إعلاءً لإسم مصر التي يحمل لها أبناءها الذين هاجروا كل معانى الوفاء، قام بيتر جوزف بطرس بتقديم شيك بمبلغ ربع مليون دولار أمريكى (250 الف دولار) تبرعاً منه بالنيابة عن أسرته وتكريماً لذكرى والدته الراحلة (فيوليت) والتبرع لصالح مستشفى ستاتن آيلاند الجامعي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية.
بداية القصة كانت ان جوزف بطرس إبن الإسكندرية البار الذى هاجر إلى أمريكا منذ قرابة 40 سنة، واستطاع بالصبر والإخلاص في العمل ان يصبح خبيراً في مصلحة الضرائب الأمريكية، وحاز على ثقة رؤساءه وكبار المسؤولين. وعندما إنتهت خدمته، كرمته إدارة الضرائب في حفل متميز حظى بحضور بعض كبار المسؤولين بمدينة نيويورك .
إن التميز والنجاح الذى حظى به جوزف بطرس لم يكن بسبب تفوقه في العمل فحسب، بل هناك جوانب أخرى مضيئة أبرزت إسمه في المجتمع المدني الأمريكي. فقد كان ناشطاً سياسياً وثقافياً واجتماعياً حيث أسس جمعية أهلية إهتمت بالثقافة والفنون وتبادل المعرفة بين الشعوب وداوم على إقامة احتفال سنوي بإسم مصر في جامعة (واجنر) بمنطقة إستاتن آيلاند التي إستقر وعاش فيها مع أسرته.
كما كانت له مشاركات على مستوى مدينة نيويورك في الإحتفال السنوي الذى يقام تحت عنوان “مهرجان الشعوب” حيث كان حريصاً هو وابناؤه واصدقاؤه ان يُعَرِّف العالم بمصر وحضارتها؛ وكان يعمل على تنشيط السياحة بمصر بإقامة المعارض والندوات والتحدث بإسم مصر في المحافل والمنتديات الهامة.
نجح أبناء جوزيف -بيتر ومارك – بامتياز في تملك وإدارة مطعم من أفخر وأرقى المطاعم بالمنطقة واطلقا عليه اسم “فيوليت” من أجل تخليد ذكرى والدتهم التي رحلت عن عالمنا منذ 17 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان.
وقد دعا بيتر جوزيف بطرس ممثلي هذا المستشفى الذى وقف بجانبهم وبجانب مجتمع نيويورك متعدد الثقافات والأعراق إلى إحتفالية لتسليم هذا التبرع إهتمت بها وسائل الإعلام الأمريكية لما فيها من معنى ورمز. وشارك في الحضور شخصيات سياسية هامة تهتم بالشأن العام وحوار الحضارات وتشارك جوزيف بطرس أنشطته الهادفة لرفع الوعي الثقافي للمجتمع الأمريكي عن الحضارة المصرية ودورها في نشر وبث روح السلام والمحبة حول العالم. وقد ألقى جوزيف بطرس الكلمة الإفتتاحية لهذا الحدث قائلاً: “إن لهذا التبرع أكثر من معنى ودلالة. فنحن أبناء مصر الذين هاجروا وعاشوا ونجحوا في هذا البلد، ومن الجَميل أن نرد جزء من الجِميل. فهذا المستشفى – بل والمجتمع المحيط بأسره – قد ساعدونا كثيراً في أوقات المحنة؛ والأهم من ذلك أيضاً أننا أردنا أن نبعث برسالة للمجتمع الأمريكي الذى نعيش فيه أننا – المصريين الأمريكان – فخورون بالعيش على أرض أمريكا واننا أعضاء فاعلون ومؤثرون في هذا المجتمع؛ وأننا بإسم بلدنا العظيم مصر نتشرف بان نتبرع بهذا المبلغ للأعمال الإنسانية التي تقدمها المستشفى. إننا أردنا أن يرى المجتمع الأمريكي البعد الهام والمفيد من وجودنا كمهاجرين، لذلك أردنا أن نرفع إسم مصر والمصريين عالياً”.
وجدير بالذكر أن السيد جوزيف وأبناءه بيتر ومارك ولفيف من رجال أعمال الجالية المصرية يستعدون لإطلاق حملة دعاية مكثفة لمجموعة رحلات إلى مصر. تهدف تلك الحملة إلى تشويق السائح الأمريكي لزيارة مصر والإطلاع على ما تملكه من آثار وكنوز.
ومن حسن الطالع أن يتزامن ذلك الحدث وتلك النية مع حدث هام عُقِدَ في جافيتز سنتر بنيويورك الأسبوع الماضي تحت عنوان “المعرض العالمي لتنشيط السياحة” الذي حاز فيه الجناح المصري على إعجاب الكثيرين، حيث قدمت فيه هيئة تنشيط السياحة المصرية عروضاً مدروسة تدعو للفخر.
ونقول أنه يجب علينا كمصريين أن نزيد من تلك المبادرات، لأنه عندما يتبرع مصري-أمريكي بإسم مصر بمبالغ قيمة للأعمال الخيرية أو المجتمعية في أمريكا، فان المردود سيكون كبيراً جداً لأنه سيصب في صالح الصورة الذهنية للجالية المصرية في أمريكا بشكل عام، وكذلك في صالح وطننا الحبيب مصر وأولا وأخيرا في صالح الصورة الذهنية الحقيقة للمصريين وأيضا في صالح دعم القوى الناعمة المصرية التي تسعى جاهدة لإعلاء إسم مصر على جميع الأصعدة.