تتشرف الجريدة باتاحة الفرصة للقراء الاعزاء أن يقوموا بإرسال أسئلتهم واستفساراتهم للاجابة عليها والخاصة بأي مشاكل أسرية أوإجتماعية للأستاذة / سلمي حبيب بداية من العدد القادم ان شاء الله …ونقدم للقراء الأعزاء في هذا العدد مقدمة للأستاذة سلمي حبيب لكي تقدم نفسها للقراء الأعزاء أبناء الجالة وتنتظر منكم ارسال أسئلتكم علي إيميل الجريدة … وتتمني الجريدة أن تنال هذه الخدمة رضا أبناء جاليتنا العربية في الولايات المتحدة .
علم النفس والجنون ..!
هل تعتقد انك محتاج لاستشارة نفسيه؟ طبعا لا! هذا هو الرد الاول والنهائي على سؤال “مهين” كهذا. كيف يمكن لنا نحن العرب ان نقدم كل ما يختلج في صدورنا على طبق من فضه لشخص غريب يدعو نفسه “استشاري نفسي”! لقد اعتدنا ان نحل مشاكلنا الخاصه في داخل إطار العائلة ومع اقرب الأقربين وبدون تدخل خارجي.
نظرة العربي لعلم النفس في معظمها تتلخص انه مرتبط بالجنون والضعف وعدم الاستقرار. هل سيسمح لي القارئ العزيز ان أتحدى هذه النظره؟ لقد اثار موضوع علم النفس حب استطلاعي فدرسته وبحثت في بحوره لمدة عشر سنوات.
حياتنا، اختياراتنا، آراؤنا، تعاملاتنا ومشاعرنا تنتج عن أسباب لربما علمنا بعضها، تجاهلنا بعضها وجهلنا بعضها الاخر. كلما فهمنا أنفسنا والآخرين اكثر كلما ازداد إدراكنا…ام هي ان إدراكنا هو ما ساهم في ازدياد الفهم؟ اسئله كثيره أردت الإجابة عنها وكلما سألت المختصين كانت إجابتهم السحريه: “الامر يتعلق بأمور عديده…it depends”. وهكذا، ومنذ أولى تجاربي في بحر علم النفس علمت ان اليقين الوحيد هو اللا يقين. لكل حالة شروطها وظروفها ولا يمكننا التعميم. هذا لا يمنع وجود العشرات من النظريات التي تطفو على السطح في تسارع وتزيد من ارتباك محتمل.
كيف لي في وسط اللا يقين والارتباك ان افتح قنوات تواصل نفسيه مع أبناء وبنات جاليتنا العربيه الامريكية؟ هذا السؤال هو ما حفزني على دراسه العرب وعلم النفس كعلاقة نادراً ما تتواجد في النور ولو كانت فهي تسكن في ظلمة الخفاء. يخجل العرب من التوجه الى أخصائي نفسي او حتى من التفكير في ذلك سرّا. هذه حقيقه تتعلق في حضارتنا العربيه وعاداتنا وتقاليدنا الجميله في معظمها. تتصف الحضارة العربيه بالاهتمام في المجموعه قبل الشخص الواحد وتتسم الحضارات الغربيه بالتركيز على الشخص الواحد، حتى لو كان ذلك على حساب المجموعه. أين المشكله اذا؟ لقاء الحضاره العربيه مع الامريكية الغربيه هو ما يشكل أزمة للعديد من المهاجرين العرب، أبناء الجيل الاول، الذين لم يولدوا في الولايات المتحدة الامريكية. وتتفاقم الازمه عند وجود صدام ما بينهم وبين أولادهم من الجيل الثاني، الذين ولدوا في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا ينطبق أيضاً على هؤلاء الذين هاجروا الى أمريكا مع أولادهم الصغار الذين سوف يكبرون فيما بعد ويزيدون من حدة التصادم الحضاري.
التأرجح بين الحضارتين العربيه والأمريكية له نتاجه السلبي منه والإيجابي. لقد سعدت بأن تسنح لي الفرصه للتواصل معكم، لربما نجد سبلا لفهم بعض مما نعانيه يوميا، من ابسط الأشياء الى أكثرها تعقيدا. أعدكم ان أقدم لكم في كل لقاء البعض مما درست وبحثت في علم النفس وسأكون الأسعد لو اخترتم محاورتي.
تحياتي
سلمى حبيب
Salma Habib Khshaiboon, MA