من أرشيف رؤية

يحيي الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والشتات الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض، وسط آلة استيطانية شرهة تلتهم وتهود وتخنق وتزنق وتشرد وتغتال، آلة تمثل رأس حربة لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، ويمثل جدار الفصل العنصري واحداً من ذيولها المتعددة ليتغول بهدف طرد أصحاب الأرض الأصليين، وزنقهم في مساحات ضيقة ليقضوا اختناقًاً.

تكتسب ذكرى يوم الأرض” بعداً مختلفاً عند (اللاجئين) الفلسطينيين في مخيمات الوطن والشتات بما تجسده من معاني النضال والتشبث بالأرض وحق العودة. وبما تمثله من ذكريات الحب والحنين بين الأرض وصاحبها، تلك الأرض التي طالما اشتاقت لحبات العرق من جبين من حرثوها وغرسوها طوال سني عمرهم، يرتبط (اللاجئون) بين سنوات لجوئهم الممتدة عبر ستين عاماً كنتاج للتهجير القسري من ديارهم وأراضيهم عام 1948، وهبّة الثلاثين من آذار عام 1976 التي تصادف ذكراها هذه الأيام كامتداد للعدوان الممنهج وكعنوان بارز لنضال الشعب الفلسطيني بخاصة والعربي بعامة وتمسكه بوطنه وأرضه.

 

ولقد جرى العديد من المحاولات الإسرائيلية لتوطين المهجرين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم حيث بدأ الاحتلال بعد حرب 1967، في طرح مشروعات توطين (اللاجئين) المهجرين من أراضيهم، وذلك لأنه يعدّ أن عودة (اللاجئين) المهجرين إلى أراضيهم التي اغتصبت سنة 1948 تهدد كينونته وأمنه وعدّه مشروعات التوطين حلاً لمشكلة الأمن الإسرائيلي.

 

من جهة ثانية ينكر ما قام به من مجازر وتهجير السكان قسرياً وعد الأنظمة العربية هي المسؤولة عن مآسي هؤلاء (اللاجئين) المهجرين ولاعتقاد الكيان الصهيوني بأن الفرصة سانحة أمامه لفرض حلول لقضية (اللاجئين) المهجرين بسبب الضعف العربي والانحياز والدعم الأمريكي والدولي إلى جانبه.

اليوم، وبعد 38 عاماً، على ذلك اليوم الخالد في النضال الوطني الفلسطيني، جرت مياه كثيرة وسالت دماء غزيرة وشهدت المنطقة أحداثاً جساماً، تجعل من الضروري والهام الوقوف على واقع القضية الفلسطينية والكشف عما حدث فيها من أخطاء، وتصويب مجرى النضال الوطني الفلسطيني، بما يتناسب والتحديات التي يواجهها الواقع الفلسطيني، والذي أدى إلى تراجع القضية الوطنية الفلسطينية على غير صعيد، ما يتطلب مراجعة نقدية جريئة إلى كل ما آلت إليه القضية الفلسطينية.

حيث زاد من صعاب ما تتعرض له الواقع العربي المتراجع ومتاهاته، وقبل أن يفرض على الشعب الفلسطيني اتفاقيات جديدة أكثر خطورة من اتفاقية أوسلو وملحقاتها، في ضوء تصاعد سياسات القتل الإسرائيلية، وانفلات إجراءات الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، والخطر المحدق بالقدس، من خلال طرد سكانها وإحاطتها بالعديد من المستوطنات، في محاولة محمومة لخلق وقائع جيو سياسية على الأرض. والوقائع والمعطيات الإسرائيلية ـ الأمريكية  تشير إلى ذلك بوضوح.

ولتقريب الصورة أكثر، لا بد من الربط بين الدور الذي لعبته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ”الصغير” والدور الحالي الذي تلعبه إدارة الرئيس باراك أوباما حول ملف الصراع العربي ـ الصهيوني، حيث ملأت إدارة الأول الفضاء ضجيجاً وفرقعات إعلامية بأنها على أعتاب فتح مبين ينهي الصراع ويرسي السلام الشامل، وذلك حين أعلنت عن خطة ”خريطة الطريق” وأتبعتها بأطروحة قيام دولتين فلسطينية وصهيونية تعيشان جنباً إلى جنب، وما أعقب ذلك من رسالة الضمانات من بوش ”الصغير” إلى مجرم الحرب ”أرييل شارون” إلى اجتماعات ومؤتمرات كان أشهرها مؤتمر أنابوليس للسلام.

 

أما إدارة الرئيس باراك أوباما فتدلف اليوم إلى أتون ملف الصراع بالحماس ذاته والهدف نفسه، ولكن بصيغ ومصطلحات أخرى وهي ”حل الدولتين” و”اتفاق الإطار”.


إذن، هناك تكامل في الالتزام بتنفيذ ثوابت السياسة الأميركية وبخاصة فيما يتعلق بملف الصراع العربي ـ الصهيوني، حيث إن هذا الالتزام يتبدى في صورة مواقف أميركية ـ صهيونية مشتركة، فحديث أوباما عن إمكانية تعديل حدود عام 1967م وتبادل الأراضي بين الجانبين الفلسطيني والمحتلين الصهاينة، والاعتراف بما يسمى ”يهودية” كيان الاحتلال الصهيوني، وتعويض اللاجئين الفلسطينيين مقابل عدم عودتهم، وكذلك وضع القدس المحتلة، ليس جديداً، وإنما هذه المواقف والتوجهات نادى بل عمل عليها الرئيس السابق جورج بوش ”الصغير”، وأثارت حفيظة الشعب الفلسطيني لما تنطوي عليه من مؤامرة لشطب القضية الفلسطينية.


الجديد في الأمر هو أن الولايات المتحدة تعمل الآن على استثمار فوضاها ”الخلاقة” وتفشي الإرهاب في المنطقة وسيطرته تحديداً على الدول العربية الفاعلة والمؤثرة، وكذلك استثمار ”الحرد” لدى بعض القوى العربية الناشئ عن المراهقة السياسية، في التعجيل بترتيب أوضاع المنطقة بما يخدم مصلحة حليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الصهيوني، ويضمن له البقاء والأمن، ولذلك ليس مصادفة أن يأتي الإفصاح عن تفاصيل ”اتفاق الإطار” الذي أعلنه جون كيري وزير الخارجية الأميركي كقاعدة للتفاوض…

 

حيث كشف المبعوث الأميركي لمفاوضات السلام الفلسطينية ـ الصهيونية مارتن إنديك عن خطوط عريضة للاتفاق الإطاري من بينها اعتراف متبادل وترتيبات أمنية، وتعويضات لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود، والاعتراف بما يسمى ”يهودية” كيان الاحتلال، والسماح لما يتراوح بين 75 في المائة إلى 85 في المائة من قطعان المستوطنين بالبقاء في مستوطناتهم في الضفة الغربية، وإقامة منطقة عازلة أمنية عند الحدود بين الأردن والضفة الغربية، أي منطقة غور الأردن، وسيتم بناء جدار جديد في هذه المنطقة ووضع أجهزة استشعار وستستخدم طائرات من دون طيار وذلك بتمويل أميركي.

 

ومن ينظر اليوم إلى واقع حال الضفة الغربية يجد أنها أصبحت محتلة بالكامل، ولذلك فإن الحديث عن بقاء 75 في المائة إلى 85 في المائة من المستوطنات في الضفة الغربية تحت السيادة الفلسطينية هو خداع محض، فهو مجرد طعم ليقبل الفلسطينيون بمضامين اتفاق الإطار التصفوي، وحين تبدأ مفاعيله على الأرض سيجد الفلسطينيون أيديهم خالية من أي شيء، ذلك أنه لم يبقَ من الفلسطينيين سوى 10 في المائة في الضفة، أي أن الغالبية الكاسحة والعظمى لقطعان المستوطنين، فمن يسود من؟ فضلاً عن أنه من الوارد اللجوء فيما بعد إلى استفتاء أو إلى البحث عن وسيلة ما بحيث بموجبه أو بموجبها يتم رفض السيادة الفلسطينية، أو ممارسة تطهير عرقي وعنصري لطرد الفلسطينيين الذين يمثلون 10 في المائة.

 

 

ولذلك، وفي ظل هذا الراهن المعيب والمؤلم يبقى الأسف تعبيراً غير قابل للصرف المعنوي، وندب الحظ على مواقف بعض الوسطاء الدوليين في الصراع العربي ـ الإسرائيلي من تبنيهم في خطابهم السياسي المواقف الإسرائيلية، بل والتدخل لدعم التوجهات الإسرائيلية التي غالباً ما تتخذ لتغيير هوية الأراضي والمدن الواقعة تحت الاحتلال والمحاولات التي تستهدف القدس المحتلة الآن بتغيير هويتها الفلسطينية (العربية والإسلامية) هي أبلغ الشواهد على ذلك، حيث يكرس كيان الاحتلال الإسرائيلي احتلاله المدينة المقدسة، وإعلانها عاصمة أبدية له وتدنيس المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهدم أساساته، وتوالي هذا التدنيس وسط حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وتحت مسمع ومرأى المتاجرين بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني.

 

ولهذا فإن مناقشات الكنيست الإسرائيلي لانتزاع الولاية على القدس الشرقية من الأردن، ليست شيئاً مثيراً للدهشة ولا يبدو أنها مثيرة للغيرة والانتصار للمسجد الأقصى وللشعب الفلسطيني، في زمن عزت فيه النخوة والشهامة والكرامة والكبرياء، وأصبحت مختنقة بأدخنة العمالة والنذالة والخسة والتواطؤ والتبعية والقبول بوظيفة خادم عند سيد صهيوني مارق على القانون والشرائع الدولية وطابخ للمؤامرات وصانع لحفلات الدم المجنونة بحق الأبرياء العرب والمسلمين.

إذن، نحن أمام خطأ تاريخي ومفصلي بتصفية القضية الفلسطينية تلعب فيه قوى عربية دوراً بارزاً، مثلما لعبت ولا تزال في تدمير دول عربية لخدمة طرف واحد وهو كيان الاحتلال الصهيوني عدو المنطقة كلها، ما لم تحصل معجزة تنتشل المنكوبين من الفلسطينيين والسوريين والعراقيين وغيرهم من بين براثن المتآمرين والعملاء.

يوم الأرض، يوم انتفاضة الدماء لحماية أرض الأجداد، يوم  نهاية الحلم الصهيوني بترويض أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، عبر أدوات القمع تارة وعبر الإغراءات تارة أخرى فانتفض أهل الدار، بالدماء معلنين أن الأرض لنا، ولن تُسرق منا ولن تُزور بأسماء من اختراعات حاخامات الصهاينة… وفي هذه الأيام يتصدى المواطنون الفلسطينيون لاعتداءات قطعان المستوطنين المستمرين في عدوانهم الظالم والاستيطان المستشري في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

أياً يكن الأمر، نحن أمام وضعية جديدة للحراك الشعبي الفلسطيني… نحن أمام يقظة عربية وإسلامية جديدة… عنوانها الأرض، هذه اليقظة قد تتطور وتتصاعد، وقد تنتكس وتتراجع… نقطة البدء في تطوير هذه الظاهرة التي تهز أركان الحلم الصهيوني القائم على الاستيطان والتهويد وتغيير معالم المدن العربية الفلسطينية، تبدأ من فلسطين والفلسطينيين أنفسهم، وقبل غيرهم، ولقد أظهرت الجماهير الفلسطينية في الداخل والشتات، ولاسيما في الضفة الغربية، استعداداً تاماً لاستعادة ”غضبها الذي لم يهدأ إلا ليثور من جديد”…

فيوم الأرض هو يوم الحقوق الثابتة غير القابلة للتفاوض، وهو يوم الهوية، وحق الفلسطيني بالتحرر الوطني، وتقرير المصير بالإرادة الوطنية الخالصة، وهو يوم يجب أن يتم فيه تجديد الذاكرة العربية التي أخذتها سياسات المتآمرين على قضية العرب الأولى فلسطين إلى فضاءات تعطي فيها كيان العنصرية والاستيطان الفرص الكافية للمزيد من الاستيطان والتهويد وضم الأراضي دون أي مقاومة بحجة عدوٍ آخر صار أكثر خطورة على حياة العرب ومستقبلهم من الصهاينة والغزاة ومشاريعهم الشرق ـ أوسطية التفتيتية للأمة العربية جغرافياً وتاريخاً.

نعم يدخل يوم الأرض في هذا العام إلى فضاءات التحول العربي المريبة التي لم تعد جادّة في تذكرِ فلسطين، والأراضي التي تحتلها إسرائيل. لا تذكّر القدس وهدم المسجد الأقصى المزمع، ولا التهويد وإقامة الدولة اليهودية مع حرمان الفلسطينيين من دولتهم الوطنية اللازمة أسوة بشعوب الأرض، وكل الذي تصر على تذكره هو حقوق الإنسان العربي في نظامه العربي، وكذبة الديمقراطية المبحوث عنها والحرية، والربيع العربي الذي حصل من أولى مهامه هدم الدولة الوطنية العربية، وإدخال العرب في أجواء الانقسامات الداخلية، والحروب الأهلية، وتجريف ثرواتهم في خضم ذلك.‏

هذه هي ـ مع الأسف ـ أجواء العرب الراهنة، فهم قد أدخلوا منذ بداية 2011 إلى فضاءات تم تصويرها بأنها فضاءات تجديد النظم العربية، والتوجه نحو أهداف الأمة في التحرر الوطني، والقومي، والإنساني، ولكن ما حصل الآن على ضوء ربيع تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، هو أن نزاعات داخلية حول تركيب النظم الجديدة لن تؤدي إلى التوافقات على تركيبها، بل الظاهر أن النزاعات المسلحة من ليبيا حتى اليمن تنذر بما نبّهت إليه القوى العربية غير المرتبطة بالمخطط الصهيوأميركي حين نبهت من أخذ مسألة الربيع حجة لنسف الجغرافية الراهنة للعرب، جغرافية سايكس ـ بيكو، واستبدالها بكيانات قبلية، وطائفية، وعرقية، ودينية، لن تعود معها وحدة الأمة الجيو ـ تاريخية لأكثر من قرون من الزمان وستكون أكثر خطورة من سايكس ـ بيكو.‏

اليوم نحيي الذكرى الـ 38 ليوم الأرض، يوم فلسطين، يوم الوطن… ذكرى نجددها كل عام لنقول مع الشعب الفلسطيني: نحن هنا، فلسطين أرضنا وسنعود إليها.

والشعب الفلسطيني بكامله يشعر بأنه صاحب حق، ومن ثم فهو يتحمل كافة الصعاب، ويواجه المآسي بصدر مفتوح وعزيمة لا تلين، يدفن شهداءه على مذبح الحرية، سواء أولئك الذين يسقطون في سجون الاحتلال الصهيوني أو بين أحضان أرضه وترابه ومقدساته ودوره، مستمداً من هؤلاء الشهداء العزيمة والحافز، متخذاً منهم القدوة في التضحية والفداء وبذل الأموال والأنفس رخيصة في سبيل الوطن واسترداد الحقوق، ما يعطي وقوداً لا ينضب يقف خلفه كرم إلهي ولطف خفي يرسله المولى جلت قدرته إلى هؤلاء المرابطين والمرابطات بأن جعل أرحامهن خزاناً ضخماً من الوقود البشري بتخريج جيوش الحق التي تدافع عن الحق وتكافح من أجل البقاء والذود عن الأرض والعرض والكرامة والشرف والمقدسات.

حيث تظل أرض فلسطين المحتلة أولى بهذا الوقود وهذا الرباط وهذه السواعد في زمن خنعت فيه الإرادة، وشوّهت فيه المبادئ والقيم، وميّعت الكرامة والعزة والإباء، وضرّجت المصالح بدماء الأبرياء، وتوجرت بحقوق الإنسان والأعراض والأرض.

واليوم نحن أحوج ما نكون ليوم للأرض، يوم للوطن في كل بلداننا العربية وليس في فلسطين فقط لأن رياح الانقسام والتشرذم وتفتت الأرض وضياعها، تعصف بنا جميعاً، والمأساة أنها رياح عربية بتنا مع استمرار عصفها بنا نخجل أمام فلسطين وقدس أقداسها، فما عسانا نقول لها في ذكرى أرضها المقدسة المحتلة.

بقي أن نشير إلى أن الشعب العربي بعامة، والفلسطيني بخاصة، كان يتمنى على القمة العربية المنعقدة مؤخراً في الكويت، أن تخصص جزءاً من وقتها للحديث عن الأرض العربية المغتصبة، والبحث في السبل الكفيلة باستعادتها، لا أن تساعد العدو الصهيوني على السيطرة على المزيد من الأرض العربية، على نحو مباشر أو غير مباشر، وتقسيم المقسّم وتفتيت المفتت من أرضنا العربية…

 

ولن يلتمس الشعب العربي لزعاماته المتكلسة أي عذر بسبب موقفها البائس من قضية ما هو محتل من أراض عربية، ولاسيما أن أغلبيتها ساهمت في قتل كل دافعٍ عند مواطنيها يدفعهم لمواصلة الكفاح والجهاد في سبيل استعادة الأرض العربية المحتلة، كما أنها حاربت حركات المقاومة الوطنية والإسلامية التي نذرت نفسها للدفاع عن الأوطان واستعادة المحتل منها…

 

والحقيقة أن هناك مئات الآلاف من الشبان العرب الغيارى الذين ينتظرون اللحظة المناسبة للانطلاق لتحرير أرضهم وتطهيرها، بيد أن انطلاقتهم هذه مرهونة بوجود قيادة مخلصة تُسوّي صفوفهم لتسلك بهم طريق الكفاح والتحرير.

 

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version