انتهت منتصف ليل السبت -الأحد 26 مايو 2019 المهلة القانونية لتقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية بالجزائر المقررة في الرابع من تموز/يوليو 2019 دون تقدم أي مترشح بحسب الاذاعة الرسمية.
سيجتمع المجلس الدستوري المكلف بدراسة ملفات الترشيح “يوم الأحد 26 مايو 2019 للفصل في هذا الوضع غير المسبوق” دون توضيحات ودون ذكر أي مصدر.
كان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قد ألغى في 11 آذار/مارس قبل أيام من استقالته الانتخابات التي كان يفترض أن تجرى 18 نيسان/أبريل وترشح لولاية خامسة فيها رغم مرضه، ما تسبب في اندلاع الاحتجاجات في 22 شباط/فبراير، التي أطاحت به.
حدد الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح الذي تولى رئاسة الدولة بعد استقالة بوتفليقة في الثاني من نيسان/أبريل، في مرسوم في العاشر من الشهر نفسه، الرابع من تموز/ يوليو موعدا للاقتراع الجديد.
ينص قانون الانتخابات على أن يقدم المهتمون خلال 45 يوما، من نشر مرسوم تحديد موعد الانتخابات، ملفاتهم للمجلس الدستوري الذي يفصل فيها خلال عشرة أيام من تاريخ إيداع كل ملف، بحسب ما اعلنت وكالة الأنباء الرسمية.
لم يعلن المجلس الدستوري الذي فتح أبوابه حتى منتصف ليل السبت استقبال ملفات الترشيح، عن أسماء مرشحين محتملين. إلا إن وسائل إعلام ذكرت أن شخصا واحدا تقدم للترشح وهو عسكري متقاعد غير معروف.
قال عبد المجيد مناصرة الوزير السابق والقيادي في حركة مجتمع السلم الحزب المعارض إنه “سيتبين بعد إنتهاء آجال وضع ملفات الترشح للرئاسيات أن كل الملفات المودعة لا تتوافر في أصحابها شروط الترشح، ومن يمكن أن تتوفر فيهم الشروط تراجعوا عن الترشح”.وتوقع “بالتالي إلغاء الانتخابات”.
قبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم الملفات أعلن أشهر ثلاثة مرشحين محتملين بين 77 شخصا عبروا عن نيتهم في الترشح، انسحابهم من السباق الرئاسي، كما اعلنت وزارة الداخلية الخميس.
في منشور على صفحته على فيسبوك، قال اللواء المتقاعد علي غديري الذي كان أول من اعرب عن رغبته في الترشح إنه قرر “عدم تقديم ملفه للمجلس الدستوري” تماشيا “مع رغبة الشعب”.
كما أعلن حزب التجمع الوطني الجمهوري “تعليق” مشاركته في الانتخابات وعدم تقديم ملف ترشيح أمينه العام بلقاسم ساحلي إلى “غاية توفر الشروط المناسبة لنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري”، بحسب بيان للحزب.
من جانبه، قرر رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، سحب ملف ترشيحه، نظرا “لانعدام التحضير الحقيقي والجدي لهذه المحطة الهامة وانعدام التنافسية السياسية المطلوبة لإضفاء الجو الديمقراطي لهذه الرئاسيات”، وفق بيان للحزب.
في المقابل، رفضت غالبية الشخصيات الانتخابات منذ إعلانها، على غرار علي بن فليس المترشح مرتين ضد بوتفليقة، وكذلك عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم أهم حزب معارض في البرلمان.
إلى آخر لحظة تمسك رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي تحول بحكم الأمر الواقع الرجل القوي في الدولة، بموعد الانتخابات معتبرا أنها “الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة” بينما يرفضها المحتجون معتبرين أن اركان النظام القديم لا يمكنهم ضمان انتخابات حرة ومنصفة.