يجتمع قادة روسيا وإيران وتركيا في طهران، اليوم الجمعة، لبحث مصير محافظة إدلب السورية، في قمة تعتبرها أنقرة الفرصة الأخيرة لتجنب وقوع مجزرة.
وكانت الحكومة السورية قد تعهدت باستعادة إدلب، آخر المعاقل الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ عام 2015.
ويشار إلى أن روسيا وإيران حليفتان رئيسيتان للحكومة السورية، بينما تدعم أنقرة المعارضة.
وانتقدت تركيا، التي تقع على الحدود مع إدلب، الغارات الجوية الروسية على المحافظة قبل أيام من القمة، وحذرت من كارثة إنسانية في حالة وقوع هجوم دموي.
وحشدت الحكومة السورية وحلفاؤها قواتهم قرب ريف إدلب استعدادًا لهجوم نهائي.
وتعتبر المحافظة الواقعة في شمال غربي البلاد مهمة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للحكومة لأنها تقع على الحدود مع اللاذقية، وهي المحافظة التي تعد المعقل الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد ومقر أكبر قاعدة جوية روسية في البلاد.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تم إجلاء الآلاف من المعارضة وعائلاتهم من مناطق مختلفة من سورية إلى إدلب بموجب اتفاقات مع الحكومة.
ويسيطر على المحافظة بشكل كبير هيئة تحرير الشام، وهي تحالف إسلامي بقيادة مجموعة مرتبطة بالقاعدة.
كما يبلغ عدد سكانها 3 ملايين مدني، ثلثهم من النازحين داخليًا بسبب النزاع المستمر منذ سبع سنوات.
وحذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الأسبوع الماضي من أن وجود 10 آلاف من المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في إدلب لا يبرر هجومًا يمكن أن يعرض أرواح المدنيين للخطر.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع: “هناك عملية قاسية تجري في إدلب، وإذا تعرضت هذه الأماكن للقصف بالصواريخ، لا قدر الله، ستكون هناك مذبحة خطيرة للغاية”.
وأضاف أن قمة الجمعة ستساعد في حل القضايا، مشددا على أهمية التعاون مع روسيا في الوقت الذي يحذر فيه أيضا من تدفق اللاجئين.
وتستضيف تركيا، التي لديها 12 مركز مراقبة في إدلب، بالفعل 3.5 مليون لاجئ سوري.
وقال أردوغان إن واشنطن وموسكو تهربتا من مسؤولية إدلب. وقال “إن الولايات المتحدة تلقي بالمسؤولية على روسيا، وروسيا تلقي بالمسؤولية على الولايات المتحدة”.
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة السورية من ارتكاب “مذبحة” في إدلب.
وقال ترامب يوم الأربعاء: “إذا وقعت مذبحة فسيشعر العالم بالغضب وستغضب الولايات المتحدة أيضا.. نأمل أن نكون حذرين للغاية”.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن إدلب “ليست مشكلة تركيا فقط. إنها قضية بالنسبة للعالم فيما يتعلق بكل من الأمن والإنسانية”.
ومن المتوقع أن يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعات ثنائية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وأردوغان خلال القمة.
وقال الكرملين إن المحادثات يجب أن تركز على “بذل مزيد من الجهود المشتركة لضمان الاستقرار على المدى الطويل” في سورية، بما في ذلك “تهيئة الظروف لإعادة اللاجئين والنازحين”.
وقد أدت الاجتماعات السابقة لرؤساء تركيا وروسيا وإيران إلى إنشاء ما يسمى مناطق خفض التصعيد في سوريا، بما في ذلك إدلب. لكن تم خرق عمليات وقف إطلاق النار بشكل متكرر.
وجدد جاويش أوغلو التأكيد على أن تركيا وروسيا وإيران اتفقت على خطة لإنشاء “أربع مناطق لخفض التصعيد” في سوريا. وأوضح أن “إدلب هي آخر ما تبقى من تلك المناطق. لسوء الحظ، ذهبت درعا وحمص والغوطة الشرقية واحدة تلو الأخرى”.
وأبدى مسؤول إيراني رفيع المستوى أمله في أن يؤدي اجتماع طهران إلى “اتفاق نهائي” حول إدلب.
وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الخميس بينما كان في زيارة لمدينة فولفوجراد الروسية إن المجتمع الدولي أدرك أن إيران وروسيا أنجزتا الكثير في الحرب ضد الإرهاب.
وفي الأشهر الأخيرة، حققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مكاسب على الأرض مدعومة بغطاء جوي من القوات الروسية في البلد الذي مزقته الحرب، وذلك على المعارضة المدعومة من الغرب ومسلحين من بينهم تنظيم داعش.