جريدة رؤية:
انفجرت ظاهرة الطلاق في المجتمع بشكل غير مسبوق حتي وصلت النسب الي40{2c289d7b2659ab6207670dd8e4d34cd2c245bfab6e6da19450a4f50a7bbfcf10} وفقا للإحصائيات الرسمية وأصبح اختيار شريك الحياة المناسب قرارا صعبا بالنسبة للشباب والشابات بل أصبح منهم من يخشي الإقدام علي هذه الخطوة خوفا من الطلاق وتبعاته. ربما تتعدد أسباب الطلاق لكن يبقي اتخاذ القرار هو الأهم والأصعب.
البعض يتزوج لأنه يحب.. أي أنه يختار بقلبه, وفئة أخري تتزوج من الشخص الذي تراه مناسبا او أن يحدث بينهما قبول او ارتياح.. لا أحد يعرف علي وجه الدقة لماذا كانت تدوم زيجات الأجيال السابقة التي قامت في الأساس علي زواج الصالونات, أي الترشيحات العائلية البحتة. أي أن الأسرة هي من تختار والبنت تتزوج ممن يرونه مناسبا لها فهو في النهاية ترشيح الأهل وارتياحهم.. اختلف الحال وتراجع زواج الصالونات او كاد يندثر مقابل ظهور ما يمكن أن نطلق عليه الزواج المرتب واتسعت دائرة الترشيحات فضمت الأقارب والجيران والمعارف والأصدقاء, ويسمح الأهل لابنتهم بالخروج وحدها او مع إحدي الشقيقات للقاء العريس المرتقب.. لكن هل تكفي هذا اللقاءات للحكم علي زوج المستقبل؟
اليوم تنتهي الكثير من الزيجات بالطلاق سواء المرتبة أو عن حب. لا فرق وتكون الإجابة المشتركة عن السبب.. سوء اختيار.
بالنسبة لريم فقد تزوجت بزميل دراستها بعد قصة حب زادت علي خمس سنوات في حين الزواج نفسه لم يستمر أكثر من سبعة أشهر, فبعد كل هذا الحب اكتشفت أن طباعهما مختلفة تماما. أما مروة فقد تزوجت بشاب رشحته لها إحدي زميلاتها في العمل وقابلته عدة مرات ولم تكن تعرف عما تسأل او ما هي الأشياء التي لابد أن تلتفت لها, لكنها وجدته شابا وسيما مثاليا يعمل في وظيفة جيدة وكل شئ يبدو فيه مناسبا تماما لها.. لم تستمر الزيجة أكثر من عام.. تقول: لم احبه ولم اكرهه في تلك اللقاءات لكني لم أجد سببا يدفعني لرفضه فتزوجنا, بعد الزواج أيقنت أنني لم أعرفه.
علي عكسها إيمان التي تزوجت من شخص رشحته صديقة أمها وكان اللقاء في أحد النوادي مع أمها وصديقتها ثم قابلته بدونهما عدة مرات وتزوجت بعد اللقاء الأول بثلاثة أشهر.. وتقول لا استطيع أن أقول إنني أحببته في حينها ولم تكن في ذهني فكرة واضحة عن الحب لكنني عندما عشت معه عرفت ما هو الحب..
لا يمكن أبدا التكهن بمصير الزواج هذه الأيام, واستمراره أصبح شيئا نادر الحدوث.. في كل الأحوال سواء كان الزواج عن حب او بطريقة مرتبة هل هناك معايير يمكنها أن تساعد البنت المقدمة علي الزواج في التعرف علي الشخص الذي تنوي الزواج به وتساعدها علي الخروج من متاهة البحث عن عريس.
يقول د.نبيل القط استشاري الطب النفسي: علينا أن نفهم أولا أن العلاقة الزوجية في كل الحالات تتكون في الغالب من ثلاثة عناصر أساسية هي الحب والمسئولية والارتباط, قد يحدث الحب الذي هو الانجذاب العاطفي والجسدي قبل الزواج, وقد يأتي بعد الزواج كما في النوع الثاني.
والارتباط بالعشرة فهو دخول كلا الشخصين في وجدان ووعي ولاوعي الطرف الآخر حتي يصير جزءا منه, و يحدث ذلك عندما نفسح للآخر مكانا داخل أفكارنا ومشاعرنا, فنعتاد شكله ورائحته وصوته وحضوره ويتحول بعد فترة إلي جزء من وجودنا البيولوجي نفتقده عندما يغيب ونطمئن عندما يحضر ونضطرب عندما يضطرب.
ويري استشاري الطب النفسي أن نوعي الزواج السابق ذكرهما, المرتب والتلقائي( الحب), يتشابهان في الأهداف العامة التي نرغب في تحقيقها من التواصل مع شخص يرغب في الارتباط بي, ولكن تختلف الآليات التي بها نستطيع الوصول لتلك الأهداف; وقبل أن تتزوجي من شخص عن حب واختيار حر تلقائي عليك أن تعرفه جيدا.. ما الذي يحبه ويكرهه, ماهي هواياته, درجات غضبه وتفاعله, موقفه من المرأة وحقوقها, ودرجة إيمانه بالمساواة وحقوق المرأة ونظرته لعملها وملابسها وطريقته في التعبير عن غضبه.
وأيضا معرفة قيمه العامة كالأمانة والشفافية والمسئولية واحترام الآخر, والتمعن في حياته الاجتماعية ومدي قدرته علي إقامة علاقات اجتماعية وصداقات ودرجة احتفاظه بهذه الصداقات ودرجه نشاطه وخموله في المجال الاجتماعي العام وأخيرا حياته المهنية من حيث الاستقرار في العمل, وطريقة تفكيره في المستقبل
وفي حالة الزواج المرتب ومع عدم وجود مساحة للحركة والمقابلات والتعارف كما في النوع الأول تختلف الآليات إذ علينا أن نكون أكثر تحديدا ودقة وسرعة في الوصول لأهداف التقارب, فلابد أولا من توفر عنصر أساسي وهو الشعور بالقبول العاطفي والجسدي والذي لا يكون بالضرورة انجذابا لأن الانجذاب يحتاج مزيدا من الوقت مع البنات المتحفظات ثقافيا.
ثانيا التعارف المتعمق للتأكد من وجود توافق ثقافي, فمن حقك الدخول علي صفحة الفيسبوك الخاصة به والتي سوف تمنحك الفرصة للتعرف علي توجهاته وآرائه واهتماماته ولغته وقيمه من خلال ما يحب ومالا يحب وتعليقاته وكتابته ومشاركاته.