احتدمت معارك السيطرة والنفوذ في العاصمة الليبية طرابلس أمس. وحوصرت عشرات العائلات في مناطق الاشتباكات خصوصاً في جنوب المدينة ومناطق النقلية والخلة وعين زارة. وبدا أن الوضع متجه إلى التصعيد مع فشل المحاولات للتهدئة بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج و«اللواء السابع» القادم من ترهونة (جنوب طرابلس) الذي تردد أن مقره في المدينة تعرض لقصف جوي انطلاقاً من مطار معيتيقة.
كذلك ظهر قلق واسع بعد إعلان ميليشيات من مدينة مصراتة (شرق طرابلس) تحت إمرة القيادي في «فجر ليبيا» صلاح بادي استعدادها للتوجه إلى العاصمة لـ«استعادة الأمن فيها وتخليصها من المسلحين»، ما أثار مخاوف من معارك واسعة تذكّر بتلك التي اندلعت عام 2014 وأدت إلى تدمير مطار طرابلس الدولي، جنوب العاصمة.
وحوصرت عشرات العائلات في مناطق التماس جنوب العاصمة حيث تساقطت القذائف عشوائياً، ولم تفلح نداءات «الهلال الأحمر» في إقناع المتحاربين بإعلان هدنة لإخراج المحاصرين. وأفادت تقارير بأن مئات من المهاجرين حوصروا في مراكز احتجاز تديرها الحكومة الليبية جنوب طرابلس بعد فرار حراسهم خلال الاشتباكات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن موظف إغاثة طلب عدم نشر اسمه أن قرابة 400 شخص تُركوا دون طعام في مركز احتجاز في عين زارة.