حوارات
حوار مع المحامية المرموقة / جومانة كيروز – أمجد مكي
إن مهنة المحاماة من المهن المرموقة التى يتشرف الكثيرين أن يكون أحد محترفيها بالولايات المتحدة الأمريكية لأنها تساعد فى تحقيق العدالة و ضبط المسافات بين المؤسسات و الأفراد و المساعدة فى إستقرار المجتمعات و يحظى المتميزون من الذين إحترفوا هذه المهنة بقدر كبير من التقدير و الأحترام .
و طريق النجاح عزيزى القارئ يحتاج للصبر و الجهد و إن كان دائما كطريق العذاب يكون مفروش بالنوايا الطيبة .. و لكنها لا تكفى الشخص لان يكون ناجحا و متميزا فلا بد و أن يكون معه إصرار و حب للمهنة و صبر و حكمة البداية لم تكن سهلة على الأطلاق للمحامية المرموقة السيدة/ جمانة كيروز .. لكنها تعلمت الكثير من الحياة و هى أكبر مدرسة .. إن المرأة العربية إذا أتيحت لها الفرصة للنجاح فأنها تنجح و تتميز و تتفوق فى مجال عملها أى كان هذا المجال .
ونحن الآن أمام شخصية متميزة و ناجحة بكل المقاييس إنها السيدة المرموقة / جمانة كيروز المحامية الأمريكية من أصول عربية فهى سيدة من نوع خاص نفخر و نسعد لأن يكون لدينا هذا النموذج الناجح من السيدات العرب فى المهجر و قبل أن نغوص فى أعماق هذه الشخصية المرموقة لابد فى البداية أن نوضح للقارئ من هى السيدة / جمانة كيروز
هى محامية أمريكية لديها مكتب محاماة من أكبر و أشهر مكاتب المحاماة فى الولايات المتحدة الأمريكية بصفة عامة وولاية ميتشجان بصفة خاصة و تعتبر جمانة السيدة الوحيدة العاملة فى مجال المحاماة الخاصة بحوادث السيارات و الأصابات الشخصية .
السيدة / جمانة كيروز حاصلة على درجة الدكتوراه فى القانون من الولايات المتحدة الأمريكية و هى عضو فى اللجنة العربية الأمريكية للعمل السياسى ( إيباك ) و مستشار فخرى فى اللجنة العربية لمكافحة التميز العنصرى (APC ) و هى عضو مجلس تنفيذى لرابطة ميتشجان للعدالة (MAJ) و أيضا هى عضو نشط فى الحزب الديمقراطى الأمريكى.
إن جريدة المستقبل تسعد بأجراء هذا الحوار الصحفى معها اليوم و هذا هو نص الحوار .
س١ـ يسعد الجريدة إن تجرى مع المهنيين العرب الأمريكان حوارات صحفية و هناك من المهنيين من تحدوا العرف و التقاليد لحبهم فى المهنة كالطب و المحاماة على مستوى العالم و كما نعلم أن مهنة المحاماة على مستوى العالم دائما ما يتميز بها الرجال و يبعد عنها النساء و ذلك لصعوبة الأحتكاك بالعالم الخارجى وواضح أن سيادتكم تقبلى هذا التحدى و قررتى إمتهان مهنة المحاماة فنرجوا أن تبدأى معنا هذا الحوار كيف بدأتى إمتهان هذه المهنة ؟
ج١ـ أنا درست القانون فى الولايات المتحدة و لاحظت كيف أن حقوق الإنسان تحترم هنا و الأشياء التى شاهدتها هنا من حريات و إحترام للرأى الآخر و إحترام لآدمية المواطن الأمريكى و الحماية القانونية المتوفرة له فى التعبير عن رأيه كل هذه الأشياء شجعتنى على أن أمتهن هذه المهنة و أحترفها.
س٢ـ يقال أن مهنة الطب و المحاماة تتميز بها جاليات أخرى غير الجاليات العربية و كونك دخلتى هذا المجال فى مهنة المحاماة هل وجدى صعوبات واجهتك فى هذا المجال و كيف تغلبتى على تلك الصعوبات ؟
ج٢ـ سؤال رائع .. لقد واجهتنى بالفعل صعوبات عديدة فمهنة المحاماة مهنة تاريخيا سيطر عليها الرجل و ليس المرأة بالتحديد الرجل اليهودى (AMERICAN JEWISH LAWYERS ) فأنا ليست رجل و ليست يهودية أنا إمرأة أمريكية من أصول عربية ..
هناك صعوبات عديدة واجهتنى و إذا سألتنى كيف تغلبتى على تلك الصعوبات فلا أقول لك أننى ذكية فالكثير غيرى أذكياء .. و لكن السبب الأول لنجاحى هو إيمانى بالله و هذا هو السبب الرئيسى لنجاحى و كل الظروف المحيطة بى كانت كفيلة بعدم نجاحى فى حياتى العملية و فى هذه المهنة بالذات فأنا أمرأة عربية ليس يهودية لدى (accent ) عندما أتحدث .. ولكن بنعمة الله و الأنجيل يقول أن الإنسان مخلوق و لديه كل المميزات و أنا آمنت بهذه المقولة و هذا سر نجاحى .
س٣ـ يبدو أن الجانب الإنسانى فى حياة جومانة كيروز طابع فى شخصيتك فهل تحكى لنا عن مواقف مرت بكى أثناء ممارستك لمهنة المحاماة غيرت من أسلوب حياتك أو إستفدتي منها لتكون عبرة للأجيال القادمة ؟
ج٣ـ مواقف عديدة مرت بى سأسرد منها موقف أو موقفين مرسخين بذهنى فعند إمتهانى لهذه المهنة مررت بتجارب كثيرة كانت كفيلة بإعتزالى هذه المهنة و لكن إصرارى على الوصول إلى هدفى كان كفيلا بأن أتخطى هذه الصعاب ولا ألتفت اليها فلا أحكى لك كيف كان عدم الإكتراث و عدم الأهتمام بى فى بداياتى لهذه المهنة من زملائى المحاميين كأننى غير موجودة و النظرة المختلفة التى دائما تنظر لنا كعرب مهاجرين .. و لكن عزيزى هذه النظرة إختلفت تماما عندما رأوا نجاحى و تفوقى فى مجال عملى و إصرارى على النجاح فتحولت هذه النظرة إلى نظرة إعجاب شديد بشخصى هؤلاء الزملاء المحامين هم يتصلوا بى الآن حتى أرسل لهم حالات لعملاء من مكتبى ..
و أحكى لك قصة آخرى لا أنساها أبدا ففى أحدى المواقف الأخرى كنت فى المحكمة و كانت المحكمة مكتظة بالناس و قال القاضى من الذى يمثل الموكل هنا و رفعت يدى و قلت للقاضى أنا هنا أمثل موكلى فنظر لى القاضى و قال من أنت هل أنت محامية ؟! فقلت له نعم قال أعطنى رقم الكود الخاص بك لأتأكد وشعرت حالى فى قمت الأحراج أمام هذا الجمع الغفير من الناس فى القاعة و أثبت حضورى فى هذه القضية و منذ ذلك اليوم و هذا القاضى يكن لى كل أحترام و تقدير بل أنه بعد تقاعده صار يتصل بى و يطلب منى أرسال حالات له ..إن الإنسان يستطيع أن يعمل المستحيل بالعمل الجاد فى مجال عمله حتى يستطيع تحقيق هدفه .
س٤ـ ما هى أشهر القضايا التى ترافعتى فيها فى الولايات المتحدة و أشهر العملاء التى تعاملتى معهم ؟
ج٤ـ أنا محامية حوادث سيارات و بالتالى أنا أمثل الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث أو إنزلاق أو لخطأ طبى و كل القضايا من هذا النوع و أملك مكتب فيه حوالى من ٦٥ إلى ٧٠ موظف و حوالى ١٦ محامى يعملوا فى مكتبى لمساعدتى فى هذا النوع من القضايا .
س٥ـ لدينا الكثير من الجاليات العربية ليسوا مندمجون مع المجتمع الأمريكى ما هى النصائح التى تقدميها لهم فى هذا المجال ؟
ج٥ـ هناك للأسف الكثير من الجاليات العربية هاجروا جسديا من بلادهم و لكن لم يهاجروا فكريا و معنويا.. وأنا نصيحتى لهم أنه لا يمكنهم أن يعيشوا فى بلد آخر بدون أن تندمج و تختلط فى مجتمع هذا البلد .. أيضا أنصحهم بالأهتمام بالغة الأنجليزية .. فهي تغير نظرة المجتمع الأمريكى لك و دائما سينظر لك بنظرة إحترام و تقدير ، فهذه بلاد إستقبلتنا كمهاجرين فتحت لنا أبوابها و قدمت لنا كل المعونات لنعيش حياة كريمة فأذا أردنا العيش هنا فلابد لنا أن نندمج فى المجتمع الأمريكى و أن نحترمه و نحترم آرائه و طريقة تفكيره .
و فى ختام هذا الحوار المتميز للسيدة المرموقة / جمانة كيروز فإن جريدة المستقبل تتقدم لها بوافر الشكر و التقدير على أجراء هذا الحوار الصحفى و نحن نوجة تحية تقدير و أعجاب للسيدة / جمانة كيروز هذه الشخصية المتميزة التى تجمع بين العلم و الثقافة و الذكاء و التى أضافت لبلدها و لشعبها اللبنانى و العربى الشئ الكثير مما يدعوا للفخر و الأعتزاز بها .. إن مجتمعاتنا العربية فيها الكثير من هذه النماذج الناجحة و المشرقة لنا كعرب و التى تعطى صورة حقيقية للمرأة العربية أمام المجتمع و الرأى العام الدولى
تحية للسيدة / جمانة كيروز و مزيد من النجاح و التألق لها فى مجال عملها فى مهنة المحاماة .