حذر تقرير مشترك لـ«الفاو» و«البنك الدولي» من تفشي وتفاقم شح المياه في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي كان سبباً في زيادة الاضطرابات السياسية التي اندلعت في المنطقة في السنوات الأخيرة.
وكشف التقرير -الذي صدر بمناسبة أسبوع المياه العالمي في العاصمة السويدية، ستوكهولم- عن اخفاقات مؤسسية في التصدي للتحديات ذات الصلة بالمياه، والتي يمكن أن تكون عوامل مضاعِفة للمخاطر فتزيد مواقف الهشاشة الراهنة سوءاً وتعقيداً، مشدداً على أن تحسين إدارة المياه سيكون من شأنه أن يساهم في بناء القدرة على مواجهة الأزمات التي طال أمدها.
وأوضح التقرير -الذي حصلت «الشروق» على نسخة منه- أن تحديات المياه تزيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شدة يوماً بعد يوم، فالطلب المتزايد وتغير المناخ والمنافسة فيما بين القطاعات والتوسع الحضري كلها تفاقم تحديات شح المياه القديمة.
وأكد التقرير أن نطاق أزمة المياه الراهنة غير مسبوق، ويتطلب تدابير منسقة عبر المؤسسات في أماكن كثيرة، مشيراً إلى أن أزمات المياه تولد ضغوطاً على قدرة الأفراد والمجتمعات على الحفاظ على أمن سبل كسب العيش والاستقرار السياسي.
ونوه التقرير بأنه لا يمكن الربط دائماً بين أزمات المياه أو التوترات الاجتماعية أو القلاقل أو الهجرة، مؤكداً ان المؤسسات وتفعيل سياسيات فاعلة يمكنها تخفيف وطأة الآثار المتعلقة بالمياه.
واقترح التقرير عددا من سياسات ادارة المياه لمواجهة الأزمات في المنطقة بداية من إدارة الموارد المائية وتقديم الخدمات على نحو يتسم بالاستدامة والكفاءة والانصاف، استخدام اللامركزية؛ نظراً للطبيعة المحلية أساساً التي تميز مشكلات المياه والزراعة، مع ضرورة تلبية الاحتياجات قصيرة الأجل ذات الصلة بكسب العيش والأمن الغذائي على المدى القصير.