يبدأ بابا الفاتيكان فرنسيس الأول زيارة لأيرلندا يوم السبت القادم تستمر يومين، وسط توقعات باستقبال أعداد أقل بكثير من تلك التي التفت حول البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني خلال الرحلة البابوية الأخيرة إلى أيرلندا عام 1979، عندما شاهد أكثر من مليوني شخص البابا الراحل في فعاليات في جميع أنحاء الدولة.
كان الطلاق والمثلية الجنسية محظوران قانونا في أيرلندا عندما قوبل يوحنا بولس الثاني بترحيب حار في الدولة ذات الأغلبية الكاثوليكية.
منذ ذلك الحين ، وقع العديد من فضائح اتهام القساوسة بالتحرش الجنسي واتهام الكنيسة بالتستر على الجرائم، كما أصبحت الجماهير حاليا على دراية بأن هناك عقودا شهدت انتهاكات في مؤسسات كاثوليكية الإدارة ، بما فيها “مغاسل مجدلين” سيئة السمعة التي كانت تحتجز فيها النساء كرقيقات من الناحية العملية، مع عزل أطفالهن من أجل التبني القسري.
وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من الأيرلنديين (3ر78% في تعداد عام 2016) لا يزال يتم تعريفهم على أنهم كاثوليك – اختار الكثيرون تجاهل تعاليم الكنيسة، ووافقوا على زواج المثليين في استفتاء أجري عام 2015 .
وحدث الشيء نفسه في مايو 2018 ، عندما صوت 4ر66% من السكان لصالح تخفيف قوانين الإجهاض الصارمة في أيرلندا.
وقام منظمو “الاجتماع العالمي للأسر” الذي يمثل النقطة المحورية للزيارة البابوية الوشيكة، بتوفير 500 ألف تذكرة مجانية للقداس المقرر في 26 أغسطس في متنزه “فينكس بارك” بالعاصمة دبلن.
وفي وقت سابق من ذلك اليوم، من المتوقع أن يلتف حول البابا فرنسيس نحو45 ألف شخص في كنيسة “مريان” بمدينة نوك غربي أيرلندا.
وأفادت تقارير بنفاد تذاكر حضور الحدثين، رغم أنه تم حجز بعض التذاكر كنوع من الاحتجاج في محاولة لضمان وجود مقاعد خالية في الحدث.
وقال أحد المحتجين لصحيفة “ايريش تايمز” إنه حجز 800 تذكرة باسم يسوع المسيح.
ويعتزم أعضاء مجموعة هذا المحتج على فيس بوك، والتي تحمل اسم “ساي نوب تو ذا بوب” (قولوا كلا للبابا)، تنظيم مسيرة ظهر الأحد 26 أغسطس من شارع أوكونيل في دبلن إلى حديقة “ريميمبرانس” (الذكرى)، المكرسة لـ”جميع أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سبيل قضية الحرية الأيرلندية”.
ووجه كولم أوجورمان ،مؤسس مجموعة “واحد في أربعة” لدعم ضحايا تحرش القساوسة بالأطفال، الدعوة للانضمام إليه في حديقة الذكرى في وقت القداس البابوي في دبلن؛ لإظهار التضامن مع ضحايا تحرش القساوسة بالأطفال .
وتأتي زيارة البابا فرنسيس على خلفية سلسلة من فضائح التحرش الجنسي التي أحاطت بالكنيسة الكاثوليكية ، لا سيما في أستراليا وتشيلي والولايات المتحدة.
وأعرب الفاتيكان يوم الخميس الماضي عن “الخزي والحزن” بعد صدور تقرير لهيئة المحلفين الكبرى في ولاية بنسلفانيا حدد أسماء 301 من قساوسة الولايات المتحدة كمتهمين بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
وعندما يصل البابا إلى دبلن الساعة 10.30 صباحا في 25 أغسطس ، سيقابله الرئيس مايكل دانييل هيجينز ويرافقه إلى مقر الإقامة الرئاسي لعقد اجتماع خاص.
ثم يذهب البابا إلى قلعة دبلن للقاء رئيس الوزراء ليو فارادكار، وهو رجل مثلي الجنس قام بحملة ناجحة من أجل زواج المثليين، وتخفيف قوانين الإجهاض الصارمة في أيرلندا.
وقال فارادكار لوسائل الإعلام الأيرلندية إنه يريد “إثارة المخاوف الحقيقية لدى الأيرلنديين من إرث الماضي” مما يرفع الآمال بأنه سوف يناقش مسألة تحرش القساوسة بالأطفال والإساءة المؤسسية، مع البابا.
ومن المتوقع أن يلقي البابا أول عظة له في أيرلندا في قلعة دبلن.
ومن المقرر أن يزور البابا فرنسيس بعد ذلك مركز يوم الكبوشيين لمقابلة العائلات المشردة، ويعد التشرد من المشكلات الاجتماعية الأكثر إلحاحا في أيرلندا.
وسوف يلقي البابا بعد ذلك كلمة في فعالية في ملعب “كروك بارك” في دبلن ، والذي وصف بأنه أحد أبرز أحداث اللقاء العالمي للأسر ، وهو احتفال للكنيسة الكاثوليكية بدور الأسرة.
ومن المتوقع أن يشارك نحو 70 ألف شخص في حفل “كروك بارك” الذي يستمر لساعتين.
وفي يوم الأحد 26أغسطس ، يسافر البابا إلى “نوك” في غرب أيرلندا لتلاوة صلاة التبشير الملائكي، في كنيسة يقال أنها شهدت ظهورا للسيدة العذراء في عام 1879. ثم يعود إلى دبلن ليترأس قداسا في فينكس بارك.
ونظرا للتغيرات الاجتماعية الضخمة والكشف عن الانتهاكات التي ارتكبها قساوسة منذ عام 1979 ، فإن جميع الأنظار ستركز على عظة البابا، التي سوف يلقيها في نفس الموقع الذي التقي فيه سلفه يوحنا بولس الثاني مع أهل أيرلندا مختلفة في عام 1979. ولكن من المتوقع أن يحضر هذه المرة أقل من نصف العدد عام 1979 .