نددت واشنطن بمشروع روسي – صيني «خبيث» لإبرام معاهدة لكبح سباق تسلّح في الفضاء، مبدية قلقاً من سعي موسكو الى امتلاك أسلحة تستخدم في الفضاء. لكن روسيا أعلنت استعدادها لتناقش مع الولايات المتحدة ملف أحدث أسلحتها الاستراتيجية، فيما نددت بكين بـ «محتوى سلبي» تضمّنه قانون الموازنة العسكرية الأميركية الذي وقّعه الرئيس دونالد ترامب.
وبلغت موازنة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للعام 2019 رقماً قياسياً (716 بليون دولار)، واعتبر ترامب أنها «ستؤمّن للعسكريين الأميركيين القوة النارية التي يحتاجونها في أي نزاع، لتحقيق نصر سريع وحاسم». وتطرّق الى القوة الفضائية التي يسعى الى تشكيلها وجعلها الفرع السادس في القوات المسلحة الأميركية، وتتطلّب موافقة الكونغرس، قائلاً: «كما في الجو والبر والبحر، بات الفضاء ميداناً للقتال. (منافسونا) بدأوا بتسليح الفضاء، بل أن الصين أنشأت فرعاً جديداً في قواتها المسلحة للإشراف على برامجها العسكرية في الفضاء. لا يكفي أن يكون هناك وجود أميركي في الفضاء، يجب أن تكون هناك هيمنة أميركية عليه».
وأعربت الخارجية الصينية عن استياء من «المحتوى السلبي المرتبط بالصين» في الموازنة، لا سيّما أنها تدعو الى مساعدة تايوان على تحسين دفاعاتها. وحضّت بكين واشنطن على التخلّي عن ذهنية الحرب الباردة، منبّهة الى أن الموازنة «تمسّ الثقة» بينهما و»تدمّر مناخ» تعاونهما العسكري.
في جنيف، نددت واشنطن بمشروع روسي – صيني لإبرام «معاهدة حول الوقاية من نشر السلاح في الفضاء، واستخدام القوة ضد أجسام في الفضاء أو التهديد بذلك». ولفت المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود إلى «ثغرات هائلة» في المشروع، فيما اعتبرت يليم بوبليتي، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون مراقبة التسلح، أنه «مليء بشوائب». وأضافت أمام مؤتمر للمنظمة الدولية يناقش اتفاقاً جديداً لمنع أي سباق تسلّح في الفضاء، أن «الجهود الخبيثة التي لا طائل منها، ليست الحل» لتسوية هذه المشكلة، متهمةً موسكو بـ «مواصلة تطوير أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية ونشرها»، بينها نظام ليزر محمول لتدمير تلك الأقمار في الفضاء، ووضعها جهاز مراقبة فضائي جديداً في مدار حول الأرض. وزادت: «هذا دليل آخر على أن تصرّفات الروس لا تتطابق مع أقوالهم».
في المقابل، اعتبر المندوب الروسي أن انتقادات بوبليتي قد تكون محاولة لصرف الأنظار عن سعي الأميركيين الى السيطرة على الفضاء، قائلاً: «في كل مرة أرادوا إخفاء نياتهم، يسلّط الديبلوماسيون الضوء على أمور أخرى».
في الوقت ذاته، أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده مستعدة لتناقش مع الولايات المتحدة أحدث أسلحتها الاستراتيجية، رغم كونها خارج إطار معاهدة القوات النووية متوسطة المدى المُبرمة في ثمانينات القرن العشرين.