جريدة رؤية

بعد أيام قليلة يتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عامه الأول، على رأس السلطة في الولايات المتحدة، وهو عام أثار فيه الرجل جدلا لم ينته بعد، بشأن طريقته في إدارة شؤون البلاد وتعامله مع العالم.

وقد ابتدع ترامب في إدارته لشؤون الرئاسة في الولايات المتحدة، أسلوبا لم يتبعه رئيس أمريكي قبله، وهو اتخاذه من تويتر منصة لتوجيه الرسائل، التي أتى معظمها برد فعل عكسي وضار، وأدت من وجهة نظر منتقديه الأمريكيين، إلى تقويض هيبته الرئاسية.

أما آخر التصريحات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها للرئيس الأمريكي، وقبل أيام من إتمام عامه الأول في سدة الحكم، فكانت وصفه دولا إفريقية ولاتينية، يأتي منها اللاجئون إلى الولايات المتحدة ب”البؤر القذرة”، وهو ما فجر موجة احتجاج في مناطق أخرى من العالم اتهمته بالعنصرية.

وكما كان ترامب مؤثرا داخليا وخارجيا بشكل عام، سلبا وإيجابا في عامه الأول، فإن الدول الإسلامية والعربية لقيت نصيبها من تأثير سياسة ترامب، وإن كان كثيرون يجمعون على أنها كانت سلبية في مجملها، خاصة بالنسبة للشعوب بينما كانت إيجابية فقط من وجهة نظر بعض الأنظمة في العالم العربي، التي تحالفت مع الرئيس الأمريكي لتحقيق مصالح تخصها.

وكان ترامب قد اختار أن تكون المملكة العربية السعودية المحطة الأولى لأولى رحلاته الخارجية، فعقد ثلاث قمم في الرياض، مع المملكة ومجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية، لكنه وعوضا عن تدشين عهده بتعاون إيجابي مع دول المنطقة فإنه أرسل رسائل أوحت بأنه ساع لجباية الضرائب، مقابل عقود ضخمة لبيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية.

كما بدا أن الرجل يسعى بشكل واضح إلى تعميق الشقاق والخلاف بين دول المنطقة، والذي لم تتأخر ملامحه إذ قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد زيارة ترامب للرياض، بفرض حصار كامل على قطر وسط حديث لمراقبين بأن ترامب، هو الذي أعطى الضوء الأخضر لذلك خلال القمة التي عقدها في الرياض، وأنه أوحي إليه من قبل بعض القادة العرب بأن قطر هي السبب الرئيسي وراء الإرهاب.

على مستوى القضايا الإسلامية بدا أيضا سجل ترامب حافلا خلال عامه الأول، بدءا بالتصريحات والقرارات المناهضة للمسلمين، والتي تراوحت بين اتهامهم بالإرهاب، وانتهاء بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والبدء بإجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها.

وكان ترامب قد بدأ عامه الأول كرئيس أمريكي، باتخاذ أول قرار يستهدف المسلمين، إذ حظر في 25 يناير 2017 دخول مواطني 6 دول عربية إلى جانب إيران إلى أميركا، قائلا إن الخطوة ستحمي الأمريكيين من الإرهاب ليقوم في السادس من آذار مارس التالي، بتوقيع مرسوم جديد يحظر السفر إلى أمريكا مستثنيا حاملي تأشيرات الدخول مسبقا والعراقيين.

وفي 29 يونيو، أعلن ترامب شروطا جديدة يجب أن يستوفيها مواطنو 6 دول ذات غالبية مسلمة، وهم إيران ليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، منها وجوب أن تكون لديهم علاقات أسرية او تجارية قوية في الولايات المتحدة، وذلك من أجل أن يحصلوا على تأشيرات دخول إلى البلاد.

لكن قرار ترامب الذي أثار كل العرب والمسلمين في أنحاء العالم، جاء في السادس من كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، عندما أعلن الرجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي فجر أكبر موجة احتجاجات في دول العالمين العربي والإسلامي.

ويبدو أن ساكن البيت الأبيض يأبى أن ينهي عامه الأول في السلطة كرئيس للولايات المتحدة، دون اتخاذ قرارات ذات مردود سيء على العالمين العربي والإسلامي، فيوم الجمعة الماضي 12 كانون الثاني/ يناير، وقع ترامب للمرة الأخيرة على تمديد تجميد العقوبات على إيران، في إطار الاتفاق النووي معها وهو ما يعني أن الاتفاق الذي وقعته طهران مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى، قد يكون في مهب الريح بعد انتهاء المئة والعشرين يوما القادمة، وقد طالب ترامب بإجراء تعديل على الاتفاق من أجل التوقيع مجددا على تجميد العقوبات على إيران، وهو ما رفضته طهران بشدة كما رفضته روسيا والأوربيون ايضا.

ورغم رؤية كثيرين لحصاد العام الأول للرئيس الأمريكي ترامب في السلطة، على أنه كان سلبيا تجاه معظم الدول العربية والإسلامية، إلا أن هناك من يرحبون بسياساته في المنطقة خاصة في دول الخليج، ويرون أنه يستهدف تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، ويعتبر مراقبون أن ترامب كان وراء صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطة، والمراهنة عليه في إطار سعي يصفه البعض بأنه جدي من أجل إيجاد حل نهائي للمشكلة الفلسطينية.

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version