محتويات كتاب منجم السكري
الباب الأول : السؤال بدايه المعرفه
الباب الثانى : من هو سامى الراجحى
الباب الثالث : لماذا عاد الى مصر ليبدأ مشروعاً قومياً ناجحاً
الباب الرابع : الصعوبات والمعوقات التى واجهته وكيفية التعامل معها
الباب الخامس : بلدنا لا يخلو من المخلصين ومواقفهم المشرفة والمشجعه
الباب السادس : اين كنا واين نحن الآن وماذا ينتظرنا فى المستقبل
الباب السابع : المشروع فى صور
الباب الثامن : لقاءات على الطبيعه مع
- مجموعات مع العاملين المصريين
- الخبراء الأجانب
- ابناء المنطقة ” اصحاب البلد “
الباب التاسع : أحلام اصحاب المشروع
الباب العاشر : التنمية البشرية
الباب الحادى عشر : الإدارة العائلية
الباب الثاني عشر : الاستثمار في بلدنا على طريقة انت وبختك
الباب الثالث عشر : مفهوم التنمية والنهضة
الجيولوجي سامي الراجحي صاحب مدرسة سيدنا أيوب ( مشروع منجم السكري )
منجم السكرى المفترى عليه والصابر علينا
الباب الأول : السؤال بدايه المعرفه
المثل الصينى الشهير يقول بأن الإنسان عندما يسال سؤالاً يبدو جاهلاً بعض الوقت وإن لم يسأل ليعرف فسوف يظل جاهلاً مدى الحياه . وحبى للمعرفه جعلنى لا أتردد فى طرح سؤال بل ومزيد من الأسئله فطريق المعرفه يبدأ بالدهشه والتى تفتح المجال للسؤال . حدث ذلك منذ 15 عاماً عندما وقعت عيناى على لافته على الجدران تحمل اسم الشركة الفرعونية لمناجم الذهب ولوحة آخرى بجوارها تحمل اسم سنتامين ايجيبت ليمتد . وطرقت الباب لأعرف أى شئ أو اى انسان لأفهم منه من خلف جدران المبنى أو من خلف هذا الباب .. وينفتح الباب لأجد أمامى من يرحب بى بإهتمام وأقدم له نفسى على إننى أعمل بالصحافه وقد لفت نظرى العنوان وأود أن أعرف وأن أفهم .. وظهرت إبتسامه لها معنى تدل على إن صاحب المكان يسعد بمن يسأل ليعرف وكان رده بكل الود والترحاب بأن الموضوع كبير وأن الكلام كثير يحتاج لبعض الوقت والصبر ويفضل أن تكون ضيفنا لتعرف أيضاً وبدقة . وفى دقائق أعد لنا فنجانين من القهوه وبدأت أسمع القصه من بدايتها حيث كان الوضوح والصراحه والموضوعية والتسلسل المنطقى لفكرة المشروع الذى كان حلماً وصار واقعاً على الأرض وكنت اتابع بحرص شديد كلامه وشرحه وتزاحمت الأسئله فى رأسى وفضلت ألا أقاطعه حتى تتاح لى فرصة أن أعرف اكثر وربما أسأل أقل . وجدتنى أمام شخص متميز كله حيوية وإقتناع تام بالعمل الذى يقوم به وكانت سعادته غامرة بأن يلتقى بنوعيه من الناس من بلدنا تسأل للمعرفه حيث إعتبرنى واحداً منهم .. ومع رشفات من فنجان القهوة ناولنى كارت التعارف الخاص به Business Card لأقرأ أسم سامى الراجحى وإندهشت كغيرى وسألته السؤال التقليدى هل أنت من عائلة الراجحى السعودية صاحبه البنوك وإلإستثمارات الماليه وضحك قائلاً أن معظم الناس يعتقدون ذلك لكن الحقيقة أن عائلتى عاشت فى مدينه رشيد وسألنى إن كنت أعرفها أو زرتها وضحكت حيث قدمت له كارت التعارف الخاص بى ايضاً وعندما قرأ اسم محارم ضحك لأننا أيضاً من عائلات رشيد المعروفة .. ومعنى ذلك اننا بلديات وهذا ما يزيد من أواصر الإهتمام والمعرفه وشكرته على الوقت والجهد والمعلومات التى زودنى بها وقررت أن أكتب مقالاً بعنوان ” الذهب يظهر من جديد فى أرض الفراعنه ” قدمت فيه تعريفاً وتلميحاً للمشروع الذى لم يكن يعرف عنه الكثيرين ونشر هذا المقال فى الصحف الأمريكية الصادرة باللغة العربية والتى تخاطب أبناء الجاليتين المصرية والعربية فى أمريكا . وتلقيت إتصالات عديدة من زملاء واصدقاء لى يعملون فى مجال الإعلام أبدوا رغبتهم فى التعرف على المشروع وصاحبه حتى تتاح الفرصه للرأى العام أن يدرك بأن مصر ليس لديها ثروات فقط بل لديها طاقات وامكانات بشريه تفخر بها امام العالم وحدثنى مسئولى النادى العربى بالأمم المتحدة ” الدكتور عصام البدرى والسيده زيزى الفايد حيث طلبوا منى إمكانية توجيه الدعوة للجيولوجى سامى الراجحى لكى يلتقى بأبناء الجالية فى نيويورك ويحدثهم عن هذه التجربه العظيمة ايضاً محطات تليفزيون عربيه ووسائل إعلام مختلفة كان لديهم نفس المطلب . وإهتمامى بالموضوع جعلنى أتواصل مع أصحابه فى رحله كانت مثيرة إدراكاً منى وتقديراً بأن صاحب الحلم دائماً يريد أن يرى من حوله مجموعه من الحالميين كمثله تماماً لا يعرفون للياس طريقاً . لقد حكى لى سامى الراجحى أن رحله عودته من أستراليا الى مصر كانت ربما بسبب شخصى أو عائلى يعود لإنبهار زوجته الإسترالية عندما زارت مدينه رشيد ورأت نهر النيل وإقترحت على زوجها أنها تشعر براحه نفسية فى هذه الأجواء فلماذا لا تكون إقامتهم هنا لبعض الوقت وجاءت الفكرة لكى يقنع سامى الراجحى زملائه وشركاءه بالعمل بأن الوقت ربما يكون مناسباً للعمل فى مشروع الرمال السوداء والتى تتجمع فى الدلتا عند مصب نهر النيل عند لقاءه بمياه البحر الأبيض المتوسط وهذه المنطقه يطلق عليها برج رشيد والتى ذكرت فى القرآن الكريم ” بينهما برزخ لا يبغيان ” تفاصيل المشروع ببساطه كانت تتعلق بتجميع الرمال السوداء من على الشاطئ وفصل المواد المشعه حيث تتسلمها هيئة الطاقة النووية وأن هناك عناصر آخرى ثانوية تدخل فى صناعة الحديد والصلب ولأسباب كثيرة يتعلق معظمها بالروتين الحكومى واجهت بسببها الشركة مشكلات وعقبات وتوقف العمل بالمشروع لأسباب خارجه عن إراده اصحاب الشركة . ولأن الشركاء الإستراليين كان لديهم إحساس بأن سامى الراجحى يميل للبقاء فى مصر بعض الوقت لأنها وطنه ولم يكونوا على نفس درجه الحماس فى أن تكون لهم مشروعات بمصر فإنهم قد وجهوا له نصحاً أو رأياً بأن يكتفوا بهذا القدر ويعود سامى لمهام عمله بالشركة فى إستراليا حيث كانت الشركة فى نمو دائم ومستمر وتتلقى عروضاً للعمل فى أماكن مختلفه من أنحاء العالم . سامى الراجحى لا يعترف باليأس ولا يرضخ لمحاولات إفشاله حيث لديه طموح كبير ووطنيه صادقة ولذلك بدأ التفكير جدياً فى طرح مشروع البحث عن الذهب .. ولم يكن أحداً على درايه أو إحساس بجدية الموضوع ومع ذلك كان لديه الإصرار على أن يقدم دراسات وابحاث فتحت أمامه الباب ليكون هناك أمل فى أن توضع مصر على خريطة الإستثمار العالمى فى مجالات التعدين وخاصه الذهب . وكانت منطقة مرسى علم وجبل السكرى هى موضوع الدراسة والبحث وايضاً ومع توقيع الإتفاق مع الجانب الحكومى ممثلاً فى هيئة الثروة المعدنية والتى تتبع وزارة الصناعة حيث فى فترات معينه كان الدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة والذى كان متفهماً بشكل علمى وعملى طبيعة العمل فى المناجم وكان يرى أن هناك مستقبلاً واعداً لهذه الشركة ينقل مصر الى مجال المنافسة العالمية ويجذب مزيداً من المستثمرين . وترك د. إبراهيم فوزى منصبه ليأتى من بعده الوزير على الصعيدى حيث لم يكن متحمساً بنفس الدرجة بل إن تصريحاته الرسمية كانت تشكك فى إمكانية وجود ذهب بكميات تجارية فى مصر وأننا عشنا من ايام الفراعنه مئات السنين لم نستخرج جراماً من الذهب فلماذا هذه العجلة الآن .. وكانت هيئة الثروة المعدنية ربما متأثرة بوجهه نظر الوزير مما وضع الشركة فى موقف صعب فالقائمين على العمل بهذه الأجهزة الحكومية لم يكونوا بالضرورة يحملون من المقدرات العلمية أو المهارات الفنية ما يجعلهم قادريين على إستيعاب التفاصيل وهذا هو السبب فى أن تظل قوانين التعدين المصرية متحجرة وبعيدة كل البعد عن روح الموضوعية أو المنافسة ولذلك لا نجد أحداً من المستثمرين على مستوى العالم يقبلون على العمل أو الإستثمار فى مصر حيث أن المخاطر كثيرة وشروط التعاقد مجحفة . أدركت مع الوقت ومزيد من الإقتراب والفهم أن أصحاب هذا المشروع لديهم مهمتين أساسيتين ولا تقل إحداهما فى الأهمية عن الآخرى .. أولاً : حملة أعلامية موضوعية تتحدث عن الموضوع بشفافية حتى تلفت نظر اصحاب القرار فى أن يروا أوضح ويلمسوا عن قرب ويدركوا خطورة أن يتعرض مشروع بهذا الحجم وبهذة الأهمية للمعاناه التى تضيع الفرصة على اصحابه وعلى مصر فى أن تضع قدماً واثقاً وبصمة قوية فى ساحة خريطة التعدين على مستوى العالم .. ويصاحب هذه الحملة دعم سياسى ايضاً من خلال التواصل مع اعضاء فى البرلمان المصرى تكون لهم الخلفية العلمية والقدرة والإرادة السياسية على طرح الموضوع للنقاش ومحاولة تذليل العقبات التى تواجة هذه الشركة ولقد بدأت خطة الحملة الإعلامية بعقد ندوات أو لقاءات مع مؤسسات المجتمع المدنى وجمعيات رجال الأعمال وأندية روتارى والنقابات المهنية المتخصصة كنقابة المهندسين والجيولوجيين والجمعية الجغرافية وغيرها من الجهات العلمية التى وجهت الدعوة للجيولوجى سامى الراجحى أن يتحدث عن مشروع إستخراج الذهب من جبل السكرى أيضاً أتيحت الفرصة لمسئولى الشركة أن يكونوا ضيوفاً على بعض البرامج التليفزيونية الجادة والتى قدمت صورة للجماهير عن مدى أهمية هذا العمل فى دعم الإقتصاد المصرى وإتاحة فرص عمل لأبناء هذا الشعب ايضاً بدأت الصحف والمجلات تلقى الضوء بشكل مكثف على هذا المشروع الهام مما ساعد فى تكوين رأى عام يشكل ضغط غير مباشر على المسئولين بأن يعطوا مزيداً من الإهتمام لهذا المشروع الهام . قدم الكميائى سامى الجندى رئيس مؤسسة العلميين الدوليين ونائب رئيس مجلس التعاون الأوروبى وعضو مجلس الشعب عن دائرة الرمل بالاسكندرية بعد دراسته الجاده وإستماعه لشرح عن أهمية المشروع والعقبات والمشكلات التى واجهت القائمين عليه وجه إستجواباً من خلال لجنة الصناعة فى مجلس الشعب أزاحت الكثير من سوء الفهم الذى أحاط بالمشروع وربما كانت تحدياً على المستوى المهنى والعلمى والسياسى لنائب مجلس الشعب والذى وصفته قيادة المجلس بأنه نائب محترم يرعى ضميرة ويخلص لعمله .. المناقشات والدراسات والمعلومات والزيارات التى تمت الى الموقع أشارت الى أن هناك تعمداً بتعطيل العمل وربما أشارت التحقيقات الى أن اصحاب الشركة إن لم تدرك الإدارة الحكومية مدى خطورة هذا الإهمال الجسيم فإنهم قد يلجأون الى التحكيم الدولى لإنصافهم وفى هذا إحراج شديد للحكومة المصرية . غادر الوزير على الصعيدى وزارة الصناعة وعلى الفور إنتقلت مهام ومسئوليات هيئة الثروة المعدنية لتكون تبعيتها لوزارة البترول حيث المهندس سامح فهمى كان أكثر تفهماً لطبيعة عمل الشركة ومن ثم قدم لهم وعوداً عملية بحل مشكلاتهم وسحبت الشركة الشكوى المقدمة للتحكيم الدولى وصارت الأمور بشكل أفضل من الفترة السابقة عندما كانت هيئة الثروة المعدنية تتبع وزارة الصناعة . الغريب فى الأمر أنه مع بدايه تألق وإزدهار الموضوع على الساحة المحلية والعالمية نجد أن رئيس الشركة سامى الراحجى يجوب العالم ويلتقى بالمستثمرين فى هذا المجال من خلال حضوره ومشاركته فعاليات المؤتمرات الدولية الخاصة بالتعدين حيث إلتقى فى إحدى هذه المؤتمرات بشركة متخصصة تعد فيلماً وثائقياً عن إنتاج الذهب فى العالم وأقنعهم بأهمية منجم السكرى وحضروا الى مصر فى ضيافته وسجلوا فيلماً وثائقياً مميزاً أذاعته قناه ديسكفرى مما كان له أثراً إيجابياً على المشاهدين خاصه المتخصصين منهم فى مجال التعدين .
الباب الثانى : من هو سامى الراجحى
يقال بان معرفة الناس كنوز وإذا كنا نتحدث عن مكتشف الكنوز فنحن امام شخص يجب أن نعرفه بكل الأبعاد طولاً وعرضاً وعمقاً إذا كانت المعرفة قوة فإن معرفتنا ببعض الناس تعتبر قوة فى حد ذاتها وعندما تلتقى مع الجيولوجى سامى الراجحى تجد نفسك تسال سؤالاً وتتوقف بعد ذلك لأن حديثه يبدأ ولا ينتهى ويقدم لك الكثير والذى يغنيك عن السؤال إلا أننا جميعاً نظل فى حالة إنبهار لغزارة المعلومات وقوة الحجة والثقة فى النفس والقدرة على أن يجعلك تتفائل رغم أن كل حياته وتعاملاته مع الأجهزة الحكومية فى مصر لا تتيح له ولا لغيره اى مجال للتفاؤل لكنه صاحب قدرات خاصة يعرف ما يريد ولا يوجد فى قاموسه العملى والشخصى كلمة مستحيل وعندما يشير الى خبراته فى مجال التعدين والتى تجاوزت نصف قرن حيث شارك فى إكتشاف وتطوير العديد من المشاريع التعدينية الكبرى حول العالم ويؤكد الى أن مشروع السكرى حالة خاصة حيث منحه الإحساس بالفخر والفرح والإعتزاز لكنه فى نفس الوقت وذلك هو المدهش سبب له كثيراً من الحزن والألم وكانت سعادته رغم المصاعب أنه إستطاع أن يدخل صناعة تكنولوجيا جديدة لبلده الحبيب مصر وهذه الصناعة على حد قوله قد ضخت وسوف تضخ مليارات الجنيهات فى شرايين الإقتصاد المصرى ووضعت مصر على خريطة العالم التعدينية وحسب إدراكه وتوقعاته فإن ذلك سيجلب بإذن الله مزيداً من الإستثمارات فى هذا المجال البكر .. إنه منجم واحد حيث البدايه قد خلق فرص عمل متميزة ومجزية لأكثر من خمسة آلاف أسرة مصرية وسعادته كانت ولا زالت غامرة لأنه رأى أفراداً مصريين قد تعلموا المهنه من منجم السكرى وهم يمارسون الآن صناعة التعدين فى بلاد آخرى هذه السباب جميعهاً كانت دافعاً له ليشعر بالفخر والإعزاز والفرحة .. لكن الأمر المحير والذى جلب له هذا الألم والحزن هذا الهجوم الممنهج على منجم السكرى وهو يعتبر أن جزءً من هذا الهجوم ربما يكون نتيجة عدم وعى أو قله معرفة وهذا وارد لكن الجزء الأكبر وللاسف الشديد هو إغتيال مقصود للتدمير للمشروع الإقتصادى الأول من نوعة فى العصر الحديث لهذا الوطن ومما يدعو للاسف إن هناك إتهامات ساذجه لا يصدقها عقل ناضج تدعوا للقلق خاصة فى هذا التوقيت الحرج من حياه مصر إن الإعلام الباحث عن الإثارة والفضائح ونشر الأكاذيب فى ظل غياب القانون قد سبب ضرراً فادحاً للمشروع وللدولة مادياً ومعنوياً . وفى محاولات جادة ومستمرة من قبل سامى الراجحى أن يجعل الحقيقة واضحة أمام الناس فكان لدية قوة إرادة وصبرا لا يبفذ ولبى دعوات العديد من الهيئات والمؤسسات العلمية والأكاديمية والمهنية وافقتصادية والثقافية لبى دعوتهم فى إلقاء محاضرات فى أماكن وأزمنة مختلفة كان الهدف منها أن يقدم صورة واضحة للمشروع وابعادة والتحديات التى تواجة صناعة التعدين فى المستقبل وروشته أو وصفة فى صورة مقترحات قدمها من خلال خبراته وجولاته العالمية ليجيب على السؤال الهام وهو لماذا لا تقبل شركات التعدين العالمية على الإستثمار فى مصر وتذهب الى أماكن آخرى وكان يقدم من المعلومات بالحقائق والأرقام ما يدل على أنه لا يوجد مستثمر يغامر بالحضور الى مصر فى ظل هذه القوانين العتيقة المجحفة التى لا تشجع على الاستثمار ومن ثم فكان إقتراحة الوجية هو أن يطلب من سفراء مصر فى دول العالم ان يحصلوا كل واحد فى مكانه على قوانين الإستثمار فى البلد التى يمثل مصر بها ومن ثم تكون لدينا رؤية واضحة الى اين يتجة العالم والى اين يذهب المستثمرون ومن ثم تكون لدينا فرصة لأن نقارن أنفسنا بالآخريين ومن ثم يسهل علينا إعادة صياغة القوانين بشكل يفتح أمام مصر ابواب الخير . يعتز سامى الراجحى بخبراته والتى إكتسبها خلال رحله عمله الطويلة من خلال أكبر شركات التعدين فى إستراليا وامريكا ومع كل النجاحات التى يحققها كانت عينه دائماً وأبداً على مصر عندما قرر الحضور فى بداية التسعينيات كان مشروع الرمال السوداء فى رشيد عند ملتقى النيل مع البحر الأبيض المتوسط . كان هذا المشروع هو محل الإهتمام ومع إعتراض الشريك الإسترالى وتحفظة على العمل فى مصر فى هذا التوقيت فى ظل عدم وضوح الرؤية فى مستقبل التعدين وإمكانية أن تحدث تعديلات وتغييرات جوهرية تتفق مع ما جرت عليه الأعراف والقوانين الدولية لكن إصرار الراجحى وغيرته الوطنية ورغبته فى إحداث تغيير فى مصر جعلته يتحمل المخاطرة وإستمر المشروع لمدة أربع سنوات وصرفت مبالغ ضخمة من قبل الشركة وكالعادة حدثت خلافات فنية مع هيئة الطاقة النووية وتوقف المشروع .. لكن الصبر والأمل ليس لهما حدود عند سامى الراجحى وكانت لديه النية لمزيد من الدراسات والبدأ فى موضوع السكرى .
الباب الثالث : لماذا عاد الى مصر ليبدأ مشروعاً قومياً ناجحاً
لكل إنسان رؤية وهدف وآمن سامى الراجحى بمبدأ التميز حيث كان ولا يزال وسوف يظل مبدأه فى الحياه إن لم تكن متميزاً ضعت وسط الزحام فمنذ تخرجة من الجامعة وكان متفوقاً ويحب دراسته وعمله إلتحق بالعمل بوظيفة جيدة فى شركة مشهورة وامضى بها بعض الوقت وقناعة ورضا رؤساءة فى العمل عبروا عنها من خلال إسناد المزيد من المهام والمسؤليات وكان دائماً يتندر هو وزملائه على مصطلحات الدرجة والتثبيت والعلاوة الى غير ذلك فكان طموحه دائماً أن يرى ويعرف أكثر وتحقق له حلمه بالسفر والعيش فى إستراليا والإلتحاق فى كبرى شركات التعدين والتى أكسبته خبرة عالمية . هو دائم الدراسة والإطلاع ومتابعه كل ما هو جديد فى هذا المجال وفى إحدى الدوريات العلمية الهامة وقعت عيناه على اسم رشيد وإستيقظ الحس الوطنى والقومى لدية واعاد قراءة المزيد من الدراسات والمعلومات التى كتبت عن موضوع الرمال السوداء وكانت رحلته من إستراليا الى مدينة رشيد حيث بداية حياته الأسرية وإرتباطة الوطنى والعاطفى وكانت بصحبته زوجته والتى أبدت إنبهاراً وإعجاباً بهذه المدينه الهادئة على ضفاف النيل والتى كانت لها اهمية كبرى فى العصور السالفة لكنها أهملت والمفروض أن يعمل أبنائها على أن يعيدوا لها أمجادها كل إنسان فى مجال تخصصه فكيف تكون مدينة بها هذا العدد الكبير من الأثار وتعتبر ثانى اكبر مدينة فى العالم بها أثار إسلامية بعد القاهرة ويزداد إهتمام الأثريين فى العالم بها يوماً بعد يوم وتقدم لها فرنسا وتركيا المزيد من الدعم بل وتطلب الأجهزة الحكومية المختصة فى الحكومة المصرية أن تراعى أهمية المدينة . كل هذه السباب والعوامل جعلته يفكر جدياً فى أن يعود الى مصر ويبدأ رحله عمل فى مجال تخصصه والذى نجح فيه هو وشريكته بإقتدار فى أن تكون لهم بصمة قوية وواضحة على المستوى العالمى .
الباب الرابع : الصعوبات والمعوقات التى واجهته وكيفية التعامل معها
رغم قسوة الطبيعة فإن إغراء الذهب أقوى من أى صعاب إن هذا الإغراء يعد نوراً يهدى الى إستخراج ملايين الدولارات من طى النسيان وربما يكون هذا هو السبب فى تخفيف أثر حرارة الجو والتى تزيد عن خمسين درجة مئوية . إن قصة المستثمر المصرى المهاجر الى إستراليا منذ أكثر من أربعين سنه والذى نجح فى إكتشاف العديد من كميات الذهب فى إستراليا مقتفياً أثر الأجداد من قدماء المصريين أتى الى الصحراء الشرقية يحدوه الأمل فى العثور على مناجم الذهب التى صنعت مجد الفراعنه . إنه يدرك أن المعادن الثمينة موجودة لكنها بحاجة الى من يبحث عنها ويخرجها من المدافن لترى النور . قام بزيارة موقع السكرى وكرر الزيارة ثم توالت بعد ذلك الجولات المكوكية والتى اسفرت عن حصوله على عينات من الرمال والصخور . آخر هذه الأعمال التى بدأها الفراعنة كانت فى الخمسينيات وتوقف العمل عام 54 لعدم الجدوى الإقتصادية ولأسباب آخرى لكن التاريخ يعيد نفسه من جديد وبشكل جدى للغاية وبعائد إقتصادى خيالى من شأنه دفع عجلة الإقتصاد القومى المصرى حيث شهد عام 2010 إنتاج الذهب من جبل السكرى . إن العقبة الرئيسية فى تحقيق نهضة تعدينية شاملة تتلخص إجمالاً فى قوانين إستغلال المناجم فى مصر حيث قامت الشركة الفرعونية بعمليات تنقيب لعددة سنوات وأنفقت ما يزيد عن 30 مليون دولار على الإستكشاف فقط دون أن تحصل على أى عائد وقليل من الشركات من هو على إستعداد لمثل هذه المخاطرة فضلاً عن أكثر من نصف عائدات الشركة يجب أن تذهب الى الدولة وأن تشارك أجهزة الدولة البيروقيراطية والغير مؤهلة فنياً فى إدارة المشروع وهذا ما يرفضه المستثمر حفاظاً على إستثماراته . إن التشكيك وخلق نوع من عدم الرضا وعدم الثقة بين المصريين هو نفس السيناريو وهو نفس الروح التى اصابت مشاريع آخرى مثل فوسفات ابو طرطور أو السد العالى والذى قيل أنه أضر بالأراضى الزراعية ومشروع الضبعة ومواطنى النوبة .. إن إثارة المصريين البسطاء وتحريضهم بشائعات واخبار كاذبه لمهاجمة المشروع وإثارة الفتنة والتخريب للمعدات والبنية الاساسية وذلك بزعم باطل بأن لهم حقوق مسلوبة أو منهوبة من المستثمر الأجنبى الذى له كل الحقوق فى التحكيم الدولى وتعويضة عن كامل المشروع .. كيف نتخيل ماذا سيكون موقف إستثمارات الشركات الأجنبية فى مصر . إن الثورات دائمأً تظهر أجمل واقبح ما فى الشعوب لكن المثل يقول بأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة من السوق وثورة يناير العظيمة كشفت لنا أشياء كثيرة تحتاج لعلاج مع الوقت فهناك المتحولين والمتلاعبين لمصالحهم الشخصية وهناك هواجس وخزعبلات تحدثت عن تهريب كميات من الذهب خلال ايام الثورة وتناسى أصحاب هذه الإشاعات والذين روجوا لها بأن المنجم يعمل به ألاف الأفراد وأنه كتاب مفتوح وأن العاملين بالمنجم على دراية بكل قواعد الأمن وعند إكتشاف ألاعيب هؤلاء إلتفتوا لإثارة العاملين وإخترعوا الإعتصامات والإضرابات والتى ليس لها اساس من المنطق وتناسوا بأن العاملين بالسكرى أكبر وأقوى من أى فتن قد تسبب فوضى داخل هذا الصرح أو تعرقل مسيرة التقدم والإنتاج . ولم يتوقفوا عند ذلك بل حاولوا أخيراً أن يلتفوا حول الإتفاقية وتناسوا بأن ثقافتهم التعدينية والقانونية هى جهل واضح بالقانون ولا يمكن لأشخاص غير مسئولين أن يسيئوا لهذا الصرح فعند تناول أى قضية يجب أن ينظر إليها من كل الجوانب ولأن نحكم العقل والمنطق وأن نبتعد عن التهويل واللعب بأحاسيس وتعاطف الشعب المصرى الواعى . وللأسف الشديد أنه وبعد إعلان الكشف التجارى مباشرة فى أواخر 2010 حيث حدث تعديل وزارى وتولى الدكتور على الصعيدى وزارة الصناعة وبدأ ت فى الحال عمليات بذل فيها أقصى الجهد لعرقلة نشاط الشركة كمنع أو تأخير تصدير العمليات الناتجه من عمليات الحفر المستمرة للتحليل فى الخارج حيث كانت الشركة نتنج حوالى 2000 عينة أسبوعياً وايضاً أو تأخير الموافقات على الإفراجات الجمركية مما كلف الشركة وقتاً ومالاً أكثر مما ينبغى كذلك قامت الهيئة برفض أو تاخير التصريحات الأمنية للمصريين والأجانب وتدخلت لإلغاء خطاب الإعفاء من ضريبة المبيعات حتى اصبح العمل شبه مستحيل ومع ذلك إستمر العمل حيث ترى الشركة أسباباً وجيهة منها إرتباطها بعقود تشغيل مع مقاولين حفر أجانب ورغبتها الشديدة فى الحفاظ على العمالة المصرية وعلى سمعه مصر فى مجال الإستثمار العالمى ولم تستطع إدارة الشركة التعرف على اسباب هذا التحول المفاجئ فى تصرفات الهيئة معها دون جدوى ومع إشهار شركة العمليات فى يد الهيئة وليس فى يد الفرعونية فتارة كانت الهيئة تدعى بأنها غاضبة لتأخر الفرعونية فى إشهار شركة العمليات وكان هذا سبباً غريباً وطلبت الشركة أكثر من مرة مقابلة معالى الوزير لإيجاد حل للمشاكل حتى تستطيع إنجاز عملها ولم تتم هذه المقابلة إلا بعد خمسة اشهر من تقديم الطلب فكان من الواضح جداً تحامل الوزير على الشركة الفرعونية وعدم درايتة اصلاً بطبيعة عملها حيث صرح الوزير فى هذا الإجتماع بتصريح غريب أثار تعجب جميع الحاضريين فى المقوله أو الرأى الذى صدر عنه وكرره بعد ذلك فى وسائل الإعلام حيث قال إن مصر لم تنتج ذهباً منذ ثلاثة آلاف سنه وما هو الضرر الذى سيقع إذا جلسنا ايضاً ثلاثة آلاف سنه آخرى دون أن ننتج ذهباً وكان هذا التصريح من قبل الوزير صدمة للشركة فإقترحت إدارة الشركة على معالى الوزير زيارة المشروع ليرى الحقائق على الطبيعة لعل وعسى أن يتفهم الوضع وللاسف الشديد إنتهت المقابلة معه دون إيجاد حل للمشاكل مع وعد منه لزياره السكرى وهذا ما لم يحدث وإزدادت عمليات عرقلة العمل من قبل الهيئة بشراسة بالغة وصلت الى حد تحريض للجهات المسئولة بالقبض على العاملين المصريين والأجانب بحجة عدم حصولهم على تصاريح أمنية وإتضح أن معالى الوزير يريد إجبار الفرعونية أن تترك إكتشافاتها والتى تقدر بالمليارات وهو يريد لها أن ترحل وأن هناك من ينتظر هذا القرار ليكمل العمل نيابة عن الشركة وأما القرار الآخر المفاجئة والصدمة فهو أن الوزير طلب من الشركة التنازل عن الأراضى التى فى حوزتها وأن تكتفى فقط بمساحة 500 متر واعتقد القائمون على الشركة بأن الوزير كان يمزح لكن المصيبة الكبرى أنه كان جاداً فيما يقول فهل يعرف ذلك سيادته والمسئولين بأن اصغر مساحه تعطى فى أستراليا لفرد واحد مائة الف متر ومما زاد الأمر غموضاً أنه فى نفس الوقت الذى اصر فيه الوزير على منح الفرعونية 500 متر فقط قام بمنح شركة اخرى لم تقم بأى اعمال أو أى دراسة جدوى قام بمنحهم مساحة 186 كيلو متر مربع ثم قام بمنح شركة خرى 8 مناطق مساحتها 128 كيلو متر مربع بالامر المباشر ولم تقم أى من الشركتين بأى إنجاز فلماذا فقط 500 متر للسكرى . بل ايضا ً قد وصل الامر الى إيعاز لجهاز أمن الدولة بأن يطلب من إدارة الشركة وقف رحلة لمجموعة من المصريين المرموقين كأساتذة الجامعات والإعلاميين فى زيارة للموقع أن تلغى الرحلة كما قام الجيش بإرسال فرقة قامت بمحاصرة الموقع وألقاء القبض على العاملين بالسكرى . أدى ذلك الى توقف العمل فى السكرى تماماً مما اثار التعجب فى اوساط التعدين العالمية حيث إندهش الناس كيف تقبل أى حكومة فى العالم على إيقاف مشروع كالسكرى والذى يعمل على إدخال أموال وتكنولوجيا حدية للبلد ويوفر فرص عمل لآلاف المصريين كما أنه يشجع المستثمريين من أنحاء العالم على المجئ الى مصر .
الباب الخامس : بلدنا لا يخلو من المخلصين ومواقفهم المشرفة والمشجعه
الكيميائى سامى الجندى رئيس مؤسسة العلميين الدوليين ونائب رئيس مركز التعاون الأوروبى العربى وعضو مجلس الشعب عن دائرة الرمل سابقاً كان من أكثر المتفهمين والمدركين لطبيعة المشروع ومدى أهميتة للإقتصاد القومى ومن ثم فقد كانت لدية الشجاعة العلمية والأدبية والمسئولية الوطنية لأن يتدارس المشروع ومعوقاته مع مسئولى الشركة ولأن مقر الشركة يقع فى منطقة سيدى جابر بالاسكندرية وهى جزء من دائرة الرمل وهى الدائرة الإنتخابية التى يتولى النائب سامى الجندى التعامل معها بإهتماماتها وهمومها . طلب النائب إجتماعاً يخصص لدراسة هذا الموضوع مع لجنة الصناعة والتى كان يرأسها النائب امين مبارك ومع كل المبررات والشرح وا لإسهاب العلمى والموضوعى لأنه شعر بأن الإستجابه لتبنى طرح هذا الموضوع على المجلس لم تكن على المستوى المتوقع من حيث اهمية الموضوع وأثرة الحالى والمستقبلى على الإقتصاد القومى . وحدث الإصطدام مع وزير الصناعة فى حينها هو الدكتور على الصعيدى والذى لم يكن على إستعداد بأن يفتح صدره أو عقله للنقاش لكن النائب سامى الجندى اصر على أن هذا الموضوع يجب أن يأخذ قدراً من الأهمية وقد كان له ما كان واظهرت التحقيقات أن هناك تقاعصاً أو تحدياً شخصاً من قبل الوزير تجاه الشركة وإصرار النائب سامى الجندى قد أظهر الحقيقة واسفرت المناقشات بنتائج أدت الى نقل تبعية هيئة الثروة المعدنية من وزارة الصناعة الى وزارة البترول حيث كان الوزير سامح فهمى فى هذا الوقت متفهماً أكثر من غيره لأهمية هذا الموضوع ومن ثم كانت هناك وعود لحل المشكلة بشكل عملى وطلب من الشركة والتى كانت قد تقدمت بطلب الى التحكيم الدولى طلب منهم سحب هذا الطلب مع وعد بأن يعيد لهم الأمور كما ينبغى أن تكون .
الباب السادس : اين كنا واين نحن الآن وماذا ينتظرنا فى المستقبل
اين كنا . كنا فى إستراليا ونجوب حول العالم فى رحلات علمية لمتابعة كل جديد فى مجال التعدين والإكتشافات التجارية التى تنقل الناس والبلاد من حال الى حال وكنت دائماً أحلم بأن يدرك الناس فى مصر أهمية الثروات الطبيعية الموجودة فى أراضينا فالبترول والغاز قد نقل مجتمعات بسيطة وبدائية لأن تضاهى أعرق وأقوى بلاد العالم فى الإقتصاد القوى الذى يتيح فرص ومجالات عديدة للتنمية وان يكون للبلاد موارد طبيعية فهى لن تاتى الى الناس إلا إذا ذهبوا إليها ودرسوها وتعرفوا على الكيفية التى يمكن أن يستفاد منها فالبترول والغاز يخرج من الأرض .. يأتى إليك .. المعادن ظروفها تختلف فأنت تبحث عنها وتذهب اليها وقد تكون الظروف التى يجرى فيها العمل أصعب بكثير لأن المناجم دائماً أو فى الغالب تكون تحت الأرض وتحيط بها ظروف جوية وجغرافية ليس من السهولة التعامل معها . وخلال حضور الجيولوجى سامى الراجحى للعديد من المؤتمرات العلمية فى مجال التعدين عامة والبحث عن الذهب خاصة كان يتحدث مع الخبراء ومسئولى الشركات وكان السؤال الذى يتردد دائماً ويطلبون منه لكونه مصرياً أن يجيب عليهم .. السؤال هو لماذا تغيب مصر عن ساحة الإستثمار العالمى فى مجال التعدين ؟ والإجابة يدركها سامى الراجحى حيث أن قوانين الدولة فى مجال إستثمار التعدين لا تشجع اياً من هذه الشركات على الإستثمار فى مصر. كثير من المدن تغير حالها بسبب إكتشاف ثروات فى الأراضى المحيطة بها .. وأيضاً هناك مدن أو قرى صغيرة فى الحجم ولا توجد بها أى ثروات معدنية إلا أن الناس أو السكان يبحثون دائماً عن التميز والتفرد ليضعوا لبلادهم صورة ذهنية عند الآخريين .. لظروف عملى وزياراتى للتعرف على المناجم ذهبت الى مدينة صغيرة فى ولاية كاليفورنيا اسمها نيفادا سيتى لا يوجد بها اى شئ سوى أن سكانها لديهم الإستعداد لأن يجعلوها نقطة جذب للآخريين فلديهم منتجات زراعية أجادوا صناعة بعض المنتجات منها كالمربى بأنواعها والفواكة المجففة وأيضاً بعض الصناعات الحرفية والتقليدية التى يجيدوها ويحترفوها كمعظم أبناء المدينة وكانت تشكل لهم مصدراً للدخل وبالنسبة للزائرين والسائحين فإنها دائماً وأبداً تمثل عنصر جذب . ورشيد المدينة التى عشت فيها طفولتى لا ينقصها أى من هذه العناصر أو المؤهلات فناسها أذكياء ويحبون العمل ولديهم منتجات زراعية وثروات سمكية ومن الممكن ببعض الجهد والتفكير الغير تقليدى أن تكون مثل هذه المدن والتفكير فى رشيد مدينتى إتسع مجاله معى لتكون مصر وطنى هى محطة الإنطلاق القادمة . وتحدثت مع شركائى وزملائى العاملين بالشركة عن إمكانية أن نذهب الى مصر ويكون لشركتنا فرصة أن تعمل فى مجال التعدين وعينى كانت تذهب الى إتجاهين .. الإتجاه الأول وهو الرمال السوداء على شاطئ رشيد عند مصب نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط .. والموضوع الآخر هو مناجم الذهب فى صحراء سيناء . وبداية من رشيد حيث أن الدراسات التى قمنا بها أوصلتنا الى معلومات ومؤشرات جيدة .. فالناس التى تذهب الى هذه المنطقة خلال فصل الصيف كانوا سعداء بقضاء أوقات سعيدة وسط الطبيعة الخلابة ومكان نادر لا يوجد له مثيل حيث لقاء النيل مع البحر الأبيض المتوسط .. هذه الرمال السوداء يبدو للوهلة الأولى فى طبيعتها ولونها أنها تميل الى لون وتكوين الطين ونحن كخبراء فى هذا المجال نقوم بمعاملات خاصة باستخلاص عناصر من هذه الرمال ثم تعاد مرة آخرى الى الشاطئ فى لون أبيض بل وشاهق البياض . وأرسلنا العديد من العينات الى إستراليا بل وصممنا مصنع لإجراء التجارب هناك وكانت المؤشرات جيدة وواعدة والإتفاقية كانت موقعة بالأحرف الأولى مع الحكومة المصرية وكان أحد البنود الهامة يشير الى أن اليورانيوم أو المواد المشعة تتسلمها هيئة الطاقة الذرية وأما المواد الآخرى فإن معظمها يدخل البعض منه فى صناعة الحديد والبعض الآخر فى صناعات كيماوية مثل الأصباغ وأشياء آخرى وبالتأكيد فإن الدراسات قد اشارت فى هذا التوقيت أن الدخل العائد من هذا المشروع سوف يغير من شكل وظروف المدينة لأنه سيفتح مجال عمل لعدة آلاف من أبناء المدينة وستكون هناك حركة تجارية وخدمات تتعلق بالمشروع وهو كأى إضافة سيكون عاملاً مساعداً فى ظهور مدينة رشيد على سطح الإستثمارات المحلية والعالمية . لكنه كالعادة لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن وتعرض المشروع لمعوقات وبيروقيراطية إدارية ولم يكتمل . لكن الجيولوجى سامى الراجحى لا زال لديه الإصرار والطموح فى أن تحل هذه المشكلة ويعاود العمل فى هذه المنطقة ثم هناك طموحات آخرى فى مجال السياحة يتمنى أن تتاح له الظروف من أجل أن تكون مدينة رشيد وكما يتمنى لها ابنائها مدينة جاذبة للسياحة ولأنه لا يعترف بالفشل فقد ترك موضوع الرمال السوداء قليلاً حتى يعاد النظر فى الإتفاقية من قبل الحكومة . وإتجه للمشروع الآخر وهو البحث عن الذهب وبدات الدراسات فى منطقة مرسى علم على جبل السكرى وبدايه توقيع الإتفاقية مع وزارة الصناعة عندما كان الدكتور إبراهيم فوزى هو الوزير المسئول ولأن الدراسات والأبحاث تستغرق وقتاً حتى تكتمل الصورة وقبل إنتهاء فترة السبع سنوات أعلنت الشركة عن الإكتشاف التجارى والذى يفتح شهية الجميع لمزيد من العمل والإنتاج لو خلصت النوايا لكن المشروع وللأسف الشديد تعرض لإبطاء كل خطوات من أجل أن يتقدم للأمام وخلال فترة تولى الوزير الدكتور على الصعيدى مهام وزارة الصناعة وربما لعدة سنوات واجهت الشركة فيها الكثير من المصاعب وكأن الهدف كان أن يصل أصحابها الى مرحلة اليأس ويتوقفوا عن العمل ويرحلوا ومع مزيد من الضغوط لم يكن أمام أصحاب القرار فى الشركة إلا أن يلجأوا للتحكيم الدولى وتغيرت الظروف بخروج الوزير على الصعيدى من الوزارة وإنتقلت هيئة الثروة المعدنية من تبعيتها لوزارة الصناعة .. إنتقلت الى وزارة البترول حيث كان وزير البترول الأسبق سامح فهمى أكثر تفهماً لطبيعة عمل الشركة من نظيرة وزير الصناعة الأسبق الدكتور الصعيدى وطلب من إدارة الشركة أن تسحب الطلب الذى قدمته للتحكيم الدولى بوعد شخصى منه أن تعود الأمور الى طبيعتها ويحصلوا على كافة حقوقهم . من الواضح أن شجاعة قرار الوزير نابعة من شخصيتة و رؤيتة لأهمية المشروع لكنه ومع مرور الوقت قال للشركة أنه ايضاً قد غرر به فلم تحصل الشركة إجمالاً على كل الوعود التى قدمها لهم الوزير فهمى مع قناعتهم الشخصية بأنه قد أدى ما عليه كمسئول سياسى . ومع كل هذه الظروف المحيطة إلا أن العمل كان يجرى على قدم وساق وتم تركيب المصنع وبدأ تصدير الذهب فى شحنات الى كندا حيث تتم مراحل التنقية النهائية إستعداداً لبيعة فى البورصات العالمية . وقبل قيام ثورة يناير كانت المؤشرات والملامح تدعوا للأمل والفخر والإعزاز حيث إحتل منجم السكرى مكانه عالمية متقدمة واصبح يعد من أكبر عشرة مناجم ذهب فى العالم بل وإنه أهم إكتشاف فى مجال الذهب فى الخمسة عشر سنه الأخيرة .. ولأن ظروف الدولة أثناء قيام الثورة وبعدها لم تكن مستقرة كعادة معظم الثورات إلا أنه فى حالة ثورتنا المصرية أكدت صحة او صدق القول بأن الثورة أحياناً تأكل أبنائها ربما غياب سلطة الدولة والإنفلات الأمنى قد جعلا حالنا كالآخريين نتعرض لبعض المواقف المعتادة والتى يمكن السيطرة عليها أو التحكم فيها بشكل أو آخر . لكننا بدأنا نواجه مشاكل بالموقع تتعلق بسلوك بعض الأفراد ولم يكن ذلك وارداً بأى حال من الأحوال على موقع الشركة أو طبيعة العاملين بها .. فالذى يزور الموقع ربما يندهش من مستوى الأداء المهنى للأفراد وظروف الأمن والأمان التى تحيط بالموقع بل وايضاً خدمات الإعاشة وإجمالاً المزايا التى يتمتع بها العاملون فى الموقع .. لا يوجد مكان آخر يقدم وجبات الطعام الساخنة من المطيخ ثلاث مرات يومياً ويستخدم المياه المعدنية فى إعداد الوجبات .. وكل فرد يحصل على زى يناسب طبيعة العمل حيث تتولى الشركة القيام بتقديم خدمات الإعاشة فى الموقع على أعلى المستويات العالمية بل وإن جدول العاملين به مزايا كثيرة فضلاً عن التأمين الصحى الشامل للأفراد وأسرهم فى أرقى المراكز الطبية وأيضاً بدل الإنتقال والسفر خلال الإجازات . إجمالاً فلا يوجد مجال للمقارنة بين المزايا التى يحصل عليها العاملون فى هذا الموقع وفى أى مكان آخر مشابه على أرض مصر فلماذا يحدث إضراب وتعطيل سير العمل من بعض العاملين .. الشركة لديها مسئولية كبيرة أمام المجتمع ومن ثم فإن شروط التعاقد واضحة لكلا الطرفين ومن أهم بنود السلامة هو الكشف الدورى على الأفراد للتأكد من عدم إستخدامهم لأى مواد مخدرة ومن يثبت عليه ذلك يفصل من العمل .. وقد حدث فى بعض الحالات الفردية وحفاظاً على السلامة العامة للفرد وللمشروع أن تم فصل بعض الأفراد ربما لهذا السبب أو لأسباب آخرى تخص الشركة وطبيعة العلاقة بين الطرفين .. ربما هذه المجموعة كانت وراء مسالة الإحتجاجات أو الإعتصام . ونظراً لظروف البلد فيما بعد الثورة والصراعات بين الأفراد والأحزاب والمسئولين عن الإعلام فكل شخص لديه هدف يسعى لتحقيقة من أقرب ومن اوسع الأبواب إما كسباً للشهرة وإما وصولاً لمنصب فقد تعرض المشروع لإفتراءات وإشاعات مغرضة كانت تهدف إما لإبتزاز اصحابه أو كسب شو إعلامى أو تحقيق مصلحة سياسية لبعض الأفراد على حساب أصحاب المشروع أو المصلحة العامة للدولة مما قد يسببه ذلك من اثر عكسى فى إحجام المستثمريين على الإستثمار فى مصر إن كانت هناك شركة وصاحبها مصرى وتعانى الأمريين فلا يوجد إنسان عاقل يستطيع أن يأتى ليستثمر فى ظل هذه الظروف الصعبة . وأما الذى ينتظرنا فى المستقبل فهو يتوقف على مدى وضوح الرؤية والإرادة والبصيرة التى يتمتع بها اصحاب القرار فالعالم والدنيا فى حالة تنافس شديد وتقدم دول العالم المختلفة عروضاً جاذبة لللإستثمار بينما نظل نحن دافنى رؤوسنا فى الرمال ولا ندرى ما الذى يدور حولنا وأخشى أن تهرب من ايدينا ومن تحت أرجلنا الفرص لأننا مغيبين . وإن كان المجتمع يتوقع مشروع النهضة والذى وعد به الرئيس محمد مرسي ومن قبله حزب الحرية والعدالة فمجال النهضة متسع للعديد من الأنشطة لكننا قد تعرضنا خلال فترة الثورة وما بعدها للعديد من الأزمات وربما خلقناها بايدينا وتراكمت المشكلات والتى تبحث دائماً عن حلول فالزراعة والصناعة والتجارة والسياحة وأشياء آخرى كثيرة تعرضت لهزات لكننا دائمأ لا نقفد الأمل حيث أن الحكومة الحالية تبذل قصارى جهدها من أجل أن تعالج التراكم الكبير لهذه القضايا ونود أن تكون هناك إنفراجة أو إنطلاقة فى مجال التعدين بداية بتعديل قوانين الإستثمار ولن يدرك أهمية ذلك إلا الفاهميين لطبيعة الأمور .. لقد تغيرت وتبدلت قوانين التعدين ولأكثر من مرة فى معظم أنحاء العالم ونأمل أن لا تكون مصر غائبة عن الساحة .
الباب السابع : المشروع فى صور
الباب الثامن : لقاءات على الطبيعه مع
- مجموعات مع العاملين المصريين
- الخبراء الأجانب
- ابناء المنطقة ” اصحاب البلد “
لقاء مع العاملين بمشروع منجم السكري
حيث شمل اللقاء كلا من :
- العميد عصمت الراجحي ( مدير عام المشروع )
- العميد معتز (مدير الأمن بالمنجم )
- العقيد هشام ( مدير الخدمات )
- المهندس كريم
- المهندس حسام
- المهندس محمد الحديدي
- مهندس أحمد عادل
- كيميائي هيثم محمد
- نادر أسعد محمد بصل
- مهندس هاني محمد الفرنواني
- محمد محمود
- أحمد غالي
- الشيف عاطف عبد اللطيف
- عيادة المنجم – عادل دسوقي
- الإطفاء – أحمد أسأمة أحمد
- مهندس ممدوح عبد العال
- عاطف على محمد
- الشيف محمد حسن عبد الرسول
- أحمد سعيد محمد
وأما الخبراء الأجانب فقد كان لنا فرصة لقاء البعض منهم وهم :
- بيتر أبل مدير منجم تحت الأرض
- توني ماكدونالد
- جورج باوتشر- استشاري حفر وتفجير
- بيتر – من هولندا
- رونالد بيرث – ماكينة حفر الحائط تحت الأرض
ثانيا : لقاءات مع أبناء المدينة والمقيمين بها
بالمساء تحركنا من موقع المنجم وهو يبعد حوالي 18 كيلو عن مركز المدينة وكانت لنا جولة ساعدنا فيها بلقاء مجموعة من أبناء المدينة والمقيمين على أرضها حيث قدموا من عدة محافظات لمدن تغطي معظم أنحاء الجمهورية وكانت اللقاءات مع هذه المجموعة :
- جوزيف أمين – رجل أعمال وشاب طموح يقبل التحدي حكى لنا عن قصته حيث زار المدينة وسمع عن مشروع جيل السكري وأدرك بحسه وثقافته واطلاعه على أحوال العالم ان هذه المدينة وبسبب هذا المشروع سيكون لها مسقبل واعد : اشترى مساحمة أرض وبنى عليها مجمع سكني ومحلات تجارية وخبرته في مجال المجوهرات وهو أيضا ناشط اجتماعي أشاد بالمشروع وفوائده للناس وعمل في مجال الاستثمار العقاري والتنمية السياحية وله تواصل مع المجتمع المحلي من خلال موقع على شبكة المعلوما ت اسمه كريست مارو : وبعد ساعات من لقائنا معه كان الخبر منشورا بالموقع ورافقنا بالزياة في اليوم التالي الى المدرسة والمستشفى وهو أيضا عضو فاعل ومؤثر بالمجتمع المحلي
- الحاج زكريا المراغي (من سوهاج )وكعادة أبناء الصعيد انهم دائما يقبلون التحدي فلقد سمع هو الآخر عن المدينة ومستقبلها وعندما قام بزيارتها وجد الناس يتحدثون عن المستقبل السياحي للمدينة فهي امتداد للقصير وسفاجة والغردقة وربما ستنافسهم بمرور الوقت فقرر العودة واشترى قطعتي ارض فضاء وقام ببناء عمارتين سكنيتين ومجموعة محلات وهو سعيد بجوده في هذا البلد وقال لولا مشروع منجم السكري لما حضرنا للاقامة والعيش هنا فالنشاط الاقتصادي للمدينة قائم أساسا على هذا المشروع الضخم والدليل على ذلك ان السياحة قد تأثرت بعد الثورة بسبب الأحداث الكثيرة وظل مشروع منجم السكري العملاق يؤكد ان الاستثمارات تفيد المجتمعات المحلية وقال انه شجع العديدين من اقاربه واصدقائه للحضور والاستثمار في مرسى علم .
- الحاج صلاح ” من أسوان ” يطلقون عليه العمدة فلقد عاش في المنطقة لأكثر من 30 سنة وعمل في مشروع فوسفات ابو طرطور من قبل وهو يعمل الآن بهيئة الثروة المعدنية بمكتب مرسى علم وله خبرة طويلة بالمناجم حيث عمل في معظمها من قبل ومنها أم الروس وأبو مروات وسفاجة والفواخير وحمش ونجاشة وأم عود وغيرها . فهو من أقدم الناس الذين استقروا مع أسرتهم بمرسى علم ويتحدث من خلال خبرته عن أهمية منجم السكري فهو مستوى آخر من الآداء , فلم تر مصر من قبل مشروعا بهذا الحجم ولا بهذه الامكانات او الخدمات التي قدمها المشروع للعاملين والمجتمع المحلي المحيط به ولقد أثنى كثيرا على ادارة المشروع لاهتامها بالتعاون مع المجتمع المحلي المحيط وبالناس عموما .
- الأستاذ وحيد الشيخ : مدرس أول لغة عربية بالمدرسة الثانوية قال : لقد تعونا ان ننظر إلى رأس غارب والتي تبعد 40 كم عنا على أنها الأساس في اتاحة الفرصة للناس بأن يعملوا ويستقروا حيث البترول هناك ولكن تغير الحال والمفهوم عندما بدأ العمل بمنجم السكري حيث ظهرت أهمية مدينة مرسى علم ونشيد بالدور الهام والأثر الايجابي والبصمة القوية التي صاحبت وجود المشروع وما يقدمه القائمون عليه من دعم مادي ومعنوي للمدارس وللعملية التعليمية .
- الأستاذ سيد – أخصائي اجتماعي بالمدرسة الثانوية : تحدث عن مدى اهتمام الطلاب بأسرهم بهذا المشروع الهام والذي من خلاله يضمنون وظائف في المستقبل القريب عندما ينتهي الأبناء من الدراسة ويبحثون عن عمل
- شركة الخدمات السياحية حيث التقينا باثنان من الشباب الطموحين والذين قدموا إلى المدينة وأسسو هذه الشركة اعتمادا منهم أساسا على النشاط السياحي لكنهم مع الوقت أدركوا مدى حجم الأعمال التي أسندت إليهم من قبل ادارة مشروع منجم السكري حيث يتوافد عليهم بصفة مستمرة خبراء ومستشارين وزائرين وعاملين وضيوف يشكلون مصدر دخل جيد للشركة فضلا عن اسناد عملية توريد المياه المحلاة للموقع وهي اضافة جديدة لنشاط الشركة ويؤكد أصحاب المكتب السياحي على أن نجاحهم يعود أساسا لوجود هذا المشروع
- مدير المدرسة – الأستاذ عبده
- الأستاذ وليد حامد مدرس اللغة العربية واخوه الأستاذ وليد حامد مدير جمعية شباب مرسى علم
- الأستاذة عفاف مديرة الخدمات بالمستشفى – مستشفى جراحة اليوم الواحد – أشادت الأستاذة عفاف بأن هذا المشروع يعد شيئا هاما بالنسبة لأبناء مرسى علم حيث أنه فضلا عن تقديمه الخدمات الصحية المعتادة للمواطنين المقيمين والزائرين فإن العاملين بالمشروع يشكلون أهمية كبرى للمستشفى حيث تعاقدت إدارة المشروع مع المستشفى على تقديم كافة أنواع الخدمات الطبية للعاملين بالمشروع وأسرهم والأجمل من ذلك أن هناك بعض المواطنين الغير قادرين على تحمل تكلفة الفحص الطبي والعلاج تتكفل أيضا إدارة الشركة بتحمل نفقات علاجهم . وأشارت الأستاذة عفاف أيضا إلى أن جميع العاملين بالمنجم وأبناء المدينة يحملون في نفوسهم تقديرا واعتزازا بالدور الاجتماعي الذي يقدمه اداره المشروع للناس وقالت أنها بوصفها كأحد أبناء مدينة مرسى علم تشعر بالفخر والاعتزاز لوجود هذا المشروع على أرضها
الباب التاسع : أحلام اصحاب المشرع
يتعجب سامى الراجحى من واقع الحال والذى يبعث على طرح العديد من الأسئلة فكيف يتوقف مشروع الرمال السوداء فى رشيد لخلاف بين الجهات والأجهزة الحكومية التى أعطت للشركة صلاحية العمل لكنها إختلفت فيما بينها عن من الذى سوف يحصل على نصيبة من التركة ويعود الكلام فى هذا المشروع لأكثر من 15 سنه مع دراسة علمية مؤكدة بجدواه الإقتصادية وإتاحته فرص عمل لألاف من المواطنين ابناء مدينة رشيد ربما كان فى هذا التوقيت سينقلها من حال الى حال . الذى نسمعه هذه الأيام عن سرقة هذه الرمال حيث تخصصت عصابات من مقاولين وتجار إتخذوا من سرقتها عملاً يومياً وتحتوى هذه الرمال حسب الدراسة على معادن ذات اهمية إقتصادية كبرى تدخل فى العديد من الصناعات من أبرزها معدن الالمنيت عالى الجودة والذى يستخدم فى صناعة البويات ومعدن الزركون الذى يستخدم فى صناعة السيراميك وقوالب المفاعلات النووية والجارنيت الذى يستخدم فى صناعة فلاتر المياه والصنفرة والماجنتيت الذى يستخدم فى صناعة الحديد الأسفنجى وتغليف أنابيب البترول فضلاً عن معدن المونازيت المشع وهو مصدر إنتاج عناصر نادرة تستخدم فى صناعات إلكترونية كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذى يصلح كوقود نووى من الممكن الإستفادة به فى المشروع النووى القادم . هذه الرمال السوداء ناجمة عن ترسبات نتيجة إصطدام مياه النيل الحاملة للطمى بمياه البحر المتوسط عند المصبات وتتوزع هذه الرمال على طول سواحة الدلتا وساحل شبة جزيرة سيناء وهى ثمينة من حيث القيمة والوظيفة وتوجد هذه الرمال فى 11 منطقة تبدأ من ادكو شمال محافظة البحيرة على ساحل المتوسط وتمتد حتى رفح على الحدود المصرية الفلسطينية ويشير الدكتور عاطف دردير الرئيس الأسبق لهيئة المساحة الجيولوجية أن المشروع قد إسند من قبل الى شركة مملوكة لمستثمر يونانى أممتها الدولة بعد ثورة يوليو وعندما تعثرت الشركة تم إحالة المشروع لهيئة المواد النووية وتمت دراسة تفصيلية حول كيفية إستغلال المعادن التى يتم فصلها من الرمال فى مشروع إستثمارى تستفيد منه الدولة فى بداية التسعينيات ووصلت التكلفة الخاصة فى هذا الوقت الى أربع ملايين جنية ولم تستفد الدولة منها ودافعت هيئة المواد النووية عن حقها وحدها فى إجراء مشروع فصل الرمال لأن القانون المنظم لعملها يمنحها حق إستغلال المواد النووية دون أن تتحمل الهيئة مسئولية حمايتها فهناك ثلاث جهات حكومية تتوة بينها المسئولية عن حماية هذه الرمال من عمليات السرقة وهى هيئة المواد النووية وهيئة المساحة الجيولوجية والمحافظات التى توجد بها الرمال وكل جهه تلقى بالائمة على الاخرى . هناك ثروة ولكن تتنازع عليها سلطات مختلفة وقيمة العائد السنوى من هذا المشروع تبلغ حوالى 165 مليون جنيه أى ما يعادل 3 مليار جنية خلال عشرون سنه وهى عمر المشروع . والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا بعد هذا الجهد الذى بذله سامى الراجحى فى بداية رحلة عودته من استراليا ربما يكون التوقيت مناسب الآن لأنه عند إستكمال العمل فى هذا المشروع كلبنة تساهم بقدر مناسب فى مشروع التنمية الذى ينتظر ابناء الشعب المصرى أن يروا ثماره عن قريب .
الباب العاشر : التنمية البشرية
كثير من دول العالم أدركت أهمية العنصر البشرى فى إحداث التنمية فالإنسان الفرد هو عنصر رئيسى فى إحداث أى تنمية وقد إهتمت الشركة الفرعونية لمناجم الذهب بدور تنمية البشرولقد لمست بنفسى وفى أكثر من مناسبة قصص نجاح وصل أصحابها الى أعلى مستويات الخبرة والمهارة فى إتقان العمل عندما التحقوا بوظائف فى الشركة ربما لم تكن الخبرة متوفرة فى معظمهم لكن الإستعداد للتعلم والرغبة فى تطوير الذات كانت عنصراً هاماً فى إختيار العاملين فالذى عمل لمدة عشر سنوات بالمشروع وقد كان واحداً مثل الكثيرين من خريجى الجامعة لديه الكثير من الطموح لكن تنقصه الخبرة الآن هو ومن هو فى مثل ظروفه أصبح لديه خبرات متراكمة أتاحت له أكثر من فرصة للعمل فى مناجم آخرى حول العالم والبعض منهم قد حصلوا على عروض عمل مغرية وبدخول مرتفعة يتراوح الدخل السنوى فيها ما بين 100 الى 200 ألف دولار والجميل فى الأمر أن الشركة لا تمانع فى ذلك بل تشجع الراغبين فى الإلتحاق فى هذه الوظائف لإكتساب المزيد من الخبرات العالمية وتحسين الوضع الإقتصادى والمعيشى ومن ثم العودة لمواقعهم مرة آخرى حيث تؤمن الشركة بأن تكون لديها كوادر فى مستويات مختلفة من المهارات بمعنى أن يكون دائماً هناك صف ثانى مستعد لتحمل المسئولية فى اى وقت . فى بداية المشروع إستطاع الجيولوجى سامى الراجحى أن يتيح الفرصة لمجموعة من العاملين قدموا معظمهم من مدينة رشيد وإلتحقوا بالعمل بالمنجم كانت كل القدرات والمهارات التى أجادوها فى حياتهم العملية من خلال صناعة الطوب هى قوة التحمل والعمل فى ظروف قاسية فرص التدريب والمتابعة المستمرة التى أتاحتها لهم الشركة الفرعونية أضافت لهم خبرات متعددة وفى مجالات عديدة اشاد بها وانبهر لها كبار المهندسين القادمين من استراليا حيث شهدوا لهؤلاء العاملين بالذكاء الحاد والمهارة الفائقة . إيماناً من الشركة بأهمية التنمية البشرية فقد أخذ فى الإعتبار إنشاء مدرسة أو معهد خاص للتعدين فهى صناعة المستقبل ولا توجد أى مؤسسة تعليمية وعلى أى مستوى فى مصر لتدريس هذه المناهج فلقد بذل الجيولوجى سامى الراجحى جهداً متميزاً فى الإتصال والتواصل مع مؤسسات تعليمية عالمية متخصصة فى التعدين بإستراليا وحصل منهم على موافقات مبدئية للتعاون فى هذا المجال وإرسال طاقم التدريس وإلإتفاق على المناهج الدراسية حيث كان ولا زال وسوف يظل أمله الدائم والمتجدد فى أن يتيح الفرصة للشباب المصرى أن ينخرط فى الدراسة بهذا المجال لأنه مجال خصب واعد وفرص العمل به متاحة فى كل أنحاء الدنيا . تقدم الراجحى بطلب الحصول على مساحة أرض لإنشاء هذه المؤسسة التعليمية لكن يبدو أن الجهات المسئولة لم تدرك مدى أهمية الفكرة وأثرها المستقبلى فى إتاحة فرص تعليم وتدريب وتوظيف مستقبلى للخريجين للعمل فى مصر أو خارجها .. لقد توقع الراجحى أن يعامل مثل باقى المشروعات فى المنطقة حيث أن كثير من المشروعات السياحية قد منحت لها أراضى باسعار رمزية تشجيعاً للسياحة وهذا شئ رائع لكنه وللاسف الشديد أنه صدم عندما طالبوه بمبالغ مرتفعة وغير منطقية .. لكنه يظل على أمله الدائم فى أن يستوعب المسئولين الدرس ويتعاونوا معه من أجل أن يرى هذا المشروع النور .
الباب الحادى عشر : الإدارة العائلية
كثير من المشروعات الإنتاجية والخدمية الناجحة فى مصر بل وعلى مستوى العالم تدار باشخاص ينتمون الى عائلة واحدة ونجد أن هناك أجيالاً تستمر فى اداء العمل بالتوارث وأضافة المزيد من الخبرات وتطوير مستوى الأداء ليتناسب دائماً وأبداً مع روح العصر وهذه الملاحظة كانت لافتة للنظر فى أداء مشروع منجم السكرى والشركة الفرعونية لمناجم الذهب . سامى الراجحى الجيولوجى الدارس والمتمرس والذى إنتقل بعلمه وخبراته من استراليا ليضع بفكره بصمة قوية وواضحة على مجال التعدين فى مصر عندما بدأ فى التعامل مع الجهات الحكومية عاد الى ذهنه الصورة النمطية التى كان يدركها ويراها فى التعامل مع المواطنين قبل ان يترك مصر ويهاجر . أكبر شئ كان يثير غضبه هو الفساد أو محاولات الإفساد فهو يرحب كثيراً عندما يتعامل مع أى جهه حكومية أو خاصة أن يقدم لهم عملاً مباشراً ومفيداً فى مجال العمل كأجهزة الكمبيوتر أو أجهزة التصوير أو أجهزة معامل أو تغطية نفقات أو مصاريف دراسية لطلاب دارسين أو دعماً لمؤسسات علمية أو جمعيات تنموية وأشياء من هذا القبيل لكنه دائماً وأبداً كان يقف بتحدى أمام أى نوع من أنواع الإبتزاز . ومع التوسع فى الأعمال كانت لديه الرغبه فى أن يعتمد على إخوته فهم ثلاثة وهو الرابع كل فرد منهم لديه عمله الخاص لكنه حاول إقناعهم كل على حدى بأن يتحمل مسئولية محددة يجيد فيها ومع الوقت تحقق له ما أراد حيث تولى يوسف الراجحى إدارة مكتب ومقر الشركة الرئيسى بالإسكندرية بينما تولى العميد عصمت إدارة الموقع والعمليات فى المنجم ثم كان للحاج محمد النصيب الأوفر أن يعتمد عليه فى التجهيزات الفنية للموقع نظراً لخبرته الطويلة والمتميزة فى هذا المجال . لنا أن نفخر بأن نرى هذا النموذج الملموس من تواجد إدارة عائلية لمثل هذا المشروع الضخم والتى تركت بإدائها بصمات قوية وواضحة على العاملين فأنت تشعر من خلال التعامل مع الناس بالموقع أو بإدارة الشركة أن هناك درجة عالية من الإنتماء لم تكن وليد الصدفة بل إن ظروف العمل والقيادة الحكيمة قد خلقت فيهم هذه الروح وحافظت عليها .
الباب الثاني عشر: الاستثمار فى بلدنا على طريقة انت وبختك
فى معظم بلاد العالم تضع الحكومات اسس وقواعد تنظم العلاقات وتكون الشفافية هى المظله التى تحمى الجميع ولذلك فاننا لا نستغرب ولا نندهش من الفرص الكثيرة التى طاعت على مصر وبدانا نسمع عنها لاول مرة بعد ثورة يناير حيث ان الفساد والذى وصل الى الركب (مقولة ذكريا عزمى صاحب اكبر منجم للفسادد فى بلدنا ).
هذا الفساد الذى أشار اليه الكاتب الصحفى الاستاذ هيكل فى كتابه (مبارك وزمانه من المنصة الى الميدان ) حيث قال انه فساد ديناصورى .. القوانين الجاذبة للأستثمار تبتسم المرونة والواقعية وتتيح الفرصة لرأس المال ان يشعر صاحبه بالأمان او من ثمه تظهر نتائج ايجابية تدفع لمزيد من الاستثمارات انعكاسا للمصداقية والشفافية التى تتمثل فى القوانين والوائح . وبلدنا حالة خاصة فنحن دائما نعتبر انفسنا اجدع ناس وبتالى فليس هناك مجال للمفارنة وهذا المشروع هو نموذج حى وصارخ ومعبر للمسؤلين ان يعيدو النظر فى الظروف والملابسات التى المت به وباصحابه منذ ان كان فكرة الى وقتنا الحاضر ليراجعو انفسهم ان ككانو جادين فى وضع مصر على خريطة العالم الاستثمار العالمى عمتا وفى مجالى التعدين على وجه الخصوص فعندما بدا سامى الراجحى مشروعه الخاص بالرمال السوداء ووقع بالأحرف الاولى اتفاقية مع الحكومة اختلفت الاجهزة والدوائر حول احقية كل من هما فى الحصول على المغانم من نتائج هذا المشروع ووجد المستثمر نفسه فى موقف صعب ولأنه لا يعرف الياس او الفشل فقد توقف الى حين لاكنه مشروعة او حلمه الاخر فى البحث عن الذهب الذى ادخله الى عش الدبابير . يبدو ان المستثمر هو وحظه فلقد كانت تجربة سامى الراجحى ومشروع منج السكرى فى البداية مع الوزير الهمام الدكتور ابرايهم فوزى والذى وقف الى جانب المشروع مدافع عنه ومبرزا اهميته الى يومنا الحاضر واستمرتنفس الروح بل وبشكل اكثر ايجابية مع الوزير مصطفى الرفاعى – فعندما اتصل بيها سامى الراجحى بعد توليه الوزارة لتحديد موعد للتعارف وشرح موضوع البحث عن الذهب لم يستغرق وقتا كثيرا فى الرد فخلال بضع ايام من تولى الوزير مهام عمله حل الراجحى ضيفا فى مكتب وزارة الصناعة ليشرح كل ابعاد المشروع ويجد اذن صاغية واعجاب وتقديرا وتشجيعا لا حدود لهما بل وخلال شهر رمضان تناول الوزير وافراد مكتبة الافطار فى قاعة الاجتماعات حتى انتهو من اعداد النسخة الانجليزية والعربية من المشروع والتى عرضت على مجلس الشعب واقرها .. بل وقد فوجا العاملون بالمشروع مصطفى الرفاعىقدم لزيارة وابدا اعجابة الشديد وتقديره للمشروع ثم رحل الوزير ليحل مكانه الوزير على الصعيدى ويبدو انه صاحب نظرية او مقولة من الاول علشان الحبايبب فلقد استغرق من الوقت سته اشهر حتى التقى به اصحاب المشروع ولم يبدى الوزير اى نيه للأهتمام بالمشروع او محالة فهمه قبل دعمه با انه كان دائما يشير ويؤكد صراحتا انه لايود ذهب فى مصر وان اصحاب المشروع حالمون بل لوصل التحدى الى مخططات لأفساد المشروع وتطفيش اصحابه وقد حال بكل الطرق ان يثنيهم عن عزمهم وتوقف العمل وتقدم اصحاب المشروع بطلب للتحكيم الدولى حيث شعروا بظلم كبير لا معنى له فى دلوه متقدمه .
انكشف الوزيز الصعيدى ورحل من الوزارة وانتقلت مسؤليه هيئة الثروة المعدنية من وزراة الصناعة الى وزارة البترول وكانت بادرة جديدة وايجابية من وزير البترول وقتها المهندس سامح فهمى والذى زار المشروع وابدا تفاهما واضحا ودعما لاصحابه حيث طالبهم بسحب تظلمهم من التحكيم الدولى واعدا اياهم باعاده الامور الى نصابها فقد زا الموضوع وبدات روح ايجابية تبدو على سطح العلاقة وحتى ان االلاعلام وربما للمرة الاولى قد بدا يشير الى اهمية المشروع بالنسبة للأقتصاد القومى وما ان تنفس اصحاب المشروع الصعداء الا وقد تعرضو ايضا لشيئ من عدم الوفاء بالوعد واعتزر منهم المهندس سامح فهمى ايضا معلللا ذلك بانه شخصيا قد غرر به . وقامت ثورة يناير كما ان الثورات تظهر اجمل واقبح ما فى الشعوب فلقد كان حظ ونصيب المشروع من هذه المقولة وافرا ونحن دائما كاشعب معوف عنا المباهله او شده المبالغة فالنظام الذى هللنا وطبلنا وزمرنا له ثلاثون عاما قد هوا وانقلبت الايه ونحن لانعرف الانصاف ولا الموضوعية فااصبح كل النظام السابق فاسدا وانتلقت الشائعات حول كل شئ وفى كل مكان وقيل ان اصحاب المشروع كانو مدعومين من جمال مبارك والحقيقة غير ذلك فالقد عانو الامرين خلال فترة وجده فى الحسب الوطنى فى محاولة لضرب سامح فهمى هاجمو المشروع فى محاولة منهم لأظهار انه كان متعاطفا او كانت له مصلحة مع اصحابه . وعندما نزور المشروع ونجلس مع القائمين عليه والعاملين فيه ونستمع ونحاول ان نفهم ونفسر لمذا حدثت بعض القلاقل والاضرابات داخل الموقع واتضح ان هناك اشخاص لهم تطلعات سياسية او حسابات شخصية كانو على اتصال لأفراد بالعاملين اثروا عليهم وانطلقت شائعات ليس لها اساس من الصحة وللأسف الشديد فأن الاعلام المصرى ايضا قد ساهم بشكل مباشر فى ترسيخ هذه المعلومات المغرضة والحقائق اثبتت مع الوقت ان ضعاف النفوس قد ركبو الموجه فى محاولة للحصول علىى مغانم شخصية .ومن القصص الظريفة التى استمعنا اليها ان مدير المشروع والذى يحظا تقدير واحترام وحب الجميع بالمشروع وفى منطقة مرسى علم كان دائما يسعى لاتاحة فرص التوظيف للشبابواحد هاؤلاء الشباب والذى كان يعمل بأحدالمقاهى فى المدينة وهو خريج جامعة تعاطف معه مدير المشروع واتاح لهه هذه الفرصة ولم يكن الشاب مصدقا نفسه لهذه النقله النوعية فى حياته عليه مديا ومعنويا اندهش مدير المشروع عندما وجده يقف بجوار المجموعة التى قامت بالأضراب بالعمل والذى انهذم وفر هاربا وساله المدير لمذا فعلت ذلك فقالى بصراح للأننى قرات معهم الفاتحة وهنا نقف امام ظاهرة تشير ان التعليم لا يغير من البيئة .. الكثير من القصص والروايات نستمع اليها وهى تشير فى مجملها الى اننا فى حاجة لان نعيد النظر فى سلوكنا وتصرفتنا حتى يحترمنا العالم.
الباب الثالث عشر : مفهوم التنمية والنهضة
عندما تخطط الحكومات لإقامة مشروعات زراعية أو صناعية اوخدمية فدائما يؤخذ في الاعتبار البعد الاجتماعي مع الاقتصادي وأيضا البعد السياسي والذي يتضمن تنمية البشر حيث أنهم زاد وزخر الوطن . ويهلل أبناء المجتمعات الصغيرة والنائية عندما تصل لهم يد التعمير والبناء فبالتأكيد مشروع السد العالي كان ولا يزال وسوف يظل له دور كبير في حياة المصريين فلو نظرنا إلى مدينة أسوان قبل وبعد تشييد المشروع فبالتأكيد هناك فارق كبير :
كذلك مصنع كيما للأسمدة بأسوان ومصنع السكر في كوم امبو ومصنع الألومنيوم في نجع حمادي :
هذه المشاريع نقلت المدن التي أقيمت على اراضيها نقلة نوعية : وعلى مدى البصر في ربوع مصر هناك العديد من المشروعات التي نجحت في أن تنقل وتغير حياة الناس للأفضل : وللأسف الشديد فهناك بعضهم لم يحالفه الحظ لأسباب كثيرة يتقدمها سوء التخطيط ومشروعات أخرى لم تر النور أساسا لأسباب أهمها سوء النية وعدم الاهتمام وضحالة التفكير .
في عهد الرئيس عبد الناصر عندما زار سنة 59 مدينة رشيد فرح الناس لأن الزيارة أسفرت عن اقامة اول مصنع لتصنيع التمور والعجوة والذي ضم العديد من أبناء المدينة للعمل فيها : وعندما ظهر الاهتمام العالمي بمدينة رشيد لكونها تعتبر ثاني أكبر مدينة بعد القاهرة يوجد بها آثار اسلامية وتقدمت تركيا وفرنسا بعرض التعاون مع علماء الآثار والسياحة ورحبت مصر بذلك وظهرت بوادر تنشيط سياحي في المدينة المنسية والتي يلتقي عند أراضيها مصب النيل مع البحر المتوسط : هذه المدينة التي ورد ذكرها في القرآن ” بينمها برزخ لا يبغيان ” .
وعندمت عاد سامي الراجحي ابن رشيد من استراليا قدم للدولة مشروعه عن استخلاص المعادن من الرمال السوداء وأشار حسب خبرته إلى أن هذا المشروع لو أراد له ان يرى النور فسوف ينقل مدينة رشيد إلى مستوى أفضل من الحياة سيتيح فرص عمل لآلاف المواطنين في مدينة اشتهرت بكثرة المقاهي وطول فترات جلوس الناس بها :
للأسف الشديد قد تعرض المشروع لسوء الفهم والاهمال كغيره من المشاريع ودخل صاحب الفكرة في دوامة من المتاهات مع الاجهزة الحكومية حيث السؤال التقليدي من الذي سيأخذ التورتة :
ان الاصرار والعزيمة جعلت دوامات الاحباط تقترب ثم تبتعد عنه سريعا فهو ينظر إلى الأمام دائما ويعتقد ان مقولة نابليون بأن اللغة الفرنسية لا يوجد بها كلمة مستحيل فهو يعزي ذلك إلى انهم دخلوا رشيد وغادروها وتعلموا هذه الحكمة من ابنائها وتزوج القائد الفرنسي مينا أحد فتيات رشيد حسب القصة المشهورة.
وتقدم الراجحي بمشروع استخراج الذهب والتجربة يحكيها للمهتمين والعالمين والعارفين بصناعة التعدين ليدركوا مدى الجدية والاهتمام من شخصه ومدى الجهل والعناد من جانب بعض المسؤولين فلقد تندر عليه أحد الوزراء واقسم بأغلظ الايمانات انه لايوجد ذهب في مصر:
ولأن آلة الاعلام كالمفرمة ظالمة وجاهلة ” وكان الانسان ظلوما جهولا ” فلقد تعرض المشروع وصاحبه لحملات تشكيك وتضليل كانت تهدف لإثنائه عن عزمه حتى ينوي الرحيل.
والذين كتبوا في الصحف والمجلات والذين تحدثوا بالقنوات الفضائية في برامج عديدة “توك شو ” لم ينصفه منهم إلا قليلين وعلى استحياء لانهم كانوا يسبحون ضد التيـــار والمسألة بسيطة فعندما فقدت اعلامية شهيرة مصداقيتها وحرفيتها خلال استضافتها لمجموعة من الضيوف كانوا مشتركين في جلسة ردح واساءة للمشروع واتهام أصحابه بأن الذهب يسرق ويغادر البلاد في طائرات خاصة وان هذه الثروة تخص كل المصريين ويجب على الدولة ان تفيق :
وأضافت من عندها عبارة ان المنجم هو مغارة على بابا والأربعين حرامي : ولا يوجد في العالم المتحضر او المتخلف اعلام بهذا المستوى الهابط والغير مسئولة
وفي محاولة من البرنامج لاسترضاء القائمين على المشروع استضافوه مرة أخرى لاظهار الحقيقة والاعتذار بشياكة : وضحك سيد الراجحي عندما صافحهم وقال لهم مقدما نفسه بكل الاعتزاز بالقدرة بشخصه والسخرية منهم : قال: انا علي بابا
وطوال أكثر من عشرة سنوات كنت أتابع عن قرب أخبار مشروع منجم السكري وحتى في ظروف سفري وتواجدي خارج مصر إلا أن ثقتي الشديدة في اخلاص أصحابه والقائمين عليه جعلني اتابع ما يكتب عنه على مستوى العالم : وهنا كانت حيرتي ودهشتي وعذابي :
فالدنيا كلها عامة وخبراء التعدين والمناجم على وجه الخصوص يتحدثون عنه بشئ من الموضوعية والايجابية وكيف أن تألف مثل هذا المشروع سوف يفتح الأبواب أمام مصر لتكون قبلة الاستثمار في مجال التعدين لانها لم تكن من قبل موضوعة على خريطة العالم في هذا المجال اعتقادا من الخبراء بأنه لا يوجد بها معادن ذات قيمة تذكر ولضعف مستوى الأداء المهني للقائمين على هذه الصناعة في مصر وانهم ايضا لم يجيدوا التسويق لاظهار ما لديهم من خيرات وثروات وحتى ان صدقت النوايا ولم يخلوا الحديث عن بعض ايجابيات لاناث مخلصين وخبراء مصريين تحدثوا واشاروا لوجود معادن كثيرة ذات اهمية كبيرة في الأراضي المصرية لكن العقبة والصعوبة هي ان القوانين ليست جاذبة بل طاردة للاستثمار وتحتاج الى مراجعة واعادة نظر حيث ان التنافس العالمي شديد في مسألة جذب المستثمرين :
فالتعدين مغامرة يحسب لها ألف حساب ويختلف عن اي نوع آخر من الاستثمار . وقد كان لي الشرف ان اذهب في رحلة عمل الى مرسى علم في صحبة فريق اعلامي وامضينا عدة ايام عشنا فيها في منجم السكري مع العاملين فيه وايضا اتيحت لنا الفرصة ان نجلس ونتحاور ونسمع لآراء وانطباعات المجتمع المحلي :
الناس : أهل البلد : حيث قالوا كلاما هاما يسجل لصالح المشروع فهم اصحاب المصلحة وشهادتهم ليس من السهل ان تكون بها مجاملة وعدنا نسجل بالكلمة والصورة والصوت ما الذي شاهدناه وما الذي قاله العاملون المصريون والخبراء الأجانب وأيضا الناس أصحاب المدينة ” مرسى علم “