أخبار من أمريكاعاجل
الولايات المتحدة تتعرض لخسائر نتيجة كوارث الطقس السيء تتعدى الـ 165 مليار دولار العام الماضي فقط
كشف تقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الولايات المتحدة تعرضت إلى 18 كارثة تتعلق بالطقس القاسي والمُناخ العام الماضي، حيث بلغت خسائر كل منها مليار دولار على الأقل، وتمثلت تلك الكوارث في شكل أعاصير وحرارة شديدة وبرودة وفيضانات مميتة وجفاف نتيجة تغير المناخ.
وعند حصرها معًا، تسببت الكوارث البالغة خسائر كل منها مليار دولار في البلاد، في أضرار لا تقل عن 165 مليار دولار على الأقل العام الماضي، متجاوزة كوارث عام 2021 من حيث الأضرار، كما تسببت في وفاة ما لا يقل عن 474 شخصًا.
وذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن إعصار إيان، العاصفة من الفئة الرابعة التي خلفت سلسلة من الدمار عبر منطقة البحر الكاريبي وفلوريدا، خلفت أعلى حصيلة خسائر اقتصادية قُدرت بنحو 113 مليار دولار، إضافة إلى 152 قتيلا.
في حين كانت ثاني أكبر كارثة من حيث الخسائر، هي موجة الحر الشديدة في الصيف والجفاف التاريخي، الذي امتد من الغرب الأمريكي إلى نهر المسيسيبي، وبلغ إجمالي أضرارها حوالي 22.2 مليار دولار.
وقالت الوكالة إنه على مدى السنوات السبع الماضية، تسببت 122 كارثة منفصلة تبلغ خسائر كل منها مليار دولار، في مقتل ما لا يقل عن 5 آلاف شخص وكلّفت الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار من الأضرار.
وفي الاجتماع السنوي لجمعية الأرصاد الجوية الأمريكية هذا الأسبوع، حيث سيقدم مسؤولو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) النتائج التي توصلوا إليها، يقول العلماء إن بصمات التغير المناخي تظهر في كل كوارث الطقس القاسية، حسب ما ذكرت شبكة CNN.
وقالت ستيفاني هيرينغ، عالمة المناخ في المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، للصحفيين، الاثنين إن “ما تعلمناه خلال العشرين عاما الماضية، هو أن الأحداث المتطرفة انعكاس لتغير المناخ”.
وأضافت هيرينغ أن الناس قد لا يلاحظون التغير الطفيف في متوسط درجة الحرارة العالمية، لكن هذه التغييرات “لها تأثيرات هائلة” على تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة.
وشهدت خمسة أعوام من السنوات الست الماضية، باستثناء عام 2019، كوارث تجاوزت خسائرها حاجز الـ100 مليار دولار، في إشارة إلى أن الظواهر المناخية المتطرفة أصبحت أكثر تكلفة وتدميرًا مع تسارع التغير المناخي.
وقال آدم سميث، عالم المناخ التطبيقي في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) الذي قاد إعداد التقرير، لشبكة CNN: “إننا نتحدث عن أموال كبيرة هنا، وهذا اتجاه آخر حيث التكلفة والتأثيرات كبيرة جدا، ولذا نحتاج إلى التفكير في كيفية التخفيف بشكل أفضل من الأضرار المستقبلية لأننا نعلم أن هذه الظواهر المتطرفة ستستمر في الحدوث”.
وكانت حصيلة الخسائر المالية العام الماضي، هي ثالث أعلى حصيلة مسجلة حتى الآن، بعد عامي 2020 و2021. لكن سميث أشار إلى أن التكلفة الإجمالية قد ترتفع عدة مليارات من الدولارات، بمجرد حساب أضرار العاصفة الثلجية في أواخر ديسمبر والبرد المفاجئ.
وقال سميث: “ما زلنا نحصي تكلفة هذه الكارثة التي جاءت في وقت متأخر جدا من العام الماضي، ولكن من الواضح أنها أكثر بعدة مليارات من الدولارات وستضيف إلى إجمالي ما لدينا بالفعل من خسائر والتي بلغت 165 مليار دولار، لذا، فإن إجمالي خسائر 2022 سيتجاوز فعليًا 165 مليار دولار، بمجرد إضافة آثار العاصفة الشتوية إلى هذا الرقم”.