الأضطراب الوسواسى القهرى
ما هو أضطراب الوسواسى القهرى ؟
هو نوع من أضطربات القلق و يسبب أفكارا مزعجة متكررة تدعى ( وساوس ) يحاول الشخص المصاب بالوسواسى القهرى تكرار فعل أشياء معينة لطرد الوساوس منه و تدعى هذه الأفعال المتكررة بأسم ( الأفعال القهرية ) إن القيام بالأفعال القهرية يمنح المريض راحة مؤقتة من وساوسه لكن تجاهل الحاجة إلى القيام بهذه الأفعال يزيد من شدة قلق المريض و هذا الوسواسى فد يسيطر على حياة المريض أذا ظل من غير معالجة لكنه من أغلب الحالات يمكن معالجته بصورة فعالة عن طريق المعالجة الدوائية و النفسية .
كيف يؤثر الأضطراب الوسواسى القهرى على المريض ؟
قد يخلق لدى المريض أفكارا و مخاوف مبالغا فيها تدعى هذه الأفكار و المخاوف بأسم ( وساوسى ) و قد يعجز المريض عن ضبطها أو التحكم بها وقد تجعل الوسواس المريض بقومه بأفعال متكررة تدعى الأفعال القهرية و تكون الغاية من هذه الأفعال القبهرية هى التخلص من القلق المرتبط بالوساوس التى تنتاب المريض و قد يشعر المريض بضرورة القيام بهذه الأفعال لأنها تمنحه راحة مؤقته من الوساوس المزعجة و يشعر أيضا بأنعدام القدرة على التحكم بأفعاله القهرية أو ضبطهاو كثيرا ما تتركز الوساوس و الأفعال القهرية على موضوع محدد أو على فكرة محددة فقد يجعل هذا الإضطراب وساوس المريض هو تكرار غسل اليدي و يمكن أن يجعل إضطراب الوسواس القهرى المريض موسوسا بترتيب الأشياء فقد يعجز المريض عن مقاومة الحاجة إلى ترتيب الأشياء الموجودة على أحد الرفوف بحيث تتخذ إتجاها واحدة أو بحيث تفصل بينها مسافات متساوية تماما و مثالا آخر بوسوسة عدم إغلاق باب المنزل و يلتجأ المريض إلى تفقد الباب مرارا و تكرلرا للتأكد من إغلاقة و هذا يؤدى إلى التأخر إلى العمل أو المدرسة و تشتت الذهن ساعة المل و الدراسة بترك الباب غير مغلقا .
و قد يدرك المريض أن مخاوفه غير منطقية و قد يحاول تجاهل وساوسه أو يكف عن القيام بالأفعال القهرية المرتبضة بها لكن تجاهل الدافع الملح للقيام بالفعل القهرى يؤدى إلى زيادة قلق المريض و إضطراب الوسواس القهرى حالة مزمنة مستمرة لكن ترك هذه الحالة من غير معالجة يمكن أن يجعل الوساوسى و الأفعال القهرية تسيطر على حياة المريض .
ما هى أعراض الإضطراب الوسواسى القهرى ؟
تتألف أعراض أضطراب الوسواسى القهرى بالظهور على نحو بطئ خلال مرحلتى الطولة و المراهقة و الأعراض تزداد فى أوقات الشدة النفسية عادة.
أذكر أمثلة على الأفكار و المشاعر الوساوسية الشائعة ؟
١ـ الشك فى عدم أغلاق باب المنزل أو فى ترك الوعاء على النار
٢ـالقلق من التسبب فى إيذاء شخص ما فى حادث سير
٣ـ القلق بسبب عدم ترتيب الأشياء أو عدم أتخاذها أتجاها واحدا.
٤ـ التخيل عند المريض بتعرضه إلى الأذى عند الطفولة .
٥ـ الخوف من الجراثيم .
أذكر أمثلة للأفعال القهرية الشائعة ؟
١ـ المبالغة فى تكرار غسل الأيدى
٢ـ العد وفق نمط معين كالعد زوجا ٢،٤،٦،٨ أو العد وفق مضاعفات العدد مثلا العدد ٢ ٤،٦،٨،١٠
٣ـ نغلق الأبواب و إعادة تفقدها مرارا للتأكد من إغلاقها .
٤ـ التأكد بصورة متكررة من عدم ترك الوعاء على النار.
٥ـ ترتيب الأشياء بحسب أن تأخذ أتجاها واحدا.
تؤدى الوساوس و الأفعال القهرية الناجمة عنها إلى تغيير نمط سلوك الشخص المريض فمثلا يمكن أن يتعمد الشخص الذى يخاف الجراثيم إلى تجنب مصافحة الآخرين أو لمس الأشياء و هذا ما يسبب للمريض مشكلات كثيرة فى عمله و فى حياته الأجتماعية على حد سواء.
هل يؤدى الوسواس و الأفعال القهرية إلى ظهور أعراض جسدية ؟
نعم مثل :
١ـ تشقق جلد اليدين لكثرة الغسل .
٢ـ فقدان الشعر أو ظهور بقع صلعاء بسبب كثرة شد الشعر .
٣ـ الصراخ بكلمات نابية فى أوضاع غير مناسبة .
و حتى لا يشعر المريض بأى سرور عندما يقوم بتلك الأفعال و لكن قد تشعره براحة قصيرة مؤقتة من القلق الذى تسببه الوساوس و قد يسبب إعاقة المريض و يمثل خطرا على حياته و قد يمضى المريض شطرا غير قليل من وقته فى القيام بالأفعال القهرية إلى حد لا يترك له وقت كثيرا لفعل أى شئ آخر مثل الذهاب إلى عمله أو لقضاء زمن مع الأسرة و الأصدقاء .
ما هى الأسباب التى تؤدى إلى هذا المرض ؟
١ـ أسباب بيولوجيا و هذا يتضمن تغيرات فى كيميائية الجسم البشرى أو بطريقة عمل الدماغ.
٢ـ عوامل وراثية التى تنتقل إلى الإنسان من الأبوين فإذا كان أحد أبوى الشخص أو أحد أقاربه المباشرين مصاب بهذا الأضطراب فإن مخاطر ظهوره لديه تزداد.
٣ـ نقص مادة السيروتونين سببا لحدوث الأكتئاب أيضا .
٤ـ عوامل بيئية و هى تشمل مكان العمل و المجتمع المحلى أومكان الإقامة فقد تكون لإضطرب الوسواس القهرى علاقة بالعادات التى يكتسبها المرء فى هذه الأوضاع المختلفة .
٥ـ ظروف الحياة المتوترة الضاغطة إن الأشخاص الذين تكون لديهم ردود أفعال قوية على الشدة النفسية معرصون أكثر من غيرهم لمخاطر الإصابة بإضطراب الوسواسى القهرى .
قد يثير رد الفعل القوى على الشدة النفسية الأفكار الوسواسية و السلوكيات القهرية و المعاناة العاطفية المرتبطة بإضطراب الوسواس القهرى.
كيف يتم تشخيص المرض ؟
لابد من أجراء أختبارات نفسية و طبية لكى يساعد الطبيب التوصل على التشخيص الصحيح أو أستبعاد الأسباب الأخرى التى قد تكون سببا للأعراض التى تظهر لدى المريض .
و تشمل الآتى :
١ـ فحصا بدنيا للتأكد من صحة الجسم .
٢ـ فحوصا مختبرية للتحرى عن وجود المرض أو حالات صحية تسبب الأعراض .
٣ـ تقيما نفسيا للتحقق من الصحة النفسية وهى تتضمن أسئلة عن أفكار المريض و مشاعره و أنماط سلوكه.
و يخفى المريض بأنه مصاب بأضطراب الوسواس القهرى :
١ـ بوجود وساوس أو أفعال قهرية.
٢ـ إدراك المريض أن وساوسه وأفعاله القهرية غير منطقية أو مبالغ فيها .
٣ـ أن يكون للوساوس و الأفعال القهرية أثر شديد فى حياة المريض اليومية .
٤ـ أن تكون أفكارا و إندفعاته متكررة تؤثر فى حياة المريض وتسبب له الضيق.
٥ـ ألا تكون الأفكار المزعجة مجرد مخاوف نابعة من مشكلات حقيقية فى حياة المريض .
٦ـ أن يكون المريض قد حاول فعلا تجاهل أو ضبط تلك الأفكار و الأندفاعات .
٧ـ أن يعرف المريض أن هذه الأفكار و الأندفاعات ليست إلا نتاجا لعقله هو .
٨ـ أن يشعر المريض أنه مجبر على تكرار سلوكيات بعينها من قبيل غسل اليدين أو على تكرار أفعال ذهنية كالعد مثلا.
٩ـ أن يقوم المريض بهذه الأفعال أو السلوكيات للحيلولة دون القلق الذى ينشأ لديه نتيجة موقف أو هدث ما أو لتخفيف هذا القلق و قد يكون تشخيص اضطراب الوسواسى القهرى صعبا و قد تكون أعراضم شبيهه بأعراض إضطرابات نفسية إخرى مثل أضطراب القلق المعمم أو الأكتئاب أو الخصام .
و كيف تم علاج اضطراب الوسواسى القهرى ؟
١ـ معالجة نفسية ( العالجة الكلامية )
٢ـ معلاجة دوائية
٣ـ الأثنتين معا
المعاجة النفسية : و فيها تستخدم طرقا كالمناقشة و الإصغاء و تقديم المشورة من أجل معالجة الأضطرابات العقلية و العاطفية و السلوكية و أضطرابات الشخصية
و هناك نوع من المعالجة السلوكية يسمى ( التعرض و منع الأستجابة )
و هو مفيد جدا خلاله يجرى تعرض المريض للشئ الذى يطلق لديه الأفكار القهرية أو الوساوس و هذا يفيد المريض بتجنب الأفعال القهرية و التعامل السليم مع قلقه.
المعالجة الدوائية :
و فيها تستخدم الأدوية المضادة للأكتئاب و تزيد هذه الأدوية مستويات السيروتونين فى الدماغ فمن المحتمل أن تكون مستويات السيروتونين فى دماغه منخفضه و فيها قد يبدأ المريض بمعالجات دوائية مختلفة إلى أن يستجيب المريض لدواء ما و هذه الورة لا تقل عن ٣ـ٤ أسابيع لكن يبدأ المريض بالأحساس الجيد و المناسب له من ناحية قلقه ولا يجوز أبدا أن يبدأ المريض بتناول أى دواء أو يتوقف عن تناول أى دواء من غير أستشارة الطبيب أولا.
و قد تكون أحيانا معالجة أضطراب الوسواسى القهرى صعبة و قد لا تؤدى المعالجة إلى الشفاء كما يمكن أن يحتاج المريض إلى المالجة لمدة طويلة و فى بعض الحالات النادرة تماما و الشديدة جدا من اضطراب الوسواسى القهرى من الممكن أن تجرى محاولة للقيام بعملية جراحية على الدماغ للمساعدة فى تخفيف الأعراض لكن الجراحة تظل بالطلق الملاذ الأخير فى معالجة أضطراب الوسواسى القهرى .
بقلم/ الأستاذ الدكتور: أشرف الشافعي
أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك والحاصل علي البورد الأمريكي في طب الأدمان
للتواصل مع الطبيب
mail@mindwellnessmd.com amged@elmostaqbal.com