في مقال نقدي تحت عنوان غياب التغيير في مقابلة الرئيس، أثارت صحيفة جمهوري إسلامي مخاوف بشأن مستقبل غامض لإدارة رئيس النظام الإيراني مسعود بزشكيان وحكم االنظام الإيراني.
وأكدت الصحيفة أن بزشكيان في أول مقابلة له مع الصحفيين المحليين والأجانب فشل في تقديم “برنامج واضح لتطبيق العدالة، وهو أحد المبادئ الأساسية في “نهج البلاغة” ، في حياة الشعب الإيراني اليومية”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حملته الانتخابية والمناظرات، وعد بزشكيان بالالتزام بما يقرأه من نهج البلاغة. لكن، كما أوضحت الصحيفة، «لا يزال لا يوجد أي مؤشر على تحقيق تلك الوعود في حياة الناس أو في المجال الاقتصادي».
وتناول المقال أن الرئيس وبعض أعضاء الحكومة أعلنوا التزامهم بوعودهم الانتخابية، لكن هذا ليس كافيًا.
فقد مرت أكثر من شهرين منذ الانتخابات التي جرت في 5 يوليو 2024، وشهر منذ تولي الإدارة الجديدة مهامها في نهاية أغسطس 2024.
وعلى الرغم من أن هذه المدة قد لا تكون كافية لتحقيق جميع الوعود، إلا أنها كانت كافية لوقف السياسات الخاطئة السابقة ومنع ارتكاب المزيد من الأخطاء. الآن، يتساءل الناس لماذا لم يشعروا بأي تغييرات ملموسة.
وانتقدت الصحيفة تقاعس الحكومة عن استغلال ثروات وموارد إيران الهائلة، وأفادت صحيفة بأن “إيران دولة غنية بمواردها، ويمكن القضاء على الفقر باستخدام هذه الموارد لتوليد الثروة”.
ومع ذلك، فإن العبء الضريبي الثقيل على الطبقات المتوسطة والضعيفة تسبب في معاناة كبيرة. في الوقت نفسه، يتمتع أقلية مرفهة، تستفيد من الثروات المكتسبة بلا عناء، بالرفاهية والفجوة الطبقية المتزايدة.
انتقاد للوحدة الوطنية والسياسات الاقتصادية
انتقد المقال أيضًا سياسات بزشكيان الاقتصادية المتعلقة بزيادة الأسعار، مشيرًا إلى أنه في سبتمبر 2024، وهو الشهر الأول من الإدارة ، ارتفعت أسعار بعض السلع الأساسية مثل الخبز.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الزيادات لا تؤثر على أصحاب الدخول المرتفعة، لكنها تضع ضغطًا كبيرًا على الفئات الضعيفة في المجتمع مثل الموظفين والعمال. وأضافت الصحيفة أنه في بلد غني بالنفط، يجب على الأثرياء وأصحاب الأعمال ذات الدخل المرتفع فقط دفع الضرائب، ويجب إعفاء باقي الشعب من الضرائب.
وانتقلت الصحيفة للحديث عن التحديات المتعلقة بصناعة النفط في إيران، متسائلة عن نهج الحكومة في معالجة هذه المشكلات. وذكرت أنه “إذا كنتم تواجهون مشكلات في بيع النفط، فيجب إعادة النظر في السياسة الخارجية لحل هذه المشاكل. وطالما أن العقوبات وFATF والسياسة الخارجية غير المتوازنة مستمرة، فلن تتمكنوا من بيع النفط بأسعار مناسبة”. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة ستواجه صعوبات حتى في استلام الأموال مقابل النفط الذي تم بيعه. وحذرت من أن هذا الوضع لا يضر فقط بمصلحة البلاد، بل يزيد من فقر الشعب أيضًا.
الوحدة الوطنية: شعار فارغ؟
كما شككت الصحيفة في مفهوم “الوحدة الوطنية”، واصفة إياه بأنه ليس أكثر من سراب. وكتبت: “السيد الرئيس، لقد أكدتم على الوحدة الوطنية في مقابلتكم، وهو مفهوم جيد في حد ذاته. ولكن طالما استمر المتطرفون في الهيمنة على الهيكل الإداري للحكومة، فلن يتحقق هذا الهدف أبدًا. ستظل الوحدة الوطنية شعارًا فارغًا. ولكي تنجحوا، يجب عليكم إزالة العقبات التي تعترض طريق الوحدة الوطنية، وأكبر هذه العقبات هو وجود المتطرفين”.
في الختام، أعربت صحيفة عن شكوكها حول الهدوء النسبي الحالي في إيران، واصفة إياه بأنه حالة مؤقتة ستستمر فقط طالما بقي الشعب يأمل في التغيير. وحذرت الصحيفة من أن الحكومة يجب أن تلبي توقعات الشعب المتعلقة بتخفيف الضغوط المالية، وتطبيق العدالة، واحترام حقوق المواطنين، وضمان الكرامة الإنسانية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه هي المطالب الأساسية للشعب، وإن تحقيقها يتطلب إجراءات جادة، وهي إجراءات لم تظهر بعد في أداء حكومة بزشكيان.
واختتمت الصحيفة بملاحظة حاسمة بأن نجاح الحكومة يعتمد على معالجة هذه القضايا الأساسية. وبدون تغييرات جوهرية، قد يتلاشى هذا الهدوء الهش بسرعة، مما يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والاستياء بين السكان.