قال مصدر حكومي يوم الثلاثاء إن دبلوماسيا محنكا ومجموعات من المحتجين سينضمون إلى مؤتمر يرسم مستقبل الجزائر بعدما رضخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاحتجاجات الشعبية وأعلن عدم ترشحه لفترة رئاسية خامسة.
وقال المصدر لرويترز إنه من المتوقع أن يرأس الأخضر الإبراهيمي، وهو وزير خارجية سابق ومبعوث خاص سابق لدى الأمم المتحدة، المؤتمر الذي سيشرف على انتقال السلطة ووضع دستور جديد وتحديد موعد الانتخابات.
وأعلن بوتفليقة (82 عاما) يوم الاثنين أنه لن يترشح لولاية خامسة استجابة لاحتجاجات استمرت أسابيع ضد حكمه المستمر منذ 20 عاما تطالب بعهد سياسي جديد في البلد الذي يهيمن عليه الحرس القديم.
وقال شهود من رويترز إن آلاف الجزائريين نزلوا إلى شوارع عدة مدن مطالبين بتغيير سياسي فوري بعد أن قرر بوتفليقة عدم الترشح لفترة خامسة.
وقالت قناة النهار التلفزيونية إن العمال في مدينة بجاية بدأوا إضرابا أصاب الميناء في المدينة بالشلل.
وقال طالب يدعى نور الدين ويبلغ من العمر 25 عاما إن النظام بأكمله يجب أن يختفي على الفور مضيفا أن معركتهم ستستمر.
وتزايد شعور الجزائريين بالضجر من الرئيس المريض وغيره من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962 والذين يسيطرون على بلد يعاني من ارتفاع معدل البطالة وسوء الخدمات وتفشي الفساد.
ويعاني أكثر من ربع الجزائريين تحت سن الثلاثين من البطالة.
وذكرت قناة النهار أن رمطان لعمامرة نائب رئيس الوزراء الجزائري قال إن قرار بوتفليقة هو أهم نقطة تحول منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.
وقال لعمامرة إنه سيجري تشكيل ذات كفاءة تحظى بثقة المشاركين في الندوة الوطنية التي ستشرف على العملية الرئاسية.
جزائريون يشاركون في احتجاجات يطالبون فيها بتحول سياسي فوري في الجزائر العاصمة يوم الثلاثاء. تصوير: زهرة بنسمرة – رويترز
وذكرت مصادر سياسية إن اتصالات تجرى في الوقت الراهن مع مجموعة من قدامى المحاربين البارزين الذين قد يشاركون في التغيير السياسي ومنهم جميلة بوحريد وزهرة ظريف بيطاط والأخضر بورقعة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار بوتفليقة فتح فصلا جديدا ودعا إلى فترة انتقالية ”لمدة معقولة“.
وذكرت مصادر سياسية أن من المتوقع أن يلعب الجيش الجزائري دورا خلف الكواليس خلال الفترة الانتقالية ويدرس حاليا عددا من المدنيين المرشحين للرئاسة ولمناصب كبيرة أخرى.
ومن بين هؤلاء المحامي والناشط البارز مصطفى بوشاشي الذي حظي بنسبة متابعة واسعة على موقع فيسبوك أثناء الاحتجاجات.