نيويورك- أمجد مكي:
كرمت منظمة الأمم المتحدة السيدة وداد بوشماوي لحصولها علي جائزة نوبل للسلام عام 2015، حيث أعلنت لجنة نوبل النرويجية الجمعة منح جائزة نوبل للسلام 2015 إلى المنظمات الأربع التي قامت بالوساطة في الحوار الوطني في تونس تقديرا “لمساهمتهما الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في العام 2011”.
ويضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة المحامين.
وقالت كاسي كولمان فايف رئيسة اللجنة “أسس الرباعي لعملية سياسية بديلة وسلمية في وقت كانت البلاد فيه على شفا حرب أهلية”.
وأضافت “تهدف الجائزة قبل أي شيء إلى تشجيع الشعب التونسي الذي ورغم التحديات الكبيرة أرسى قواعد الإخاء الوطني الذي تأمل اللجنة أن يكون مثالا تحتذي به دول أخرى”.
وجائزة نوبل للسلام هي الوحيدة التي تمنح في النرويج بينما تمنح الجوائز الباقية في السويد.
وكان إتحاد الشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة المحامين التونسيين، قد قادوا جهودا مضنية في صيف 2013 لإدارة حوار وطني خاصة بين الإسلاميين والقوى العلمانية في أعقاب أزمة سياسية حادة عصفت بحكومة “الترويكا” بقيادة حركة النهضة الإسلامية إثر اغتيال شكري بلعيد مؤسس الائتلاف الحزبي اليساري “الجبهة الشعبية” في 6 فيفري 2013 بالرصاص أما منزله من قبل جهاديين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكادت تونس أن تغرق في مستنقع الفوضى الامنية نتيجة فشل الائتلاف الثلاثي الحاكم الذي قاده الاخوان في إدارة البلاد وتوفير الحماية الأمنية اللازمة للقيادات السياسية وفي مقدمتها القيادات العلمانية التي وجدت نفسها “مستهدفة” من قبل التنظيمات المتطرفة والتي تتهم النهضة بأنها تساهلت معها أو سهّلت تغلغلها في تونس.
وأشرف الاتحاد العام التونسي للشغل مع اتحاد الصناعة والتجارة ونقابة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الانسان على الحوار في نهاية 2014 والذي أفضى لاتفاق تخلت بموجبه حركة النهضة الاسلامية عن الحكم لحكومة كفاءات غير سياسية سلمت الحكم بدورها بعد انتخابات حرة في نهاية 2014.
وقالت لجنة نوبل للسلام إن الوساطة التي قادتها المنظمات الأربع “قامت بتنظيم “حوار وطني” طويل وصعب بين الإسلاميين ومعارضيهم وحملتهم على التوافق لتجاوز شلل المؤسسات”.
رسالة امل وتكريم لتونس
وعلقت وداد بوشماوي رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة على هذا الحدث بالقول “ولدنا من جديد اليوم” مشيدة بدور مؤسسات المجتمع المدني وبفضل تعاون الأحزاب “.
وقالت “لأول مرة ترفع راية تونس في نوبل”.
أما عبدالستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فقد نوه بدور الرباعي، مضيفا أن حصوله على جائزة نوبل للسلام هو عيد بالنسبة للتونسيين ويفتح أبواب الامل ويعطي حافزا لتشجيع الحوار.
واشار إلى أن هناك خلافات بسيطة وهذا امر عادي لا يفسد للود قضية و”تونس بقيت قلعة باعتراف المجتمع الدولة”.
واعتبر الرئيس الباجي قائد السبسي في كلمة له الجمعة أن حصول الرباعي على جائزة نوبل للسلام ليس تكريما له فقط بل تكريما وتكريسا لمنهج الحوار والحلول التوافقية التي اعتمدتها تونس.
وأضاف “ليس لتونس حلا آخر سوى الحوار رغم الاختلافات العقائدية والمذهبية” مضيفا علينا أن نتفق أننا في حرب ضد الإرهاب وأن ننخرط سوية لمحاربتها”.
وعبّرت رئاسة الحكومة التّونسية عن “بالغ الاعتزاز بحصول الرباعي الرّاعي للحوار الوطني في تونس على جائزة نوبل للسّلام