تواجه الولايات المتحدة مع احتمال تخفيض وكالة فيتش تصنيفها الائتماني من مستوى “AAA”، خطر تلقي ضربة رمزية في وقت يلوح خطر تخلفها عن سداد ديونها في ظل المأزق السياسي بين إدارة الرئيس جو بايدن والمعارضة الجمهورية.
لكن التخفيض المحتمل لن يكون في حال تحققه أمرا غير مسبوق، فقد خفّضت وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف واشنطن عام 2011 على خلفية أزمة سقف الدين حينها، وربما يكون له تداعيات محدودة على أكبر اقتصاد في العالم في ظل الطلب العالي على سندات الخزانة الأمريكية في الأسواق.
ماذا يعني تصنيف “AAA“؟
“AAA” هو أعلى مستوى تمنحه وكالات التصنيف الائتماني لديون الحكومات والشركات.
وتستخدم وكالات التصنيف الرئيسية الثلاث – ستاندرد آند بورزو وفيتش وموديز – نظام تصنيف يتراوح من “AAA” إلى “D” (للتخلف عن السداد)، مرورا عبر “B” و”C”.
US #banks with less than $100B in assets are more susceptible to deteriorating commercial real estate (#CRE) fundamentals than larger banks, which could add to ratings pressure. Learn more: https://t.co/pYMVh93FCJ #FitchRatings pic.twitter.com/gSFKaelhKz
— Fitch Ratings (@FitchRatings) May 25, 2023
والتصنيفات مؤشر للمستثمرين على قدرة الكيانات على سداد ديونها، فعند إصدارها تصنيفا ائتمانيا، تنظر الوكالة في عوامل تشمل معدل نمو اقتصاد الدولة ومستويات الدين والإنفاق والإيرادات الضريبية والاستقرار السياسي.
كلما انخفض تصنيف الدولة، زاد ميل المستثمرين للحصول على سعر فائدة أعلى لشراء ديونها، من أجل التعويض عن المخاطر المرتفعة.
من هي الدول التي تحظى بتصنيف “AAA“؟
يحظى عدد قليل من الدول بتصنيف “AAA” من كلّ الوكالات الثلاث الكبرى: أستراليا والدنمارك وألمانيا وهولندا والنروج وسنغافورة وسويسرا ولوكسمبورغ.
وتحظى عدة دول أخرى بتصنيف “AAA” من وكالة أو اثنتين، مثل الولايات المتحدة وكندا وكذلك الاتحاد الأوروبي.
ماهي تداعيات تخفيض التصنيف “AAA“؟
يرسل تخفيض التصنيف “AAA” إشارة إلى المستثمرين، ويختلف تأثير ذلك بحسب البلد والسياق.
فقدت فرنسا هذا التصنيف إلى جانب العديد من البلدان الأخرى في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008، أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، لكنه لم ينفر المقرضين.
ارتفعت تكاليف الاقتراض الأمريكية أيضا بعد قرار ستاندرد آند بورزو عام 2011 – لكن الولايات المتحدة لديها ميزة كبيرة.
في هذا الصدد، قالت وكالة فيتش الخميس عندما وضعت تصنيف الولايات المتحدة تحت المراقبة لاحتمال خفضه: “الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية الأبرز في العالم، ونحن نرى أن مخاطر الصرف وضوابط رأس المال في حدها الأدنى”، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
قد يتعرض دور العملة الأمريكية بصفتها الأكثر استعمالا في الأعمال التجارية العالمية للخطر بسبب التخلف عن السداد، لكن على المدى القصير يمكن أن يرتفع الطلب على الدولار لأنه يعتبر ملاذا في وقت الاضطرابات العالمية.
الحاجة إلى الاحتفاظ بالدولار لأغراض التجارة تعني أن الطلب على شراء السندات الأمريكية سيظل قائما، رغم أن واشنطن قد تضطر إلى دفع أسعار فائدة أعلى.
تقول وكالة فيتش منذ 2013 إن التصنيف الائتماني الأمريكي مرشح للتخفيض، لكنها لم تخفضه حتى الآن.
وتصنّف فيتش الولايات المتحدة منذ 1994، وتصنّفها موديز منذ عام 1949، ولم يسبق لهما خفض تصنيفها الائتماني.