئيسيا لاغبار عليه للعبث بأمن وإستقرار هذه البلدان بشکل خاص وأمن المنطقة بشکل عام، ولاسيما وقد صار واضحا بأن ترك الحبل على الغارب لهٶلاء الوکلاء سوف يدفع في النتيجة الى تغيير مستقبلي أکثر سلبية من الان في المنطقة.

هناك أکثر من رأي مطروح بشأن الدور المريب والمثير للکثير من الخوف والقلق لما تقوم به هذه الاحزاب والميليشيات والتي تجهر علنا بولائها المطلق للولي الفقيه للنظام الايراني والذي هو أساس النظام وصاحب القرار الاعلى فيه، إذ هناك رأي يدعو الى التآلف معها والسعي الى دمجها مع الواقع السياسي بما يحد من ولائها للنظام الايراني، ولکن عامل الولاء المذهبي بشکل خاص والعلاقة المعقدة التي تربطها بهذا النظام يحول دون ذلك.

وهناك رأي يدعو الى السعي من أجل تدويل قضية مواجهة هٶلاء الوکلاء لأنهم يهددون أمن هذه البلدان وأمن المنطقة وبالتالي يشکلون خطرا على المصالح الدولية فيها، لکن الملاحظة المهمة هنا هي إن البلدان الغربية بصورة خاصة وبسبب سياسة مسايرة وإرضاء النظام الايراني فإنها تسعى من أجل دفع وحث النظام الايراني من أجل تقليل أو تخفيف الدور السلبي لهذه الاذرع، لکن المشکلة إن النظام الايراني وکما عود دائما فإنه ليس من النوع الذي يفي بوعوده ولاسيما إذا ماوجد الاجواء منسابة لذلك، وقد دلت تجارب الاعوام الماضية هذه الحقيقة بکل وضوح.

رأي آخر يدعو الى ضرب هذه الاذرع وحلها وقطع دابرها نهائيا، ولکن الذي يقف بوجه تحقيق هذا الامر هو إن البلدان التي تتواجد فيها هذه الاذرع تخضع قياداتها بصورة وأخرى للنظام الايراني وحتى إنها تأتمر بأمرها ولاسيما إن أبرز الوجوه القيادية تنتمي للأحزاب التابعة لهذا النظام، ولذلك فإنه في حکم المستحيل إلا إذا قام النظام نفسه بإصدار توجيه بهذا الصدد وهو أمر مستبعد خصوصا في هذه المرحلة الحساسة مع الاخذ بنظر الاعتبار إن النظام حتى لو أصدر هکذا توجيه فإنه لايمکن أن يحظى بالثقة والمصداقية لأسباب وعوامل شتى يمکن معرفتها ببساطة من خلال مراجعة تأريخ التعامل الملتوي والمشبوه لهذا النظام فيما يتعلق بأمن هذه البلدان ودور وکلائه فيها.

وهناك رأي آخر ولکنه يتميز عن معظم الآراء السابقة، ولاسيما وإنه يعبر عن رأي الشارع الايراني وعن رأي أهم وأقوى معارضة ضد النظام وهي منظمة مجاهدي خلق، هذا الرأي يدعو الى التغيير الجذري في إيران من خلال إسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية التي تدعو لفصل الدين عن السياسة والدعوة للتعايش السلمي ورفض التدخل في شٶون الدول الاخرى، وهذا الرأي يدعو بلدان العالم لکي تقوم بدورها بهذ االصدد ولاسيما البلدان الغربية وبلدان المنطقة من خلال دعم وتإييدها للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق من أجل الحرية وإسقاط النظام، وهذا التإييد يکون من خلال وضع حد نهائي لسياسة المسايرة والاسترضاء الغربية الفاشلة وقطع العلاقات مع هذا النظام والاعتراف بمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية کمعارضة وطنية تمثل الشعب الايراني.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق