قال قيادي كبير في قوات سوريا الديمقراطية، التي تحاصر آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، إن مئات من مقاتلي التنظيم استسلموا يوم الأربعاء وتم أسر مئات آخرين من هؤلاء المتشددين أثناء محاولتهم الفرار من الجيب الصغير.
ويستسلم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية المختبئون في جيب الباغوز القريب من الحدود مع العراق بأعداد كبيرة هذا الأسبوع بعد هجوم عنيف على جيبهم يومي السبت والأحد، لكن من غير الواضح عدد المتبقين بالداخل.
وأبطأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتيرة هجومها للسماح لآلاف المدنيين بمغادرة الباغوز، استمرارا لخروج جماعي بدأ عندما أعلنت الشهر الماضي أنها ستبدأ معركة أخيرة للسيطرة على الجيب.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن هناك عددا أكبر بكثير من الناس في الباغوز مما كانت تتوقع، وإنها تريد أن يغادروا قبل أن تقتحم المنطقة أو تجبر تنظيم الدولة الإسلامية على الاستسلام هناك.
وسيمثل سقوط الباغوز نهاية دولة ”الخلافة“ التي أعلنتها الدولة الإسلامية على أراض مأهولة، بيد أن بعض المقاتلين لا يزالون مختبئين في صحراء نائية أو بدأوا العمل سرا لشن هجمات على غرار حرب العصابات.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك استعدادات في شرق سوريا لإعلان نهاية الدولة الإسلامية هناك.
لكن الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية قال إن القوة الدولية ”تعلمت ألا تضع أي جدول زمني للمعركة الأخيرة“.
وتذكر الضربات الجوية التي توجهها القوات الحكومية السورية للمقاتلين المتشددين أبعد باتجاه الغرب، في صحراء وسط البلاد، بتحذيرات مسؤولين عرب وغربيين من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيواصل تشكيل تهديد أمني كبير.
وبعد تقدم مفاجئ عبر مساحات من سوريا والعراق، سيطر التنظيم في أوج قوته على نحو ثلث أراضي البلدين في عام 2014، لكن عمليات الذبح الجماعي أو الاستعباد الجنسي لأقليات وعمليات القتل العلنية المروعة أثارت غضبا دوليا.
ودفعتهم هجمات منفصلة نفذتها قوى مختلفة في البلدين للتراجع وألحقت بهم هزائم كبيرة في عام 2017، وأجبرتهم على التقهقر في نهاية المطاف إلى الباغوز، التي تتألف من مجموعة صغيرة من القرى والمزارع على نهر الفرات عند الحدود العراقية.
* أسر واستسلام
أعلن القيادي الكبير في قوات سوريا الديمقراطية أسر نحو 400 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء محاولتهم الفرار من الباغوز برفقة مهربين. وأضاف أن مئات آخرين من المتشددين استسلموا، لكن لم يتضح عددهم بعد.
وهؤلاء الذين استسلموا جزء من أكثر من ألفي شخص غادروا الباغوز يوم الأربعاء في أحدث عمليات الإجلاء، ونقلتهم شاحنات إلى منطقة صحراوية يتم فيها استجوابهم وتفتيشهم وإعطاؤهم الطعام والماء.
وصاحت مجموعة من النساء المنقبات ضمن من تم إجلاؤهم من الباغوز يوم الأربعاء بالتكبير وهن يجتمعن قرب نقطة تفتيش تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وأصابت إحداهن صحفيا بعلبة من سمك التونة.
وأفادت قوات سوريا الديمقراطية بأن أكثر من 6500 شخص غادروا المنطقة خلال اليومين الماضيين، بينهم مئات الرجال.
ومن بين الذين خرجوا يوم الاربعاء 11 طفلا من الأسرى اليزيديين. وأخضعت الدولة الإسلامية الطائفة اليزيدية للقتل الجماعي والاستعباد، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية، بعدما اجتاحت معقل الطائفة في سنجار بالعراق عام 2014.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن أربعة أطفال شيعة، اختطفوا من مدينة تلعفر العراقية قبل أربع سنوات، تم تحريرهم أيضا وإن قوات سوريا الديمقراطية ستحاول لم شملهم بذويهم.
وفي لقطات تلفزيونية حية بثتها قناة الحدث، ظهرت منطقة صحراوية تجمع فيها الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الباغوز، بينما كان عشرات الأطفال والنساء المنقبات يجلسون أرضا أو يجرون الأمتعة وهم يسيرون بتثاقل.