قال محمد سامح، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر، إن الأزمة التي تعيشها مجموعة “أبراج كابيتال” الإماراتية، تهدد صناديق الاستثمار المباشر الناشئة في المنطقة العربية، بسبب فقدان الثقة لدى العديد من المستثمرين والشركات في صناديق الاستثمار المباشر حاليًا، مؤكدًا أن الصناديق المصرية لن تتأثر، لأنها تقتصر على الاستثمار في السوق المحلية فقط.
وتواجه مجموعة “أبراج كابيتال” الإماراتية، التي كانت تدير أصولًا تتراوح بين 13-14 مليار دولار لصالح مؤسسات وهيئات من مختلف الدول العربية والأوروبية، شبح الإفلاس، حيث واجهت اتهامات بسوء استغلال أموال بعض من مستثمريها واستخدامها في تمويل عملياتها الخاصة نتيجة وجود عجز نقدي لدى الشركة.
وقالت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، إن الشركة التي تتخذ من دبي مقرًا لها، تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أسسها رجل الأعمال الباكستاني عارف نقيفي في عام 2002، وتعاني الشركة حاليًا من أزمة سيولة حادة قد تعصف بها وتلقي بها إلى حافة الإفلاس، وسط محاولات لإعادة هيكلتها، نتيجة مزاعم بشأن سوء إدارة استثمارات صناديق استثمار.
وكانت شركة أوراسكوم كونستركشون ليمتيد، إن شركة أبراج كابيتال الإماراتية تخارجت من الشركة ببيع كامل حصتها بها.
وذكرت الشركة في بيان للبورصة المصرية يوم الخميس 14 يونيو: “شركة أبراج كابيتال قد قامت ببيع كامل حصتها المتمثلة في 5.4{2c289d7b2659ab6207670dd8e4d34cd2c245bfab6e6da19450a4f50a7bbfcf10} أو 6256155 سهم في رأسمال شركة أوراسكوم كونستركشون ليمتد”.
وأشارت: “نتيجة لهذه العملية فان شركة أبراج لا تمتلك أية أسهم في رأسمال شركة أوراسكوم كونستراكشون ليمتد”.
وأضاف “سامح” في تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام”، أن استثمارات أبراج كابيتال خلال الفترة الأخيرة، كان عليه علامات استفهام كبيرة، حيث ضخت استثمارات في مختلف الأسواق بطريقة مبالغ فيها وبمعدلات مخاطر مرتفعة، ولم تتحرك الأسواق وفق أهوائها، ولذلك تعرضت لأزمتها الراهنة.
وأوضح أنه من المتوقع أن يكون لأزمة أبراج تأثير سلبي على صناديق الاستثمار الأخرى في المنطقة العربية، لاسيما النائشة، خاصة أن “أبراج” من الشركات الرائدة عربيًا في إدارة الاستثمار المباشر.
وأكد أنه لا يمكن الجزم بانهيار وإفلاس “أبراج”، لأنه قد يتدخل بعض المساهمين في اللحظات الأخيرة ويضخون أموالاً جديدة لإنقاذ عملاق الاستثمار المباشر في دبي، خاصة أن استثماراتها متشعبة في المنطقة العربية، لافتًا إلى أن بعض المساهمين سيقومون بسحب أموالهم من الصناديق التابعة لأبراج.
وأشار “سامح” إلى أن أبراج صعدت بقوة الصاروخ، وبدايتها الاستثمارية كانت إيجابية، ولكن التوسع الكبير للغاية مؤخرًا، أضعف سيولتها، ويبدو أنه كان غير مبني على دراسات جدوى قوية، حيث ينبغي على الشركات الكبرى تقييم مشروعاتها وتوسعاتها من فترة إلى أخرى ودراسة سيولتها قبل الدخول في مشروعات جديدة.
وتابع: “بنوك الاستثمار وصناديق الاستثمار المباشر المصرية، لن تتأثر بما حدث لـ”أبراج”، لأن الصناديق المصرية تستثمر في السوق المحلية فقط، بعكس أبراج التي تستثمر في الإمارات وخارجها”.
ونوه رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر، بأنه سيتوقف جيل جديد من شركات الاستثمار المباشر المقاربة لـ”أبراج” في الحجم والهيكل على مستوى الدول العربية، ولكن الصناديق الكبرى مثل صندوق أبوظبي للاستثمار، لن يتأثر بما حدث لـ”أبراج”، لأن “أبراج” يمتلكها أفراد، بعكس صندوق أبوظبي الذي يمثل الحكومة الإماراتية.