أخبار العالممقالات
أخر الأخبار

العهد الاخطر على النظام الايراني – حسين عابديني

بقلم: حسين عابديني – عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

لم يقم خامنئي بهندسة الإنتخابات التي جاءت بالرئيس السابق ابراهيم رئيسي عبثا ومن دون طائل، بل إنه قام بذلك مضطرا ومجبرا على ذلك، خصوصا بعد أن وصلت الاوضاع الى مفترق بالغ الخطورة على أثر إنتفاضتي أواخر عامي 2017، و2019، اللتان جعلتها النظام يشعر بخوف وقلق بالغ من جراء إتسام الانتفاضتين بطابع سياسي واضح وحتى إن خامنئي ومن جراء شعوره بالاحباط واليأس من جناح الاعتدال والاصلاح المزعوم الذي حدثت الانتفاضتين خلال عهده، قد خطط لإقصاء هذا الجناح وإبعاده وبصورة واضحة خدا من السلطتين التنفيذية والتشريعية على حد سواء.

المجئ برئيسي وإقصاء جناح الاعتدال المزعوم، کان هدفه الاساسي وقف حالة التراجع والتضعضع والضعف الظاهر في النظام، وحتى إن رئيسي في بداية تنصيبه لولايته الاولى قام بإبراز أنيابه والإيحاء بما سيکون عليه عهده عندما أجاب عن سٶال أحد المراسلين بشأن دوره في إرتکاب مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، فأجابه بأنه قام بذلك دفاعا عن حقوق الانسان! والحق إن رئيسي قد کان صادقا في کلامه لأن النظام الايراني أساسا هو نظام معاد للحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان.

ولانريد هنا الخوض في ممارسة الکذب والخداع من جانب رئيسي وعدم تمکنه من الإيفاء بقرابة 50 وعدا قطعه للناخبين، وإنما نريد لفت الانظار الى أن رئيسي مع کل ذلك الدعم غير المسبوق الذي حظي به من جانب خامنئي، لکنه مع ذلك لم يتمکن من إيقاف حالة التداعي والضعف والتراجع في النظام بدليل إن أقوى إنتفاضة شعبية في تأريخ النظام قد حدثت في عهده في 16 سبتمبر2022، وکانت ذات طابع سياسي ـ فکري، بل وحتى إنه لم ينجح في الحد من تصاعد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الصعيدين الداخلی والخارجي والاهم من ذلك إن رئيسي قضى نحبه وقد کان النظام في أسوء أوضاعه وکان يسعى بکل الطرق والاساليب من أجل ترقيع وسد الثغرات الکثيرة في جداره الامني والسياسي والاقتصادي والفکري.

لابد هنا من التنويه أن خامنئي وبقدر ما أظهره من حزن عميق على فقدان رئيسي رغم إنه”أي رئيسي” لم يتمکن أبدا أن يکون في المستوى الذي أراده خامنئي، لکنه کان من أکثر الرٶساء تبعية وطاعة عمياء لخامنئي وأکثرهم تنفيذا لأوامره حرفيا ومن دون أدنى مناقشة، وهذا هو السبب الاهم لحزن خامنئي العميق عليه ومن الواضح جدا بأن بزشکيان قد فهم وأدرك هذا الامر ولذلك فإنه ومنذ الايام الاولى أعلن عن ولائه الکامل لخامنئي ومن إنه سائر على خطه وخط الخميني وقاسم سليماني!

الأوضاع والمشاکل والازمات التي ورثها بزشکيان من سلفه رئيسي، ليست أبدا بتلك الصورة التي يصفها بزشکيان أو أقطاب النظام ووسائل الاعلام التابعة له، فهم يدرکون جيدا بأنه لو تم الحديث بصدق وواقعية عنها فإن ذلك يعني بدء العد التنازلي لنهاية النظام، لکن الاکثر خطورة وحساسية من ذلك هو إن رئيسي ومع تلك الهالة التي کان يحاط بها، لم يتمکن من أن يدفع بالاوضاع للأمام لصالح النظام بل إنها شهدت تراجعا وضعفا مريعا في عهده والسٶال المهم جدا هنا هو؛ هل إن بزشکيان الذي لا يمتلك تأريخا کتأريخ رئيسي ولا شخصية کشخصيته ولا يمتلك خطا سياسيا خاصا به وليس سوى مجرد دمية بيد خامنئي، ماذا سيکون بإمکانه أن يفعل في مواجهة الاوضاع السلبية التي ورثها؟ من الواضح إن کل المٶشرات تدل على إن الاوضاع لن تزداد سوءا فقط في عهده بل وحتى ستتفاقم وتصل الى المنعطف الذي لا رجعة للنظام منه!

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق