تحليلات سياسية
كم تبلغ أرباح ستاربكس من فنجان القهوة الذي تشربه كلَّ صباح؟
قبل أن تتساءل عن أرباح «ستاربكس Starbucks» وغيره من من المقاهي، لا بد أن تعلم أن القهوة تُعَدُّ إحدى أكثر السلع رواجاً في العالم؛ فهي من المنتجات التي تتمتع بهامش ربحٍ كبير.
شركة Market Watch ذكرت أن الأمريكيين يتناولون القهوة أكثر من أي مشروبٍ مصنّع آخر، إذ وصل مُعدَّل الاستهلاك السنوي للفرد في العام 2016 إلى 336.144 لتر (0,92 لتر في اليوم الواحد)، متخطياً استهلاك المشروبات الغازية والشاي والعصير مُجتمعين.
ليست أمريكا وحدها التي تستهلك القهوة بهذه الشراهة، إذ بلغ المتوسط العالمي لاستهلاك المشروب الغامق نحو 2,25 مليار فنجاناً في اليوم الواحد بحسب دراسة نشرت في العام 2002.
لكن السؤال هو: كم تبلغ أرباح سلسلة ستاربكس وغيره من المقاهي من هذه التجارة؟ وكم تبلغ التكلفة الحقيقية للفنجان الذي تستمتع بارتشاف القهوة منه كل صباح؟
استراتيجية التسعير.. مفتاح أرباح ستاربكس
كغيرها من الأعمال التجارية، تتحكم عدة عوامل في تحديد هامش الربح لتجارة القهوة.
فقد يقرر مالك مقهى ما تحديد أسعارٍ مشابهة لمنافسيه، أو أن يُركِّز على تقديم مشروبات خاصةٍ وقهوةٍ أعلى جودةً بسعرٍ أعلى – كما هو الحال مع مشروبات ستاربكس التي لا يقدمها غيره -.
أما المطاعم والمحال التي تُقدِّم خدماتٍ أخرى فيُمكنها أن تُوفِّر القهوة بأسعارٍ أقل لتشجيع المارة على الدخول.
لذلك، يختلف هامش أرباح المقاهي بحسب اختلاف المنهج الذي يتبعه مالك المقهى في التسعير.
مصدر القهوة.. عاملٌ يحدّد نسبة أرباح المقاهي
إذا كنت ممّن يسأل عن «تكلفة كشك قهوة»، فاعلم أن مصدر البن وطريقة شرائه يؤثر على هامش الربح؛ إذ أن الشراء بالجملة يُقلِّل التكلفة الإجمالية. والشراء من المصدر مباشرةً يُقلِّل الكثير من التكاليف، لكن تكاليف السفر للاجتماع بكبرى شركات إنتاج القهوة والتفاوض على العقود مع المزارعين قد تفوق طاقة مُلَّاك المشاريع الصغيرة.
ويُعَدُّ الوسطاء مصدراً جيداً لتوفير القهوة بسعر الجملة من المزارعين؛ إذ ينخفض هامش الربح حين تشتري دفعاتٍ صغيرةٍ من تُجَّار التجزئة.
وفي النهاية، تُؤدِّي القوة الشرائية الأكبر إلى تحصيل هامش ربحٍ أفضل. بمعنى أن المقاهي الشهيرة كـ «ستاربكس Starbucks» و»كوستا Costa» قادرة على تحقيق أرباحٍ أكبر من المقاهي الصغيرة.
أرباح المقاهي: هامش الربح في الفنجان الواحد
وبحسب شركة Coffee Makers USA، يُكلِّف كوب الكابتشينو من «ستاربكس Starbucks» قرابة الـ 31 سنت. ويُباع المشروب نفسه مقابل 3.65 دولار في أمريكا، ونحو 15 ريالاً أو درهماً في الخليج، و27 جنيهاً في مصر.
اطرح التكلفة من العائد وقسِّم الناتج على التكلفة الأصلية لتحصل على هامش الربح؛ وهو هذه الحالة هو 91.5% على القهوة وحدها.
أما المقهى العادي فيتمتَّع بهامش ربحٍ أقل بعض الشيء، لأنهم لا يشترون كمياتٍ بسعر الجملة مثل «ستاربكس Starbucks»، لكن هامش الربح يتراوح عادةً بين 50% و75%.
النفقات العامة ترهق ميزانيات المقاهي
تُمثّل النفقات العامة بنداً رئيسياً ومكلفاً في ميزانيات المقاهي؛ إذ تتجاوز تكلفة الكوب نفسه وغطائه وقشَّته تكلفة القهوة نفسها.
ويُؤثِّر ذلك على استراتيجية التسعير؛ إذ تُقلِّل عمليات إعادة التعبئة المجانية – المتاحة في بعض الدول – من هامش الربح، في حين يزيد المُشترون الذين يمتلكون أكوابهم الخاصة من هامش أرباح سلسلة ستاربكس مثلاً.
وتختلف هوامش ربح المقاهي تبعاً لعوامل أخرى مُتعلِّقة بالنفقات العامة، ناهيك عن النفقات المتعلقة بإيجار المحل وأجور الموظفين وغيرها من نفقات التشغيل الشائعة.