من أرشيف رؤية

قناة الجزيرة… وصناعة الإرهاب في مصر…!                                                                               بقلم: مصطفى قطبي

من أرشيف رؤية 

في الأسابيع الأولى، وبعد حركة تصحيح مسار الثورة الذي شهدته مصر في 30 حزيران، بدا الأمر لكل المتتبعين أن الحرب ستكون في جزء كبير منها حرباً إعلامية وأن معركة الصورة ستكون أهم بكثير من معركة الرصاص. معركة الصورة بدت جديدة على الشعب المصري، وخصوصاً مع دخول إمبراطورية قطر الإعلامية في خضم المعركة، حيث تمتلك النفوذ السياسي والمالي.

في أي معركة عليك أن تتابع ما الذي يزعج عدوك وردة فعله تجاهه، وليعلم الكثيرون أن المعركة الآن هي لمعاقبة الشعب المصري أكثر منها لمعاقبة القيادة المصرية، لأن الشعب المصري بالكامل اختار الوقوف مع الوطن.

هي لعبة إعلام قذر ومأجور، وإرهاب إعلامي موصوف لاستهداف مصر في إطار ماكينة الحرب النفسية، والدلائل كثيرة، والحقائق واضحة أمام من أراد أن يحكم ضميره. فمنذ بدء المؤامرة على مصر، وماكينة إعلام ”الجزيرة” التابعة للنظام القطري المتآمر على مصر، يواصل فبركة الروايات والأكاذيب واختلاق ونسج شتى القصص الملفقة التي تستهدف مصر، حيث بات الإعلام التابع للأجندات الأمريكية والصهيونية في المنطقة يروج للمصطلحات التي تنطق بها ألسنة المسؤولين فيها والناشطين تحت مظلتها في عملية تعميم واضحة يمكن للمشاهد الفطن أن يكتشف من دون عناء أنها حرب نفسية إعلامية مدفوعة الثمن وبملايين الدولارات لم ير العالم مثيلا لها.


والمتابع لقناة ”الجزيرة”، ولاسيما خلال نشرات الأخبار التي تأتي دائماً على رأس الساعة، يرى كيف أن هذه القناة تضع الحدث المصري في مقدمة أولويات المشاهد مقارنة بالأحداث التي تخص دولاً أخرى، وتعطيه الحجم الأكبر من التغطية والتركيز عبر إضافة الأخبار المفبركة والتقارير المفخخة من أجل تسويق أمور بصورة متواترة بالشرح والنشر ضمنياً أو علنياًَ لتحقيق ما خطط له مسبقا، كالمطالبة ”بعودة المعزول ”مرسي” أو التدخل الخارجي، وفي المقابل تعمد هذه القناة نفسها إلى التقليل من أهمية الحلول السياسية الأخرى كوقف العنف واعتماد الحوار كحل سياسي سلمي للازمة.


وحين نتحدث عن قناة الفتنة والتحريض لابد من أن نتوقف طويلا عند قناة ”الجزيرة” التي تصدرت قائمة القنوات الشريكة في سفك الدم المصري باعتبارها منبراً حراً للإرهاب وذراعا تسويقيا له، ولا أحد ينكر عليها الأدوار المختلفة التي تفننت بها لقلب الحقائق وبث الأخبار الكاذبة والمخالفة للواقع، وشن حملة من الأكاذيب لتصعيد الوضع مصر.

 

لسنا هنا لنذكر أمثلة على ذلك (فالحقيقة كالشمس لا يستطيع أحد أن يحجبها) ولسنا هنا أيضاً من باب الهجوم على القناة، ولكننا سنحاول استعراض معلومات عن قناة ”الجزيرة”، ونحللها بهدف الوصول إلى جزء من حقيقة القناة ودورها السابق والحالي.

 

هي إذاً مجموعة من الأسئلة المنطقية حولها ونترك الإجابة للقارئ، وسوف نسلط الضوء على بعض من ممارسات ”الجزيرة” التي شكلت خطراً حقيقياً على الأمة العربية، وتلاعبت إلى حد كبير بعقل المشاهد العربي. ولا بد في البداية من الاعتراف بتلك الحرفية الكبيرة التي يؤدي بها كل العاملين في قناة ”الجزيرة” عملهم، وليس المهنية الكبيرة، إذ أن هناك فرقاً بين الحرفية والمهنية. فبينما تعني الحرفية إتقان الحرفة وصولاً إلى الإبداع فيها في بعض الأحيان، تعني المهنية أن تكون حرفياً مع مراعاة الأخلاق والصدق في العمل.

 

فجزيرة قطر ليست دولة بترولية ثرية ـ وإن كان الغاز المسال هو مصدر دخلها الأول ـ مثل السعودية أو الكويت لتتحمل كل هذا الإنفاق الخرافي على قناة الجزيرة بدون أي هدف. فأمير قطر له علاقات قوية جداً بأمريكا، وهو واحد من أفضل أصدقائها (أتباعها) وحلفائها في المنطقة وقد تجسدت هذه الصداقة (التبعية) في إقامة أكبر قاعدة عسكريه أمريكية في المنطقة في قطر، والرجل لم ينكر أبداً علاقته القوية بالكيان الصهيوني، الأمر الذي يجعله يقيم مكتب للتمثيل التجاري لإسرائيل في قطر بدون أي مبرر، وله تقريباً زيارات سنوية للكيان الصهيوني كما نعلم.

 

فهل ينفق الرجل كل هذه الأموال ليقيم وينشئ قناة إخبارية يمكن أن تعمل بحق ضد حلفائه وأصدقائه في واشنطن وتل أبيب؟

 

أما القول أن رغبة أمير قطر في إنشاء قناة تهتم بالديمقراطية في قطر وغيرها، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعي إنسان أن صاحب قناة ”الجزيرة” يؤمن بحريه الكلمة وحرية الإعلام، وأنه كلف نفسه كل هذا الإنفاق لخدمة ذلك، فهو أمير قطر، أي أن نظام الحكم أميري ملكي، الأمير فيه يحكم حكماً مطلقاً، لا وجود لمجلس شعب أو نواب ولا وجود لأي رقابة شعبية على إدارته هو أو حكومته لشؤون بلاده، بل ولا يجرؤ أحد من شعبه أن ينطق بكلمة عنه أو عن أسرته على الرغم من معرفتنا كيف تولى أمور الحكم؟ وما هي الصراعات التي نشأت داخل العائلة الحاكمة؟ وكيف تم تصفية الكثيرين من العائلة الحاكمة إن لم يكن جسدياً ففكرياً وعن طريق الإلغاء والإقصاء والحبس والإقامة الجبرية والإبعاد؟ وكثير منا يعرف دور الشيخة ”موزة” في إدارة شؤون الإمارة ورسم علاقاتها خصوصاً مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

فالكلمة الحرة الوحيدة التي يؤمن بها هي كلمة نفاق أو كلمة كاذبة تنفي عنه ما هو فيه، وأتصور أن وضع حرية الكلمة في قطر وحرية الإعلام في قطر أوضح من أن ينخدع أحد فيه، سيما وأن لا خبر عن داخل قطر منذ نشأة ”الجزيرة”.

 

إن مقولات ”الجزيرة” من مثل (الإعلام المحايد، والباحث عن الحقيقة)، هي أكاذيب صرفة. ولا يمكن تخيل إنفاق مبالغ طائلة لمجرد تقديم الحقائق، وهي نسبية على كل حال، فأي إعلام له هدف ورسالة محددة. ويعرف كل من عمل في الإعلام هذه الحقائق، كما يعرف أن المقولات المشار إليها، نظرية تماماً، ويتداولها الإعلاميون وأساتذة الإعلام، بوصفها ذاك.

 

لكن من يعمل في الإعلام، يعرف أيضاً أن هناك قواعد مهنية يجب مراعاتها، عند صوغ وتقديم الرسالة الإعلامية، كي تكون مقنعة وتحقق الهدف منها. ودون ذلك تصبح الرسالة على درجة عالية من الفجاجة، وتتعجل الوصول إلى الهدف بأية طريقة. وإذا كانت الوسيلة الإعلامية التي تقدم الرسالة على هذا النحو، قد بنت حضوراً لدى المتلقي فإنها تصبح أداة خطرة، بقدرتها على تمرير الأكاذيب بكونها حقائق منتهية، وهذا هو حال ”الجزيرة”.

 

و”الجزيرة” بهذا تمارس الميكافيلية في أوضح صورها، من خلال التضليل والخداع وبث الأكاذيب ما دام ذلك يحقق لها الشهرة وإثارة الجماهير والضغط على الحكومات وابتزازها، الأمر الذي أدى إلى التأثير على علاقة قطر بالبلدان العربية، لمسؤوليتها عن القناة وما تبثه، رغم زعمها بأنها تبث برامجها بحرية تامة ومن دون رقابة، لكن من الواضح أنها تعتمد حرية انتقائية.

 

وبما أن قناة ”الجزيرة” قناة قطريه أقامها حاكم قطر، وينفق عليها بأموال قطر، فالمنطق أن يكون الشأن القطري على قمة أولويات قناة الجزيرة. ذلك أن للإعلام دوراً مهماً في الرقي بمستوى الدول وفي تحقيق قدر من الرقابة والشفافية وغير ذلك. ولكن منذ أنشئت قناة ”الجزيرة” لم يحدث أن تعرضت في أي من برامجها إلى ما يحدث في قطر، موقف غريب حقاً…

فهل هو ناتج عن أن القائمين على قناة ”الجزيرة” يرون أن دولة قطر أصغر وأضأل من أن يهتم بها متابعو برامج ”الجزيرة”؟ أم أن قطر تحولت إلى جنة حقيقية على الأرض حيث العدالة والحرية وتكافؤ الفرص والمساواة وتوزيع الثروات، وحيث لا يوجد مشكلات تحتاج إلى أن تلقى عليها قناة الجزيرة الأضواء؟


أتصور أنه لا هذا ولا ذاك، فقطر دولة عربية ولها الكثير من المواقف التي قد نتفق معها أو نختلف معها ولكنها مواقف تستحق أن تناقش على قناة ”الجزيرة” والشأن الداخلي في قطر يهم كل عربي باعتبارها دولة عربية شقيقة، مثلما يهمنا أمر ليبيا والسودان والصومال وجزر القمر وكلها دول عربية، ولكن أتصور أن هناك خطاً أحمر على قناة ”الجزيرة” ألا تقترب أبداً من الشأن الداخلي في قطر.

 

وقناة ”الجزيرة” حريصة على التقيد بهذا الخط الأحمر، فكل العاملين بها يدركون حقاً ما قد يحدث إذا فكروا مجرد التفكير في تجاوز هذا الخط الأحمر الذي فرضه صاحب القناة، وبذلك لا يكون هناك أي مجال للحديث عن أن الانتصار لحرية الكلمة وحرية الإعلام كان أحد أسباب إنشاء قناة ”الجزيرة”.

 

اِن دولة قناة ”الجزيرة”، تحاول وبسلاح ”الجزيرة” تغيير الخريطة السياسية للمنطقة برمتها، ومصادرة القرار السياسي لقوى وَجدت نفسها مربوطة بخيط هذه الإمارة الصغيرة، ومعلقة في فضاء جزيرتها، فإما أن تنصاع وتعلن الطاعة (وتأخذ المال والدعاية) وإما بالإمكان إسقاطها بسهرتين تلفزيونيتين تحريضيتين. ويبدو أن حكام تلك ”الجزيرة” الإعلامية، انهمكوا في الدور تماماً، لدرجة أنهم يتصرفون في المنطقة الآن، كقوة عظمى.

 

قوة قوامها: محطة تلفزيونية ومليارات لا تحصى من الدولارات، ورصيد يبلغ صفراً من الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الإنسان.

 

أي أن الحراك العربي الذي بدأ لأجل الديمقراطية والحرية والمشاركة في القرار السياسي، ولأجل أن يكون المواطن العربي حراً كريماً في بلده، يراد له أن ينتهي عند عرش هذا الأمير النفطي أو ذاك، وهم التابعون أصلاً لقوى الصهيونية العالمية، ولا يملكون قياد قرارهم السياسي، ويقال لنا الآن، أن إعلامهم يعمل لمصلحة الشعوب وحريتها وكرامتها.

 

هؤلاء الذين يُعتبر انتقادهم من قبل أي مواطن في بلادهم جريمة لا تغتفر، ومن الكبائر التي لا كفارة عنها سوى القتل أو السجن أو النفي. لا بل إنهم يحرّمون التظاهرات شرعاً في بلادهم وفي هذا فتاوى شهيرة وواضحة.

 

فنحن لسنا في جملة من يتوهمون أن في وسع الخطاب الإعلامي لقناة ”الجزيرة”، ـ وهو خطاب إيديولوجي ـ أن يكون خطاباً ”موضوعياً” و ”محايداً” ومنزهاً عن أي انحياز. ولكن بين ”الحياد” الكامل و (المستحيل) والانحياز السافر المفضوح مسافة غير قابلة للاختصار.

 

فقناة ”الجزيرة” لا تخفي ميولها القرونوسطية ذات اللون الواحد الذي لا يمكن للمرء الخطأ حوله: فهي معادية للفكر القومي العربي، وإن تبدي بعض ما تقدمه على أنه عروبي بشكل ما، ولكنه في حقيقة الأمر ليس إلا من منظور إيديولوجي يحلم في عودة بسراب ”الخلافة العثمانية” البائدة.

أما اليوم فقد تبين للمواطن المصري تجييشها الذي لا يصب في مصلحة أحد إلا مشروعها القرونوسطية الذي لو تحقق فلن يحصد سوى المزيد من تشرذم وتابعية الشعوب العربية للآخرين غربيين كانوا أم ”عثمانيين جدداً” أم تتاراً مستجدين أم مماليك مستنسخين.

 

ولم يعد خافياً علينا اتخاذ ”الجزيرة” لـ ”القرضاوي” أباً روحياً لها، وهذا ما يبرهن ويثبت معطيات قرونوسطية ”الجزيرة” فهو الذي شرّع الاغتيال السياسي في أكثر من مرة، ومنها حين شرعن اغتيال ”القذافي” و”بشار الأسد” وثلث الشعب السوري… واليوم الدور على القيادة والشعب المصري…

 

فـ”القرضاوي” واحد من الذين شاركوا بكل وقاحة وصلابة في صنع المؤامرة الاستعمارية في قتل العرب فيما يسمى بالربيع العربي المصنوع في دهاليز وكالة المخابرات الأمريكية ومشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي وضع لبناته ”شمعون بيريز” واضعاً من نفسه داعية، يصول ويجول في خطاباته الرنانة معلناً وصايته على حقوق المسلمين جنباً إلى جنب مع أمير قطر، في مسرحية أمريكية بسلب هوية الإنسان العربي في القرن الواحد والعشرين، وهو بذلك لا يختلف عن الصهاينة في قتل العرب في فلسطين.

 

فقد بات أمر الشيخ ”يوسف القرضاوي” مفضوحاً في الشارع العربي ككل، بعد أن كشفت تدخلاته السافرة الأخيرة في الشؤون الداخلية لمصر، عن أنه يخطب وفقاً لأجندة النظام القطري وحلفائه من جماعة الأخوان المسلمين، لا وفقاً لأجندة وطنية تقوم على الحرية والعدالة والمساواة، مستغلا الدين وتأويله للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وفقاً لمستلزمات جماعة الأخوان وحلفائها في النظام القطري.

 

تناقض واضح يكشف أن انتقائية الشيخ لا علاقة لها بالدين أو الدفاع عنه وعن معتنقيه، ولكن موجهة سياسياً وفقاً لأجندة انتمائية وتمويلية إخوانية وقطرية، فهو كما أصبح واضحاً للعيان يعمل ويتاجر بالدين لحساب من ينتمي إليهم ومن يموله. وإذا ما عدنا إلى مرجعية فتاوى ”القرضاوي” زعيم أبواق الغواية والفتنة وزبانيته، لوجدنا أنه قد حسم أمره وأخذ خياره في الوقوف إلى جانب صف أعداء الأمة، والتحق بنواطير رأس مال الحقبة النفطية، وتحالف مع غزاة الوطن العربي.

 

أعرف أنه يمكن للكثيرين أن يتطوعوا للدفاع عن ”القرضاوي” ورفض كلامي، لا لشيء يستحقه الرجل، ولكن فقط لأنه رجل دين، والبعض يؤمن أن رجل الدين له حصانة أو قداسة، ولكني أقول وبعد كل الأخطاء القاتلة من مفتي الناتو، لم يعد له حصانة ولا قداسة، أرفض إلباسهما لأي فرد من المجتمع، ذلك أني أومن أن لا أحد فوق النقد والمسائلة، ومن أراد الديمقراطية وبناء مجتمع مدني، فعليه أن يعرف أن الأمور لا تستقيم مع أحد فوق القانون، بمن فيهم رجال الدين، وإلا رجعنا إلى العصور الوسطى التي لا عودة لها مهما افتعل المجرمون من مسوغات دموية لعودتها.

فقناة ”الجزيرة” انفضح أمرها، وأصبح أدائها الإعلامي مثل لوحة فسيفسائية جديدة من تركيب للألوان عجيب وهجين: من التعتيم الكامل على ما يجري في بلد، إلى التشديد الكامل على ما يجري في ثان إلى التحريض على نظام في بلد ثالث وهكذا دواليك، والضحية في هذا كله هي الرسالة الأصل: الخبر هكذا يتحول الخبر إلى موقف سياسي: بحجبه هنا وبتضخيمه هناك. بل هكذا يقع إنهاء الخبر من الأساس والتعويض عنه بالوقف السياسي.

 

انكشفت ”الجزيرة”، وانتهت مرحلة طويلة من التواطؤ، في التعامل مع هذه الوسيلة الإعلامية. ومع الانكشاف صار بالإمكان الإجابة عن كثير من الأسئلة التي كانت لغزاً محيراً، وأنتجت لمرحلة طويلة التواطؤ الذي أشرنا إليه. والسؤال الذي يطرحه أي مواطن عربي اليوم على إعلاميي قناة الجزيرة، ونعرف أنه ليس بمقدور إعلاميي قناة ”الجزيرة” الإجابة عنه ولو استعانوا بكل خبرات وإمكانات سادتهم وموجهيهم هو:

 

إلى أين تريدون الوصول بما تقومون به من تحريض على الفتنة وقتل الأبرياء، وتزييف الوقائع والافتئات على الحقيقة وفبركة الأحداث وتلفيق الاتهامات الباطلة ضد شرفاء الأمة العربية ومقاوميها الأحرار، وحماية الجماعات الإرهابية المسلحة وتغطية جرائمها الوحشية بادعاءات كاذبة مازلتم مصرين على نشرها وتكرارها والصراخ من هولها حتى بحّت حناجركم وانتفخت أوداجكم ومزقت سراويلكم و….؟


الشيء المخجل أنكم لم تخجلوا من أنفسكم أيها القادمون من بلدان المغرب والمشرق العربيين إلى قناة النفط والغاز الفضائية، على الرغم من معرفتكم بأنكم تكذبون وتلفقون وتخدعون على حساب كراماتكم وأخلاقكم، لكنها ضريبة البحث عن الغنى والثروة، ولن نقول الشهرة لأن أسماءكم وتاريخكم وعملكم صارت اليوم في الحضيض كما هو حال ”الجزيرة” التي تعملون فيها…

 

وستكتشفون حين تنجلي الحقائق قريباً وتجدون أنفسكم منبوذين على هامش الحياة الإعلامية العربية الشريفة والنظيفة والمعافاة، ومرفوضين في أوطانكم الأصلية والبديلة من الجميع حتى أقرب الناس إليكم، لأنكم كنتم صوت هذه القناة الطارئة والساقطة في ظلام الحقد والخيال بشرّ أعمالها وسيئ مواقفها، وستكتشفون كم كان الثمن الذي دفعتموه من كراماتكم ومستقبلكم ووجودكم غالياً ولن تسترجعوا شيئاً من أنفسكم وأحلامكم التي أضعتموها ركضاً وراء سراب خادع أغراكم به ممولو تلك القناة.

 

ألم تسألوا أنفسكم حين لهثتم نحوها: لماذا لا يوجد عاملون في تلك القناة من أبناء قطر التي أنشأتها إلا نادراً؟ ولماذا تعتمد فقط على المرتزقة (الأجانب) كما يسمونكم؟

 

إذا وجدتم الإجابة الصحيحة فستعرفون مدى المكابرة التي تستمرون فيها، وسترون من بعيد المصير الأسود الذي ينتظركم، وكل ما نأمله ألا يكون قد فات الأوان على التراجع عن الخطأ والعودة إلى الفضيلة التي طعنتموها كثيراً.


وما يحيرنا أيها المسؤولون والعاملون في تلك القناة أنكم بعد كل الفضائح التي غطتكم من الرأس إلى القدمين وعرت قنواتكم من كل شيء لم تستحوا، ما يعني ببساطة أنكم وقناتكم غائبون عن الوعي، ومن لا يستحي يفعل ما يشاء كما يقال، ولسنا بصدد تعداد هذه الفضائح لأن المشاهدين العرب في كل مكان يحفظونها عن ظهر قلب.

 

فنحن الآن لا نتحامل على قناة ”الجزيرة”، لكننا نريد كشف الحقائق والدعوة إلى أخذ الحيطة من إعلام ”الجزيرة” الموجه، وأن يدرك هؤلاء القائمون على هذه المحطة، بأنه كان لدينا فلسطين واحدة جريحة، وبفضلهم وفضل سياساتهم صار لدينا أكثر من بلد عربي جريح.

 

ألم يسألوا أنفسهم من المستفيد الأول من نشر الفوضى في عالمنا العربي؟ ولماذا لم تلعب قناة ”الجزيرة” دوراً إيجابياً يعود بالنفع على الأمة العربية وتلاحمها مادامت قناتهم تهتم بمصالح الأمة العربية وشؤونها بحسب ما يقولون، كأن تعمل على دفع الشباب للتظاهر والمطالبة بالوحدة العربية وفك حدود الدول العربية فيما بينها، وأن تشحن الشعوب للتظاهر لإيقاف الاستيطان في فلسطين وتحرير القدس الشريف المحتل.

 

فمعركتنا القادمة نحن مثقفي هذه البلاد العربية مع ”الجزيرة” التي طلّقت الروح المهنية وامتهنت الفتنة والتجييش، وأعطت لنفسها حق الوصاية على الشعوب وعلى حاضرنا ومستقبلنا.

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق