كشف الصحفي الاستقصائي الأمريكي المخضرم، بوب وودورد، أمس الثلاثاء، عن أن مسؤولا بارزا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال له في محادثة خاصة إن التفاصيل الموجودة في كتابه الجديد «الخوف: ترامب في البيت الأبيض» صحيحة بنسبة 1000%، لكنه في وقت لاحق انتقد الكتاب أمام الرأي العام.
وقال «وودورد»، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه بعد بدء عرض مقتطفات من كتابه الأسبوع الماضي، تلقى اتصالا من مسؤولا بارزا في الإدارة الأمريكية أشاد خلاله بدقة كتابه الجديد.
وأوضح «وودورد» أن المسؤول قال له: «الجميع يعرف أن ما قلته (في كتابك) صحيحًا. إنه صحيح بنسبة 1000%»، مشيرا إلى أن ذلك المسؤول ذاته خرج أمام الرأي العام وأدلى بتصريحات رسمية مغايرة تماما لما ذكره في الاتصال.
ورفض الصحفي الأمريكي الشهير، الكشف عن اسم المسؤول، متابعا: «لست سعيدا لكن الابتسامة تكسو وجهي لأن الحقيقة ستظهر، فهناك الكثير من الأدلة والشهود».
وقد سارع مساعدو الرئيس «ترامب» إلى إدانة الكتاب وتقويض مصداقية «وودورد» في الأيام الأخيرة. وأصدر كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس، وكبير موظفى البيت الأبيض جون كيلي، والسكرتير السابق في البيت الأبيض روب بورتر، والمستشار الاقتصادي السابق جاري كون، بيانات تنتقد الكتاب.
وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن الصحفيين الذين يغطون البيت الأبيض في عهد «ترامب» يستخدمون المزيد من المصادر المُجهلة مقارنة بالإدارات السابقة، أجاب «وودورد»: «صحيح، فالأمور أكثر خفاءً»، مؤكدا أن المصادر المُجهلة السبيل الوحيد للوصول إلى الحقيقة.
واعتبر «وودورد»، الذي كشف مع زميله بصحيفة «واشنطن بوست»، كارل برنستين، عن فضيحة «ووترجيت» التي أدت إلى استقالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، إن استخدام المصادر المُجهلة أمر ضروري عند تغطية الإدارات الرئاسية.
وأكد الصحفي الاستقصائي المخضرم، رفضه لعبارة «المصادر المجهولة»، قائلا: «المصادر ليست مجهولة بالنسبة لي، أعرف بالضبط من هم». متابعا: «لذا أعتقد أن عبارة مصادر مجهولة هي عبارة خاطئة، إنها مصادر مطلعة على بواطن الأمور وذات خلفية عميقة».
وأعرب «وودورد» عن تفهمه لحالة «التشكك» بشأن استخدام مصادر لم يتم تسميتها، لكنه أضاف أنه سيكون من المستحيل تقريباً على الصحفيين الحصول على وثائق وشهادة معينة وتسجيلها بشكل رسمي.
يشار إلى أن كتاب «وودورد» الجديد عن «ترامب»، الذي طرح رسميا الثلاثاء، يعتمد على مئات الساعات من المقابلات السرية المسجلة وعشرات المصادر من الدائرة المقربة لـ«ترامب»، وكذلك الوثائق والملفات والمذكرات، بما في ذلك مذكرة مكتوبة بخط يد «ترامب» نفسه.