شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجوما شديدا على وزارتي العدل والخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي
(أف بي آي)، منددا “بالكذب والفساد” في هذه المؤسسات، وذلك على خلفية تفاعلات جديدة في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
واندلعت هذه المواجهة بعدما أعلن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز أمس الجمعة إقالة ماكيب بناء على تقرير من المفتش العام لوزارة العدل، وهو ما أشاد به ترمب، ولمز به على الفور جيمس كومي قائلا إنه يعرف كل شيء “كم كذبة؟ وكم تسريبا؟”.
وقال كومي في تغريدة على موقع تويتر اليوم السبت مخاطبا ترمب “السيد الرئيس، الشعب الأميركي سوف يسمع روايتي قريبا جدا، ويمكنه أن يحكم بنفسه من هو الشريف ومن ليس كذلك”. يشار إلى أن كومي يعمل حاليا في كتمان شديد على إعداد كتاب من المتوقع أن ينشر الشهر المقبل.
في الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام أميركية إن ماكيب سلم المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي روبرت مولرنسخة من محادثاته مع ترمب في البيت الأبيض.
وقال مصدر إن ماكيب يحتفظ بمذكرات تفصيلية عن تعاملاته مع ترمب، وفقا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس ووكالةرويترز. وكان كومي أيضا قد قال للكونغرس إنه يحتفظ بمذكرات تفصيلية لأحاديثه مع ترمب.
من ناحية أخرى، علق مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان عبر موقع تويتر على نبأ إقالة ماكيب، موجها كلاما شديد اللهجة إلى ترمب قائلا “عندما يكتمل فسادك ستأخذ مكانك كشخص مذموم في مزبلة التاريخ”. وأضاف “ربما تقدم ماكيب كبش فداء، لكنك لن تدمر أميركا. أميركا ستنتصر عليك”.
الكذب والفساد والتسريب
ورد الرئيس الأميركي بالقول إن هناك “قدرا كبيرا من الكذب والفساد والتسريب في وزارتي العدل والخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي”.
وقد قال ماكيب في بيان مطول ردا على قرار إقالته إنه تعرض لاستهداف سياسي بسبب تأكيده أقوال جيمس كومي أن ترمب حاول الضغط عليه لإنهاء التحقيق بشأن التدخل الروسي.
وأضاف ماكيب أن “هذا الهجوم على مصداقيتي جزء من محاولة أكبر لتشويه سمعة العاملين في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وأجهزة إنفاذ القانون والمخابرات بشكل أعم”، وكان ترمب قد انتقد ماكيب مرارا.
وتأتي إقالة ماكيب قبل يومين من بلوغه الخمسين، وهي السن التي تخوله التقاعد من “أف بي آي” مع الحصول على معاش كامل. وكان ماكيب قد ترك موقعه نائبا لمدير أف بي آي في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنه ظل في عطلة حتى موعد تقاعده.
وقال تقرير المفتش العام لوزارة العدل إن ماكيب ضلل المحققين بشأن اتصالاته مع صحفي سابق بصحيفة وول ستريت جورنال، كان يكتب عن دوره في التحقيقات مع المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، بما في ذلك تحقيق بشأن مؤسسة عائلة كلينتون الخيرية.