مقالات

الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للتعليم لاول مرة – تقرير: حاتم الجمسي,الأمم المتحدة, نيويورك

الخميس 24 يناير  2019

* 262 مليون طفل لا يذهبون الى المدارس حول العالم

* 617 مليون من الكبار لا يعرفون القراءة

* 4 مليون من أطفال اللاجئين لا يذهبون الى المدارس

* أزمة المهجرين داخليا في نيجيريا

* 68 مليون لاجيء حول العالم اليوم

 

تقرير: حاتم الجمسي,

الأمم المتحدة, نيويورك

على هامش احتفال الامم المتحدة لأول مرة باليوم العالمي للتعليم في 24 يناير، عقد لقاء صحفي مع السيد/ تيجاني محمد باندي, سفير نيجيريا الدائم لدى الامم المتحدة و السيد/ ينس فروليش هولتي, وزير التنمية الدولية في وزارة الخارجية في النرويج و السيدة/ ستيفانيا جيانينى، المدير العام المساعد لشؤون التعليم لدى اليونسكو، وزيرة التعليم الايطالية السابقة, حيث شدد الحضور على أهمية التعليم كحق لكل المواطنين دون فرق بين الجنسين و على ضرورة مطالبة كافة الدول بأن تضع السياسات اللازمة لضمان توفير التعليم الجيد لكل المواطنين بإعتبار التعليم أحد عوامل التنمية والإستقرار وإحلال السلام.

* ضرورة سد الفجوة بين الجنسين:

السيدة/جيانيني أكدت على ضرورة إغلاق الفجوة بين الجنسين في التعليم كما أكدت علي ضرورة تشجيع محو الامية و مواجهة الطلب على مهارات جديدة ليصبح التعليم قريب من سوق التقنية. كما قالت السيدة/ جيانيني: اننا في حاجة الى إحصائيات أفضل وسياسات افضل و دعم أوسع لجعل القادة على مستوى العالم يدركون أن هناك تحديات إذا لم يتم الاستثمار في مجال التعليم.

* النرويج: تعليم جيد يؤدى إلى نمو إقتصادى عالي:

أما السيد/ هولتي, وزير التعاون الدولي في النرويج, فقد أكد على أن توفير جودة تعليمية للجميع كان حجر الزاوية للتعاون الدولي لدولة النرويج لسنوات طويلة، وقد ضاعفت النرويج الدعم الذي تقدمه لدول العالم في هذا الاتجاه حديثا لتصل قيمة  المساعدت في المجال التعليمي حول العالم الآن الى 400 مليون دولار امريكي سنويا و تحدث أيضا عن أن الحصول على التعليم يؤدي الى تقوية و تحديث المجتمع و تقوية الأفراد، كما أن التعليم هو حق حرم منه الكثير حول العالم و من خلال التعاون الدولي يمكننا ان ندعم الحق العالمي في التعليم، فاذا رجعنا للتاريخ – على حد قوله – سوف نجد ان الدول التي نجحت في توفير تعليم جيد لشعوبها هى الدول التي تمتع بنمو إقتصادي عالي و مؤسسات قوية ومستقرة، فالتعليم الجيد يؤدي الى فتح الباب أمام إمكانيات الشعوب و الافراد.

 

* ضمان الحق في التعليم للجميع:

السيد/ تيجاني, شدد على أهمية أن تتعاون جميع الدول صغيرة و كبيرة من أجل تعليم شعوبها و تعليم الأخرين، فالتعليم – كما ذكر – هو الشيء الذي يمكنك الحصول عليه و أن تمنحه للآخرين, كما أنه لا يوجد قدر كاف من التعليم بمعنى أنه دائما هناك مجال للحصول على مزيد من التعليم لذلك يجب على جميع الدول التعاون لضمان أن يحصل كل البشر على التعليم كما أكد على أن نيجيريا على إستعداد للتعاون مع دول العالم لضمان الحق في التعليم للجميع.

طبقا لإحصائيات الامم المتحدة فإنه يوجد اليوم حول العالم 262 مليون طفل وشاب لا يذهبون إلى المدارس و هناك 617 مليون من الكبار لا يقرؤون و لا يستطيعون القيام ببعض العمليات الحسابية البسيطة, كما أن هناك حوالى 40٪ من الفتيات في دول جنوب الصحراء في إفريقيا لا يكملون التعليم الإعدادي و هناك حوالي 4 ملايين طفل من أبناء اللاجئين حول العالم لا يحصلون على التعليم وقد صدر تقرير في نوفمبر الماضي عن منظمه اليونسكو يكشف عن عدم إحراز تقدم كاف في عملية دمج اطفال المهاجرين و اللاجئين في نظم التعليم الوطنية في الدول التي هاجروا إليها.

الجدير بالذكر أن العالم يواجه أزمة لاجئين لم تحدث في التاريخ حيث يوجد اليوم أكثر من 68 مليون لاجئ حول العالم.

* قضية إندماج اللاجئين:

سألت الحضور عن ما يمكن فعله لدمج أبناء المهاجرين و دمج اللاجئين في المجتمعات الجديدة و دور التعليم في ذلك.

هناك عدد كبير من اللاجئين يجد صعوبة في الإندماج في بلادهم الجديدة بسبب عوائق كثيرة مثل اللغة و إختلاف الثقافة و عدم القبول بهم في بعض المجتمعات. لكن النرويج تعد من الدول القليلة التي استطاعت إستيعاب اللاجئين و تعد حوادث عدم الاندماج قليلة جدا فيها.

وقد اجاب وزير التعاون الدولي لدى النرويج على سؤالي فقال أن النرويج  تسعى الى التعاون مع دول العالم في هذا المجال وان النرويج قد قدمت 10 بليون كرونا نرويجية للاجئين في سوريا في الاعوام الماضية و قال بالنسبة لعملية الاندماج فإن هناك السياسات والبرامج التي تم وضعها لدمج اللاجئين و التأكيد على أهمية التعليم كأداة مهمة في هذا المجال.

كما أكد الوزير/ هولتي أنه في النرويج قد تم نقل مسؤوليات الاندماج بالنسبة للاجئين الى وزارة التعليم، فنحن – على حد قوله – نحاول ربط اللاجئين في المجتمع ليس فقط سياسيا و لكن عمليا وأن التعليم عامل مهم جدا من عوامل الاندماج.

في مجمل ردها على سؤالي, قالت السيدة / ستيفانيا جيانيني, أن الهجرة هي موضوع القرن، و بالنسبة لتعليم اللاجئين و المهاجرين فإن اليونسكو قامت في العام الماضي بنشر تقرير المراقبة الدولية الذي يمكنك أن تجد فيه إحصائيات على مستوى العالم لتساعد الحكومات على مواجهة هذا الموضوع و التعامل مع تلك المشكلات.

كما أكدت السيدة/ جيانيني على أن هذا التقرير يحتوي على عدد من التوصيات لتساعد الدول على دمج اللاجئين من بينها تدريب المعلمين و تعليم اللغة, لأن اللغة في بعض الأحيان هي الحاجز الرئيسي الذي يعوق الإندماج و أن على الحكومات مسؤولية إدماج المهاجرين في النظام الوطني مما يؤدي الى التقليل من الإحتقان و الى مجتمع ينعم بالسلم.

* في نيجيريا الوضع مختلف:

السيد/ تيجاني محمد باندي, علق على سؤالي قائلا أن المشكلة في نيجيريا تختلف لأن اللاجئين في نيجيريا هم المواطنين المهجرين داخليا بسبب النزاعات المسلحة و أن 90٪ منهم لا يعيشون في معسكرات, و إنما يعيشون داخل مجتمعات أخرى في نيجيريا حيث نزحوا من قراهم  و مناطقهم نتيجة النزاعات الداخلية و أن المشكلة هي في إعادة التوطين حيث قامت الحكومة ببناء الكثير من القرى المدمرة,  فالاندماج هنا يختلف عنه بالنسبة للاجئين الذين نزحوا من بلد الى آخر حيث لا توجد هذه المشكلة في نيجيريا لأنه لا توجد فجوة ثقافية بين المجتمعات لأن عدد كبير من المهاجرين داخل نيجيريا هم مسلمون و يتحدثون نفس اللغة ويتبعون نفس الثقافة وبالتالي فالإندماج هنا ليس مشكلة و إنما إعادة التوطين هو المشكلة و هناك تحدي و هناك طرق لمحاولة الحد من ظاهرة رفض العائدين الى قراهم لأنها مشكلة إجتماعية كبيرة. ثم تسآءل السيد/ تيجاني مدللا على صعوبة إعادة توطين المهجرين داخل نيجيريا بسبب النزاعات المسلحة قائلاً: هل يمكن أن تثق في شخص قتل عمك منذ ثلاث سنوات فقط ليعود ليقيم في نفس القرية كما كان سابقا؟  هذا هو التحدي الكبير لنا في نيجيريا و هناك العديد من البرامج والمؤسسات الحكومية التي تعمل مع المجتمع لتقليل الرفض للذين يرغبون في العوده الى قراهم.

الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 2.5 مليون مواطن نيجيري قد نزحوا من قراهم ومدنهم بسبب النزاع المسلح في شمال شرق نيجيريا ولكن اكثر من 2 مليون منهم ما زال يعيش داخل البلاد و لكن في مناطق اخرى.

  • كانت الجمعية العامة للامم المتحدة قد وافقت في ديسمبر من العام الماضي على قرار بإعتبار 24 يناير من كل عام يوما عالميا للتعليم للإحتفال بدور التعليم في السلام و التنميه و هو قرار تبنته نيجيريا و أيرلندا و النرويج و كندا و قطر وسنغافورة ودعمته 58 دولة, و هو قرار يعكس رغبة سياسية عالمية لدعم إجراءات تضمن التعليم الشامل و العادل و الجيد لجميع البشر بإعتباره حق أساسي لجميع المواطنين.

هنا أتذكر المفكر المصري طه حسين الذي شدد على نفس المبدأ أوائل القرن الماضي حينما قال : إن التعليم كالماء والهواء وهو حق لجميع المواطنين.

حاتم الجمسي,

 نيويورك

 

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق