مقالات
أخر الأخبار

الإسكندرية جسر الثقافة.. سفارة المعرفة – هشام المغربي

بقلم:هشام المغربي

كانت الإسكندرية دائماً طوال تاريخها الطويل هي الجسر الذي يربط العالم بها ويربطها بالعالم فمنذ نشأة مكتبتها القديمة في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد ومنذ أن اقترح ديمتريوس الفاليري إنشاء (الموسيون) الملحق بمكتبتها العريقة وهو يمثل في لغتنا الآن الجامعة أو المركز العلمي وهي تحمل شعلة التنوير لمصر والعالم رغم مرورها ببعض الكبوات طوال تاريخها الطويل .

استدعى خبر (سفارة المعرفة) وهو ثمرة التعاون بين قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية وبين قطاع الشؤون الثقافية والبعثات ممثلاً في المكاتب الثقافية في سفارات مصر بالخارج، هذا التاريخ العظيم لدور المكتبة قديماً.

قامت مكتبة الإسكندرية بتدشين أول سفارة معرفة لها خارج القطر المصري والذي كانت واشنطن هي الاختيار الأول لتلك السفارات خارج مصر، حيث وقع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية بروتوكول تعاون بين المكتبة والمكتب الثقافي المصري واشنطن، الذي تديره باقتدار الأستاذة الدكتورة هبة سعد الملحق الثقافي بسفارة مصر في واشنطن.

توفر( سفارة المعرفة) قواعد بيانات كاملة لكافة الباحثين المصريين وغيرهم من مختلف الجنسيات حيث تمكنهم من الاتصال بمصر والتعرف على كل جديد بها كما تتيح لغير المصريين معرفة المزيد عن ثقافة مصر وتراثها فضلاً عن كل ما هو جديد من إنتاج ثقافي وفني لمصر المعاصرة.

وأكد الدكتور عاشور أن مكتبة الإسكندرية تعد قبلة للعلم ومركز لإنتاج ونشر المعرفة وملتقى للتفاعل بين الشعوب والحضارات، نظرا لمكانتها المرموقة بين كبرى مكتبات العالم من خلال مراكزها البحثية ومشروعاتها العلمية والثقافية.

تأتي سفارة المعرفة لتنقل للعالم مكتبة الإسكندرية بكل ما تحمله من مطبوعات مرقمنة للباحثين وخدمات عديدة تقدمها المكتبة عبر 450 ألف كتاب ديجيتال .

كما يمكن للباحث من خلال مشروع ذاكرة مصر المعاصرة أن يشهد كل الأحداث الهامة من عهد محمد علي إلى اليوم، ومشروع توثيق التراث الحضاري والطبيعي ومشروع ذاكرة قناة السويس ومشروع تراث العسكرية المصرية وغيرها من مشاريع توثق وتسجل تاريخ مصر بكل جوانبه وتفصيلاته، فضلاً عن مشاهدة المتاحف المختلفة التي تذخر بها المكتبة كما يمكن للباحث أن يشهد بودكاست لكل المفكرين والأدباء والعلماء المصريين، لتصبح المكتبة بكافة أجنحتها وأقسامها ملكاً للباحثين والمهتمين والراغبين في معرفة الثقافة المصرية القديمة والحديثة، تصل إليهم حيث هم متواجدون.

اعتقد أن مشروع سفارات المعرفة سيثري الدور الثقافي والتنويري الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية ليصل إلى كافة دول العالم فبعد واشنطن هناك اتفاق مع المكتب الثقافي في إيطاليا والمكتب الثقافي في ألمانيا وفي انتظار المزيد، ومن المعروف أن عدد سفارات المعرفة الذي أنشأته مكتبة الإسكندرية حتى الآن داخل مصر يصل إلى 25 سفارة معرفة.

المعرفة تصنع الفرق وهي أساس القوة الناعمة للدول، فالقوة الناعمة لمصر على مدى تاريخها الطويل تمثل في وسائل المعرفة وإيصالها إلى العالم سواء كانت في مجال العلوم او الفنون أو الأدب أو غير ذلك، فالمعرفة سر تقدم الشعوب والقدرة على تنمية وسائل المعرفة هي التحدي الذي يواجه العالم الآن .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق