أخبار الجالياتأخبار من أمريكاالجالية المصرية في أمريكامقالات
الوعود الغامضة: ماذا قال ترامب لزعماء العرب والمسلمين الأمريكيين ولماذا لم يُعلن عنها؟ – بقلم أحمد فتحي
أحمد فتحي – نيويورك:
عندما عاد دونالد ترامب إلى المسرح السياسي بعد فوزه بالانتخابات، لم يُضيع الوقت في إعلان بعض من أبرز التعيينات المثيرة للجدل في إدارته الجديدة. وبينما انتظر البعض أن يقدم ترامب أسماء قد تُشير إلى توجه جديد، اختار شخصيات معروفة بتوجهاتها المتشددة، مما يعكس سياسة حادة وصريحة تضع إسرائيل على رأس الأولويات، وتعيد إحياء الخطاب المناهض للهجرة والجاليات العربية والمسلمة.
إليس ستيفانيك: سفيرة بلا خبرة دبلوماسية
أحد أبرز التعيينات كان اختيار إليس ستيفانيك لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. ستيفانيك، التي بدأت مسيرتها السياسية كنائبة شابة من نيويورك، عرفت بتحولها الكبير من معارضة لترامب إلى واحدة من أشد المدافعين عنه، خاصة بعد أحداث 6 يناير 2021.
لكن المفاجأة الكبرى هي افتقارها التام لأي خبرة دبلوماسية. إذ يبدو أن تأييدها المطلق لإسرائيل كان العامل الرئيسي لاختيارها، مما يشير إلى أن ترامب يعتزم تعزيز موقف الولايات المتحدة الموالي لإسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث تهيمن القضايا المتعلقة بإسرائيل على النقاشات الدولية في هذه الفترة.
ستيفن ميلر: المهندس وراء حظر المسلمين يعود مجددًا
التعيين الآخر الذي أثار الكثير من الجدل كان عودة ستيفن ميلر، الذي تم تعيينه نائبًا كبيرًا لموظفي البيت الأبيض. ميلر يُعتبر العقل المدبر وراء قرارات الهجرة الصارمة في إدارة ترامب السابقة، وأبرزها قرار حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. عودة ميلر تُعتبر إشارة قوية إلى أن ترامب لا ينوي التراجع عن سياساته المتشددة تجاه الهجرة، بل ربما يمهد الطريق لمزيد من الإجراءات الأكثر حدة في المستقبل القريب.
خيبة أمل للجاليات العربية والمسلمة في أمريكا
بالنسبة للجاليات العربية والمسلمة الأمريكية، هذه الاختيارات تُعد صدمة كبيرة، خاصة بعد لقاءات عقدها ترامب مع قادة من هذه الجاليات خلال حملته الانتخابية. الكثير منهم ظنوا أن هذه اللقاءات تشير إلى تغيير محتمل في سياسة ترامب تجاه قضاياهم. لكن التعيينات الأخيرة تضع هذه التوقعات تحت علامة استفهام كبيرة، حيث يبدو أن ترامب يسير في اتجاه معاكس تمامًا.
السؤال الذي يجب طرحه الآن
يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: ما هي الوعود التي قدمها ترامب لقادة الجاليات العربية والمسلمة الأمريكية الذين اجتمع معهم؟ ولماذا لم يتم الإعلان عن هذه الوعود حتى اليوم؟